الخميس ١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٤
سلسلة قصص من التراث الفلسطيني
بقلم أمل إسماعيل

الغولة العجـوز

الراوية: "وحدوا الله"

الحضور: "لا إله إلا الله"

الراوية: "كان هانَ خير"

الحضور: "خير إن شاالله"

الراوية: "كان ياما كان يا أعز الكرام، ما يطيب الحديث إلا بالصلاة عالنبي".

الحضور: "اللهم صلي على سيدنا محمد".

باقي ابن السلطان خطب عبنت وزير من زرا أبوه. والعروس مصمودة، إلا هالعجوز عابرة وقالت: "يا عمتي مبروك عرسك".

قالتلها: "الله يبارك فيك".

قالتلها: "أنا يا عمتي معيش نقوط. خذيلك هالغوَش (1). وهالاختيارة روّحت. تَدِرْيِتْ إنها الدنيا صارت نص ليل أجت عليها ثاني مرة. دقت عالباب وقالت: "يا غويش افتح!"

قام الغوش سقط من إيد البنت وهي نايمة وفتح الباب. عبرت الاختيارة وصحّت البنت وقالتلها "إصحي يدري جوزك، أبوك مات".

قامت هالعروس ومشت معها. بدال، ما هم أهلها قبلي - مثل ما تقول- دارت ابها شرقَا. توصلت هالموكرة (2). لمّن عبرت في الموكرة لقيت غُوَلة زغار وغول كبير. شلّحوها ذهبها وأواعيها وأكلوها.

رجع المرجوع لابن السلطان. قام الصبح مالقاش مرته. تقاتل السلطان وابنه مع الوزير، أبو البنت.

قالوله: "إنت اللي أخذت البنت".

قال الوزير الثاني: "أشهد بالله يا سلطان، لتزعلش. أجتك بنتي".
أملكوا على البنت. بدل ما هي لابسة أبيظ، العجوز لبست أخظر وجابت خرزة والخرزة لونها أخظر. وأجت قالت للعروس: "يا عمتي أنا معيش مصاري. خذيلك هالخرزة احفظيها من صيبة العين".

حطتها في عبها. ولمن فظوا الناس، حطتها عند أساورها عالطاولة لأنها استقعدت (3) فيها إنها لصيبة العين (4).

لمن صارت الدنيا وجه الصبح، أجت الغولة عدار العروس وهي نايمة ودقت عالباب وقالت: "يا خريز افتح!" طاحت الخرزة وفتحت الباب وعبرت الغولة ونبّهتها. قالتلها: "يا عمتي اصحي يدري جوزك. هيّ أمك في درجة النزاع". قامت معها ، قالت: "يا عمتي إلبسي كل ذهبك، هالقيت الناس مستنظرينك عمنك عروس".

قامت وظلت رايحة معها. قام ابن السلطان، مالقاش عروسته. تقاتل هو وأبوها. قام الوزير الثالث أعطاه بنته.

قالوا: "يا جماعة إنتو ربّطوا الطرق، كل شارع يقعد فيه واحد".

طبعاً الغولة ظلت في البلد، ما طلعتش، الحراس خارج البلد.

أجت الغولة لابسة ثوب أزرق ومعها زر طرنج (5) وقالتلها: "يا عمتي أنا معيش مصاري، خذيلك زر هالطرنج". البنت واعية. أوعى من هذولاك. هذولاك ماقلنْش لجيزانهن. إما هاذي قالت لجوزها: "خذ هالطرنجة".

قالها: "منيني؟"

قالتله: "أعطتني اياها أم الثوب الأزرق".

قال: "آ. هاذي غولة".

حط الطرنجة ودق السكين في نصّها. بعد نص الليل، أجت الغولة لابسة ثوب أزرق. دقت عالباب وقالت: "طرنج، إفتح! طرنج إفتح!"

قالها: "كيف إفتح، وكيف إفتح، السكين في قلبي".

والعرسان قاعدين، لأنهم دريوا بالقصة. طال العريس السكين من قلب الطرنجية، فتحت الباب. عبرت الغولة وهُم عملوا حالهن نايمين. أجت الغولة قالت للعروس: "يا عمتي يا عمتي، وحيدك مات".

دقت العروس جوزها، وقامت ومشت مع الغولة. جوزها قام دق الصفارة للحراس اللي عالطرق. قاموا الحراس لحقوها . الغولة تركظ والعروس وراها وهم وراهن. قبل ما تصل موكرتها هناك لمن تلاحقوا الحراس فيها، بالشبرية (6) كرّوا الثوب اللي على الغولة، إلا هم لقيوها إلها ذنبة مثل ذنبة الجدي، وإلها حافر مثل حافر الحمار. من ذنب الجدي ونازل شكل حمار، وإلها شعر مثل شعر الحمار. ومن الذنب وفوق، مثل ابن آدم العادة (7). ولمن عبرت في الموكرة صارت عينيها بالطول وزغرن وصارن يقدحن مثل مشاهيب النار.
الغولين الزغار والكبير صاروا يصهنوا. وكل نصيب الحراس وجوزها وأبوها والوزرا اللي اتاكلن بناتهم عبرور ورا الغولة على المغارة.
قتلوهم وفجّروهم تفجير بالشبرية، وزمّوا أواعي بناتهم والذهب اللي في المغارة، وروحوا.

ودشرناهم واجينا.


الراوية: أم نبيل.

1) الغوش: أساور.

2) موكرة: وكر.

3) استقعدت: اعتقدت.

4) بحسب المعتقدات الشعبية كل التعاويذ التي تطرد العين الشريرة، مثل الخرز وغيره، يجب أن تكون زرقاء اللون. وهذه المعتقدات سائدة في الشرق الأوسط، كما في سائر البلاد العربية. والحماية من الحسد أو الإصابة بالعين ضرورية وخصوصاً في المناسبات السعيدة، مثل الزفاف. وفي فلسطين تغنى الأغاني التي تقي العروس من الإصابة بالعين خلال موكب الزفاف.

5) طرنج: تُرنُج أو "بوملي"

6) الشبرية: نوع من الخناجر.

7) على الرغم من أن الغولة يمكن أن تتخذ أي هيئة، فإن مظهرها، كما في هذه الحكاية، يكون عادة نصف إنسان ونصف حيوان.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى