العرب يحصدون جوائز نوفَل.. كالعادة
حافظ العرب على عادتهم الشهرية، عفواً السنوية، بالتربع على قمة الإعجاز العلمي والأدبي والانساني، فقد حصدوا جميع جوائز (نوفل) لهذا العام أيضاً في جميع مجالات الابداع الانساني في الفيزياء والكيمياء والطب والاقتصاد والآداب والسلام.
ففي مجال الفيزياء حصل العالِم الجيولوجي الفيزيائي الكيميائي الموسوعي الفقيه الحافظ المُتكلم الفيلسوف العلّامة النحوي الدكتور الأستاذ (مُسمار الحفّار) على جائزة نوفل في مجال الفيزياء الجيولوجية، وذلك عن اكتشافاته الهامة في مجال الفيزياء الكونية والكمومية، فقد اكتشف عن طريق مرصده الفلكي (هُبَل)، الموجود في آخر طلعة جبل الجوفة على اليمين، أن الكون ما زال يتوسع، وأثبت بالبرهان القاطع أن الكون قد تولّد من انفجار عظيم حصل في الثانية الأولى لعمر الكون حيث كانت الجزيئات الأولية لهذا الانفجار ترفرف على الماء (أي ذرة الهيدوجين)!، وقد ربط العلّامة الفقيه ما اكتشفه من مادة أولية ترفرف على الماء بالآية الواردة في سفر التكوين من الكتاب المقدس: (وكانت روح الله ترفرف على الماء)، وما يناظرها من القرآن الكريم: (وكان عرشه على الماء). وقد برهن العلّامة صحة هذا الاعجاز بالتشابه الكبير بين شكل خرابيط معادلاته الرياضية والخط العبري التربيعي القديم.
وفي مجال الطب فاز العالم والطبيب العربي المشهور (مختار الجن) بجائزة نوفل في الطب، وذلك عن منهجيته العلمية التجريبية في معالجة مرض الصرع. فقد أثبت تجريبياً ونَصياً وجود كائن غير مرئي (أي فيروز) أطلقَ عليه اسم (جِن) لأن له تأثير السائل الموجود في زجاجة مشروب الجن الانجليزي، فكما أن الجن الانجليزي يهاجم خلايا الدماغ مما يُفقد الإنسان السكران مقدرة السيطرة على تصرفاته، فإن فيروز الجن يهاجم الخلايا العصبية للإنسان ما يؤدي الى حدوث نوبات الصرع. وقد استحدث الطبيب، نتيجة عمل مخبري وتجريبي دام لعشرات السنوات في مقارعة زجاجات الجن، علاجاً لاخراج هذا الفيروز من جسم الانسان المريض، وقد وضع الدكتور طريقة العلاج في كتاب عنوانه (ضوء الفانوس في كيفية إخراج الجن من بدن الممسوس). وقد صرح رئيس الأكاديمية السويدية بأن العلماء والمترجمين احتاروا في اختيار ترجمة فنية دقيقة للمصطلح (فيروز)، فأشار عليهم الدكتور مختار الجن أن يترجموه الى (The widow of Rahbani)، رغم التشابه الكبير بين لفظ كلمتي (فيروز) و(Virus).
أما عالم الحساب والمحاسبة والاقتصادي العربي الكبير (حسّوبة حسب الله) فقد حاز جائزة نوفل في الاقتصاد عن نظريته المشهورة بـ(اقتصاديات الدعارة في العمارة)، حيث نفى فيها حاجة الاستثمار العربي في قطاعات التعليم والصناعة والتكنولوجيا والزراعة والبنى التحتية، مشيراً إلى أنه يمكن استيراد هذه المنتوجات من الغرب المتقدم بتكلفة أقل بكثير من تكلفة انتاجها عربياً. وأثبت في نظريته أن الاستثمار في قطاع الدعارة هو الاستثمار الأمثل والأكثر ربحاً، حيث أن الدعارة تحتاج الى الاستثمار في قطاعات بناء الأبراج والفنادق والمنتجعات السياحية وما يلزمها من استثمار في الأمور اللوجستية مثل الاتجار بالفتيات الحسناوات والاستثمار في الدعاية والاعلام على شكل برامج سياحية وفنية وترفيهية في الفضائيات على الهواء مباشرة. وقد أكد على المردود الاجتماعي والثقافي لاقتصاديات الدعارة، فهذا النوع من الاستثمار سيرفع من المستوى الحضاري للمجتمعات العربية ويساعدها على وأد التخلف والانفتاح والانثقاف على الآخر. فالداعر العربي يمكن أن يستفيد من ثقافة داعرة روسية مثلاً حين يُطالع معها في السرير رواية الجريمة والعقاب لدوستويفسكي. والعكس صحيح حين تقوم داعرة عربية بتعليم داعر أجنبي كتاب ألف ليلة وليلة عملياًً. هل رأيتم أهمية (المُطالعة) و(الانفتاح)؟.
ولم تكن العلوم هي مطايا العلماء العرب وحسب، فقد اعتلى الأدباء العرب عرش الأدب هذه السنة أيضاً، حيث فاز الشاعر العربي الكبير (غزّال القوافي) بجائزة نوفل للآداب، وذلك عن عطائه الكبير في غزل بيوت الشّعَر (بفتح الشين والعين) بكافة لغات العالم بما فيها الصينية التي لا يفقهها (وهنا الاعجاز)!، فقد غزل قصيدة غزل في بنت خالته الحولاء بجميع اللغات التي لا يعرفها، بحيث تُقرأ القصيدة من جميع الجهات للدلالة على عصر العولمة الشعرية وما بعد بعد بعد الحداثة، فهي تُقرأ من اليمين الى اليسار، ومن اليسار الى اليمين، ومن الأعلى الى الأسفل، ومن الأسفل الى الأعلى، وقُطرياً، وقومياً واقليمياً، وبنفس التفعيلة والقافية. وقد أعطى منهجيته الأدبية اسم (انزياحات الحَوَل في شِعْر الجَمَل). والمدهش حقاً في هذه القصيدة الاعجوبة أن كل انسان يفهم القصيدة كما يريد، فهي غنية بالانزياحات اللغوية والاستعارات بحيث يفهمها أحدهم على أنها غزل في بنت خالته الحولاء، ويفهما آخر بأنها هجاء في حماته الشمطاء، ويفهما ثالث بأنها النشيد الوطني لموزامبيق.
وفي مجال السياسة حصل الدبلوماسي العربي المحنّك (ابو سلام السفّاح) على جائزة نوفل للسلام، وذلك تقديراً
لجهوده الجبارة في احلال السلام بين قبيلتي (بكر) و(تغلب)، حيث سفح القبيلتين عن بكرة أبيهما، فأصبحتا أثراً بعد عين.. وحلّ السلام الأبدي عليهما.. الفاتحة.
هنيئاً للعرب على هذه الانجازات والاعجازات العلمية والأدبية والسلمية..وكل نوفل وأنتم بخير.. والى الخلف دوماً.