السيف يأبى الغمد
نامـتْ عــلى نَـزْفِ البراءةِ أعينٌ
باســم الـعــروبةِ، دمعُها مِـدرارُ
اُسْـــدٌ عـلى إخـوانِـهـم بـتَطـرُّفٍ
ومـــع الـغُــزاة، بوَهْـنِهـم أبـقـارُ
أنــفـاسُ غــزّة مَـزّقـتْ أسـتارَهم
فَـتَسـرَّبــتْ مِـن جُـبْــنِـهـم أسْـرارُ
عــارٌ عــلى نوْط الزّعامةِ يَعـتلي
صَـدرَ الخــيانـة، فاثأري يا نـارُ
يَتَـناوبـون عـلى أداء خُـضوعِهـم
ســداً لِـنـقـصٍ، والخُـطى مِـعيـارُ
ياطـُهرَغزّة قد كشفـتَ رؤوسَ مَن
فــيهــا الـنّــفـــاقُ مُعَـشِــشٌ مِـكْـثارُ
تــعـلـو مـآذنَهــم، بِـصَوْتِ مـُكـبِّــرٍ
وَدَمٌ لإخـــوانٍ لــهـــم، أنـــهـــارُ
مِـعـوان صاروا لـلعــدو بِصَـمْـتِهم
والحــقُّ أبـْـلـجُ ، مــا عـليــه غُــبـارُ
للأرض طُهْـرٌ سـاءَه دنَـسُ الـعِـدى
والـطـهْــرُ إن شــاخَ الـقَــذى قَـهّــارُ
السـيـفُ يأبى الغِـمْـدَ في سُوح الوغى
والـنصرُ يـصنـعُ عَـرشَــه الإصـرارُ
يامــن يــروم تـألـقــاً، فـــي عِــزَّةٍ
حـرِّر مَواطِـئَ، داســهـا الأشــرارُ
واقــطَع يـَـداً مُـدَتْ لـِهـدمِ كــرامـةٍ
فــالـعــيـشُ دون كـــرامــةٍ أقْـذارُ
يا ســائراً صوْبَ الـنجـوم تـحــيةً
بصماتُ خطْوِكَ، فـي الجهاد مَنارُ
شَرْخُ العروبةِ لا عِـلاجَ لِـنَــزْفـه
غـيــرُ الفـداءِ يَـضخّـه الأحــرارُ
(من بحر الكامل)