القدس في الشعر الفلسطيني الحديث
هيمنت على الإنسان العربي- ومنذ بدايات تاريخه- أنماط معيشة التنقل والتجوال، وكانت سائدة في وجدانه… ولعله كان يرى في الاستقرار الثابت وسيلة لقمع تحرره، وما تنقله في المواقع إلا تنقل آخر في المواقف الفكرية والسلوكية، وتراوح من غير تركيز أو ثبات.
على ضوء ذلك لم نلحظ هذا العشق لمدينة/ مكان ما إلا في أبيات شعرية متفرقة هنا وهناك- لا تتواصل حتى تؤلف قصيدة متكاملة، وإذا حدث أن استرسل الأديب في نفس أطول، فإنه يروي لنا عن آلامه أو حبه بما قد ينطبق على كل زمان أو كل مكان… فأين هي القصائد التي كتبت عن مكة أو بغداد أو القدس..؟ صحيح أن هناك قصائد تناولت حدثًا ما كحريق في مدينة أو خراب في أخرى، وصحيح كذلك أن هناك مقامات سميت بأسماء مدن وأماكن شتى، ولكن هذه جميعها لا تتقصى المكان والارتباط من خلال حس انتمائي، أو على الأقل بسمات جغرافية محددة لها، تأخذ مجالاً لإثراء النص…
وأنا لا أعني بالمكان ظواهر الطبيعة المختلفة كالريف أو الجبل أو روضة أو بستان…
لقد كان من المتوقع –مثلاً- أن نقرأ قصائد عن القدس ومكانتها الدينية، وذلك في فترة الصراع مع الصليبيين منذ بدايات القرنين الحادي عشر والثاني عشر، لكن النماذج الكثيرة لا تدل على نشوء ما أصطلِحُ عليه " شعر القدس " . فلو تتبعنا بعض الدراسات عن هذه الفترة، وخاصة الفصل الذي يتناول " تحرير بيت المقدس " في كتاب د.عمر موسى باشا- الأدب في بلاد الشام- على سبيل المثال فإننا نجد قصائد كثيرة قيلت في الأحداث والتحرير، ولكننا لا نجد أبياتًا تتناول القدس مكانًا بشيء من التركيز ، أو ما يعكس خصوصية بارزة، بل كانت الأبيات مدحًا للأيوبيين ووصفًا لبطولاتهم، وذلك على غرار قول أبي الفضل الجلباني ( ت603 هجري):
الله أكبر أرض القدس قد صفرت
من آل أصفر إذ حَين به حانوا …….
حتى بنيت رتاجَ القدس منفرجًا
ويصعد الصخرة الصماء عثمان
واستقبل الناصر المحراب يعبد من
قد تم من وعده فتح وإمكان [1]
ولا نستطيع أن نقع على قصيدة مستقلة تتحدث عن قدسية المكان وعن معالمه- أكثر من مجرد ذكر الاسم – وإنما هي شذرات – جمل وعبارات مختلفة؛ بل كان من المتوقع أن نقرأ قصائد القدس في كتب "فضائل القدس" الكثيرة أو في كتاب الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل لمجير الدين الحنبلي (ت 1520م)، وفي كتب أخرى من هذا القبيل، أو في كتب الرحلات وما شابهها. [2]
غير أن الحال لم تكن بأفضل حتى منتصف القرن العشرين، مع أن القدس ومنذ بدايات هذا القرن أخذت تعيش في صراع جديد يستلزم بالضرورة أن تكون هناك قصائد معبّرة عن الخطر ومنذرة بما يحدق منه، فهذا خليل مطران(1871-1949)، في قصيدة "تحية للقدس الشريف" [3]، لا يجد إلا لغة التعميم في ذكره حبه لها:
سلامٌ على القدس الشريف ومن به
على جامع الأضداد في إرث حبه
على البلد الطهر الذي تحت تربه
قلوبٌ غدت حبّاتها بعض تربه
ثم يأخذ الشاعر في وصف طريق وصوله، وما رآه، وذكر كرم أهل القدس في استقباله مؤكدًا على عنصر الحب في هذه المدينة الخالدة:
به مبعث للحب في كل موطئ
لأقدام فادي الناس من فرط حبّه
وهذا علي محمود طه (1902-1949) وهو من الشعراء المصريين القلائل الّذين أوردوا ذكر القدس، وتناولوا القضية الفلسطينية حينها - يقول:
أخي إن في القدس أختًا لنا
أعد لها الذابحون المدى
أخي قم إلى قبلة المشركين
لنحمي الكنيسة والمسجدا [4]
وبنفس الروح وفي إشارات مماثلة يقول عمر أبو ريشة (1910-1991)
يا روابي القدس يا مجلى السنا
يا رؤى عيسى على جفن النبي [5]
أو يقول:
يا تثني البراق في ليلة الأسر
_ اء والوحي ممسك بعنانه
وفي الشعر الفلسطيني الحديث يخصص إبراهيم طوقان(1905-1941)، قصيدة له بعنوان "القدس"، ولكنه لم يتناول فيها إلا ما وصفه "التطاحن الحربي الذي تفشى في فلسطين حينذاك"، وكانت القدس بوصفها عاصمة البلاد مركز ذلك التطاحن. [6]
كما لا نجد في نشيد "يا رباالقدس" لأبي سلمى (1909-1984)، أي تخصيص يتعلق بالمدينة أو أي شعر عنها. [7]
ولم يحظ المسجد الأقصى بأكثر من إشارة سريعة في قصيدة عبد الرحيم محمود (1913-1948) "نجم السعود " وهي قصيدة موجهة إلى الأمير سعود بن عبد العزيز في طريقه إلى بيت المقدس (14/8/1935)، فيقول الشاعر:
المسجد الأقصى أجئت تزوره
أم جئت من قبل الضياع تودعه؟
حرمٌ يباح لكل أوكعٍ آبقٍ
ولكل أفّاق شريدٌ أربعه
طوّر الشعر الحديث المستجد في النصف الثاني من القرن العشرين أشكال القصيدة الحديثة ومضامينها، وقد أخذ يتناول قضايا جزئية أو معينة بشيء من التخصص والتفصيل، بمعنى أنه أخذ يركز على تفريعات لم يكن الشعر-آنفًا- يوليها وقفة طويلة أو اهتمامًا مركزًا.
وعلى إثر الهزيمة العربية سنة1967 غنّت فيروز قصيدة "زهرة المدائن" من كلمات الأخوين عاصي ومنصور رحباني [8]، فترددت الأغنية على الأسماع، وكان لها عميق الأصداء ومن كلماتها:
عيوننا إليك ترحل كل يوم
تدور في أروقة المعابد
تعانق الكنائس القديمه
وتمسح الحزن عن المساجد
يا ليلة الإسراء
يا درب من مرّوا إلى السماء
عيوننا إليك ترحل كل يوم
وإنني أصلي
وفي تقديري أنّ هذه القصيدة كانت المشرع المؤثر الأول ل"قصيدة القدس" ، وتلتها قصيدة نزار قباني (1923-1998) - القدس، ويبدأها:
بكيت…حتى انتهت الدموع
صليت..حتى ذابت الشموع
ركعت..حتى ملني الركوع
سألت عن محمد فيك وعن يسوع
يا قدس، يا مدينة تفوح أنبياء
يا أقصر الدروب بين الأرض والسماء
وفي نهاية المقطوعة الرابعة يتساءل الشاعر :
من يوقف العدوان
عليك يا لؤلؤة الأديان؟
وهذه القصيدة على غرار القصيدة المغناة من حيث لغة العشق والتفاؤل والبحث عن الخلاص،ومن حيث اللجوء الى الرموز الدينية لاستشفاف المأساة، والسطران الأخيران فيهما أبعاد دينية.
وفي الشعر الفلسطيني لم أجد قبل قصيدة أمين شنا ر ( 1934 ) " بيت المقدس" [9] مما يقع ضمن المواصفات التي حددتها لمفهوم " قصيدة القدس " ، وإليك سطورًا منها :
" هنا المآذن الحزينة التي تسامر النجوم
تمتد في وجوم
......
المسجد الأقصى هنا مسرى الرسول
مشى المسيح ها هنا وأمه البتول
زوها هنا الفاروق شاد مسجدا
هنا صلاح الدين روى العدا
هنا الوليد والمجيد والشهيد .... "
ثم طلع علينا أديب رفيق محمود (1933- ) ابن عنبتا بالقصيدة الأولى عن القدس بعد احتلال حزيران 67 ، وهي بعنوان "كلمات بالإزميل على سور القدس". [10]
يروي الراوي الشاعر كيف أنه سافر ليصلي في القدس ،ويقبّل هناك البلاط ويمضي واصفًا لنا أجواء القدس :
أسير في الشوارع التي أحب شارعًا فشارعا
_ أقلب العينين في الجدران، في المطرز الفضفاض
_ في الشموع…
ثم يمضي الراوي مستوحيا تاريخ صلاح الدين :
أواه يا مدينة السلام
_ يا روعة الصهيل، كبة الخيول
_ تعبر الأبواب في وضح النهار؟
_ هذا صلاح الدين [11]
انه يود لو يستل سيف البطل ليقاوم هذه الحضارة المحنطة ، وليزيل القار ، ليزجر الغراب… وفي مثل هذا الجو القاتم يعود ليستذكر جمال المدينة وروعتها:
أواه يا مدينة السلام ...أين روعتك
أقول :أين بهجتك؟
يعترف الراوي انه يحب "باب السلسلة"ويعشق كل قوس،ويمر في كل باب تارة مطأطأ الجبين،وتارة باعتزاز وكأنه يناطح السحاب …وفي عشقه للنقوش والزخارف يشعر بالعزلة والوحشة من خلال استلهامه التاريخ العربي القبلي:
ولست من قيس ولا خزاعه
أنا الطريد والخليع والمعبّد المنفي
في بلادي المضاعه
يحدثنا عن وقوفه بخان "باب زيت" وهناك يشتري حاجته من بائعة قدمت من قرية "الخضر" ، وينقل لنا صورة الحياة اليومية ببؤسها، وينهي قصيدته بالفعل "أريد" الذي يلح في المطالبة ونشدان الحق:
هلاّعرفت ما أريد
أريد أن أكون صادحا كما الكناري
أريد أن أكون ضاحكا كما الوليد
حريتي هي التي أريد
والقصيدة بمجملها تبحث عن السلام وعن الحرية، وتعكس هذا الحب للمدينة ومعالمها.
وفي مثل هذا التفاؤل يستذكر إدمون شحاده (1933- ) من الناصرة في قصيدته "مدينة السلام والآلام" أغنية فيروز، فيبدأ قصيدته باقتباس مطلعها "شوارع القدس العتيقة"، ثم يقول:
بحزنها العتيق
تعيد صورة الأسطورة
…
فتشرئب في زوايا العطر والبريق
أنشودة الأيام والسنين
أسير مغرما
بلهفة البراءة النقيه
وفي التفاف كل منحنى
حكاية لحارس شرس
إنه يرى في القدس صراع تهليلة الطفلة ذات القبعة الحمراء مع الذئب، وكذلك يستذكر قصة الأمير حامل الأختام، وهو يوقع في ذلك مهازل المصير.. يستذكر الحكايات والأساطير من عالم البراءة ليصل إلى شراسة الواقع. يرى الشاعر ضياع الزيتون من خدود حبيبته، وضياع الكروم من عيونها، وضياع عنفوان صدرها، فلا يملك الاّ أن يتوجه إلى الأسرار والإيمان والصلاة – على نهج ما جاء في "زهرة المدائن":
يا لهف الكنائس المنزرعة في كل أشواك الحقول
وفي عيون حاملي صليبها
وقبة الأجراس في أعيادها
تتابع الفصول
ولكنه ومن خلال إحساس عربي بالقضية يتضامن مع موقف المسلم واعتباراته الدينية ، لأنه شريكه في الموقع والنضال:
يا بهجة المساجد العالية الأعناق
ويا امتداد ومضة الإيمان
في القلب والشفاه
ووحدة الرحمن
وإذا كنا قد رأينا قصيدة إدمون شحاده – وهو الشاعر المسيحي- تستلهم رموزًا إسلامية فإن فدوى طوقان (1919- 2003) الشاعرة المسلمة تستلهم هي الأخرى رموزًا مسيحية، وذلك في قصيدتها "إلى السيد المسيح في عيد ميلاده": [12]
يا سيد مجد الأكوان
في عيدك تصلب هذا العام
أفراح القدس
صمتت في عيدك يا سيد كل الأجراس
…
القدس على درب الآلام
تجلد تحت صليب المحنه
تنزف تحت يد الجلاد
والعالم قلب منغلق
دون المأساه
…
يا سيد مجد القدس
…
يرتفع إليك أنين القدس
رحماك أجز يا سيد هذي الكأس!
بل إن محمود درويش ( 1941 - ) في مقطوعة أفردها للقدس (المقطوعة السابعة عشرة من ديوان أحبك أو لا أحبك-1973)، يستعمل رموزًا تتعلق بتاريخ اليهود ليكسبها بعدًا فلسطينيًا، أو ليلبسها التاريخ الفلسطيني:
ونغني القدس:
يا أطفال بابل
يا مواليد السلاسل
ستعودون إلى القدس قريبا
وقريبًا تكبرون
وقريبًا تحصدون القمح من ذاكرة الماضي
وقريبًا يصبح الدمع سنابل
آه يا أطفال بابل
ستعودون الى القدس قريبا
…
هللويا
هللوي
فسبي اليهود إلى بابل في التاريخ صار سبيًا وقضية للفلسطيني، و(هللويا) صارت آية التجميد الحالية، بدلا من كونها لفظة عبرية وردت في المزامير، فلا بدع إذن-أن يسمي الشاعر هذه المقطوعات من ديوانه "مزامير".
وإذا كان صوت فدوى-أعلاه- يئن في معاناته وشكاته- وهو مشحون بالطاقة التراثية الدينية- فإنّ عبد اللطيف عقل (1942-1993) مشحون بطاقة المعاناة الحاليّة، وهو لا يرى إلا صورة المحتل ورصاصة الطائش الأثم ،وما القدس إلا خلاصة الوطن الجريح:
أنا في القدس
ومن في القدس
يلتف به السور، وما من حجر في السور
إلا وله صدر موشى
بالرصاص الطائش العمد، وأعشاش حمام
المسجد الأقصى وآلاف المصلين
وعبد الله في باب الخليل ارتصّ كالعلبة
أخّ يا هذا الرصاص الطائش العمد،
أنا القدس وتغريد التي يعرفها الجند
ولا تعرف أمها والصبح والدفتر
والموت وروح الشعب والأرض
وفيها تشتهي الأنثى الأحاديث
عن الأعراس في الصيف
وتطريز فساتين القصب
فلا بد إذن من مقارعة المحتل ومقاومته، فكانت "قصيدة القدس" تنحو هذا المنحى في قصائد كثيرة....
يقول راشد حسين (1936-1977)، في قصيدة "القدس والساعة":
كانت الساعة في القدس قتيلاً وجريحًا ودقيقه
ولهذا كلما مرت بمحتلّي عيون القدس طفله
طفلة بنت صغيره
فتشت أعينهم آلاتهم في
صدرها
في رحمها
في عقلها
عن قنبله
وإذا لم يجدوا شيئًا أصروا
"هذه البنت الصغيره
ولدت في القدس
والمولود في القدس
سيضحى قنبله
صدقوا… المولود في ظل القنابل
سوف يضحى قنبله"
ويكتب جمال قعوار ( 1931 - ) قصيدته مباشرة بعد الانتفاضة مخاطبًا القدس في قصيدته "العنوان الجديد" وهو يتحدث فيها عن القدس، وعن الطفلة التي تعلم المحتل معنى الصمود، وينهيها بالقول:
جددي يا قدس عهدا
واكتبي في الكون مجدا
وانشري في أضلع المحتل رعبا
ليس يهدا
…
لتعود القدس حره
ولتبقى أبدا في جبهة التاريخ غره
أشرت سابقًا إلى أن قصيدة "زهرة المدائن" كانت فاتحة القصائد التي تناولت المدينة بقصائد متفائلة أو باحثة عن الخلاص، حتى أصبحت "قصيدة القدس" (موتيفًا) سواء كان في وصف واقع المأساة أو في محاولة التحرر والخروج من الحيف والاحتلال.
غير ان قصيدة مظفر النواب (1934 ) " وتريات ليلية " وقد كتبها بين الأعوام (1970-1975) كانت ذات طابع هجومي حاد فيها اتهام للعرب بالقصور ،وفيها يأس تنفّس عنه شتائم متتابعة لا تستثني الشاعر نفسه :
القدس عروس عروبتكم
_ فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها
_ ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب لصرخات بكارتها
_ وسحبتم كل خناجركم وتنافحتم شرفًا
_ وصرختم فيها أن تسكت صونًا للعرض
_ فما أشرفكم
_ أولاد القحبة هل تسكت مغتصبه؟
وهذه القصيدة حملت توجهًا جديدًا سرعان ما لاقى أصداء متباينة في الشعر الفلسطيني، فهذا فوزي البكري (1946- ) يصدر ديوانًا بعنوان صعلوك القدس القديمة يضمنه القصيدة "هل يسكت بيت المقدس؟" فيقول :
قدسه الله… فسبحان الله
_ ماذا في بيت المقدس
_ يا عرب النفط/ القحط/ السخط
_ يا كل دراويش الجامعة العربيه
_ فلتسقط كل منابركم
_ وليسقط كل أساطين اللغط
يحدثنا الراوي عن آلات الحفر في المدينة للتنقيب عن الآثار اليهودية :
"فماذا يبقى لنا؟ هل نرفع أيدينا بالدعوات؟ يا"عبد الملك" استيقظ، فالقدس تنوء بصرختها"…
إنه يحذر من المآل، وكأنه يتحدث بلسان النبوءة التي وردت على لسان بعض أنبياء بني إسرائيل [13]، وهم يتوقعون خراب المدينة، فيقول:
ماذا في بيت المقدس
غير الألم وغير الفقر وغير الجوع
ماذا في بيت المقدس
غير الأقصى
بيتا لمساكين الأرض المحتلة مرفوع
هل يسقط بيت المقدس؟
يا عار العرب
ويا خزي الإسلام
ويا حزن التاريخ المسموع !!!
وقد نحا المتوكل طه ( 1958 ) منحى هذه النظرة القاتمة المتهمة،فيقول في مطولة-فضاء الأغنيات:
وكيف نقول إنا عند باب القدس
والعربان قد هربت
وخلّتها لتصبح أورشليم الهيكل المزعوم
وتبلغ سميرة الخطيب(ليلى المقدسية،1945- ) قمة اليأس في قصيدتها"المدينة الزانية"، فتقرر أن تهجر المدينة للبحث عن حريتها، وتختم قصيدتها بالقول:
أعطني حريتي
تقت أن ألحق القافله
وتعلق الشاعرة في النهاية قائلة:" سقطت صفحات كثيرة"؛ وربما يكون هذا الموقف الغامض والغضب الرافض قد تأتى بسبب ما أشارت إليه في قصيدة أخرى حيث أنّ الورد في مدينتها غريب، والطير لا يتقن التغريد، والسور حزين والناس:
"حديثهم عجب
وهمهم أن يفعلوا ما يفعل القطيع
وربهم عجل من الذهب"
ونلاحظ أنّ هذه القصائد الرافضة لا تعمد غالبًا إلى تناول المقدسات الدينية باعتبارها تُكأة وطنية، وإنما يكون الهم منصبًا على المدينة المحتلة- المدينة المحتلة تنتظر الخلاص، المدينة التي تصفها منية سمارة (1954- ) بأنها تستعصي حتى على الأنبياء:
لم تسلم مفاتيحها لنبي واحد
ولم تركض خلف مرافئ الغزاة
ظلت هكذا كأنها
تتلفع بعباءتها البركانية
وتمارس السحر على هذا العالم
وإذا كان "موتيف" القدس تتردد فيه رموز الديانتين الإسلامية والمسيحية بشكل خاص فإن هناك من عاد إلى التاريخ القديم –إلى (يبوس)، وهو الاسم الأول لمدينة القدس، فيكتب سميح القاسم(1939- ) قصيدته "أُخذة الأميرة يبوس"،وتعني
( الأُخذة ) رقية كالسحر يعمل بها، وقد لاحظنا أن الشاعر ضمن القصيدة سبعة تخطيطات هي رقى، وفيها رسوم وحروف في أشكال متباينة، والقصيدة تقع في سبع مقطوعات، وفيها رد غير مباشر، على اولئك الذين يدّعون بداية تاريخ القدس بأنها كانت في زمن الملك داود، والشاعر هنا يلجأ إلى لغة السحر تارة، وإلى اللغة الصوفية تارة أخرى، وكأنه كاهن جديد يتلاعب بالحروف القدسية:
من سين السر الى حاء الحب
يا رب
يا رب الأشياء جميعا
يا رب جميع الأشياء
ضع في قلب يبوس جميع الميل
إلى مقتبل السين ومكتمل الحاء
إنه يستلهم التاريخ كذلك، كما يستذكر عبادات الأقدمين وواقع حياتهم ومعيشتهم واهتماماتهم:
يا إيل المقتدر على الرغبات
مر ولبان وبخور
وحدائق نور
يا إيل القدوس
ويروي لنا عن كاهن عشتار، وعن مباركته لحب يبوس العروس للفتى البدوي الأمير ، ثم يمضي في القول
يتضرع كاهن إيل
إن العاشق وحده منحى. منجى. ودليل
والفارس وحده يقطف هذي الورده
وفي الأخذة السادسة نجد يبوس ضائعة، ولكنها سرعان ما تهتدي بصوت العاشق، وينهي القصيدة بتلاحم عشقي بين العاشق والمعشوق " إلى أبد ابد تتبعه".
من هنا فإن يبوس هي من حق الفارس الكنعاني، إنها الوردة التي يجب أن تظل له بمباركة (إيل) القدوس.
حزن المدينة
بالرغم من وصف جمال المدينة وروعتها وبهائها- كما لاحظنا في قصيدة أديب رفيق محمود أعلاه- إلا أننا كثيرا ما نقع على هذا الجو الأسيان في القدس، ولا تخفّ من حدته خشوع المساجد أو الكنائس، ولا حتى استلهام التاريخ- كما بينا أعلاه- فالحزن هو بسبب الواقع والمعاناة اليومية للإنسان الفلسطيني؛ فهذا حنا أبو حنا (1928- ) يجوب صباحا أنحاء المدينة، وقلبه يحتضن الجراح، وقد ضمدتها الرؤى:
"وقناطر القدس القديمة كالضلوع
وعلى القباب على المآذن قبلة الشمس الحزينه"
وها هي الحياة تمضي عادية رتيبة، وتتثاءب الأبواب والنوافذ، والأخبار تزعق في الفضاء، و"باب العمود يعدّ للغادين فاكهة الصباح". إنها لوحة كئيبة لواقع حزين لا تقلل من كآبتها إلا لفظة (الرؤى) التي تتفتح لاستقبال الحلم والتفاؤل.
كما يرى نعيم عرايده(1958- ) أنّ حجارة المعابد مكدسة بلا وئام، وأنّ الحبال التي تربط الأجراس بالكنائس تعقدت، وثمة صرخة طفل في الزوايا المعتمة، وهو ينادي، ينادي ولا من مجيب، بينما هناك شيخ يهمس "الله أكبر"، فيدعو الراوي الله أن " يستيقظ" ليشهد لمصلحة القدس.
غير أنّ علي الخليلي (1943- ) في قصيدته "ولا تتدحرج عن صدرك"
يبلغ ذروة الحزن، وذلك في تقمصه وتشربه القدس:
أن تذوب في القدس، وأن
تتحسس المجاعة والتاريخ
كل جمال وكل حي، وتقول في
سرك إن هذا السور جسدك
وإن هذه المدينة بابك إلى
الدنيا
أن تغرق في أحزان القدس
لتخرج منها وفيها نحوها
ويمضي الشاعر متخيلا نفسه أنه باب مسجد، وأنه قوس كنيسة، بل هو الطريق نفسها. إنها الحلولية ومنتهى العشق، حتى لتختلط عليه الأمور:
ويداك أم أفق الأسواق القديمة
المغلقه؟
يتراكم الحزن المرعب في قصيدة الشاعر خرائط ومخطوطات وأقواسًا، إنه حزن مريع، حزن في المدينة، وحزن في النفس، ولنتابع رحلة الشاعر في المدينة مجردًا نفسه في الخطاب:
نهضت من قبرك، وبحثت عن
نفسك في مخطوطة قديمة
وفي ذروة توحده مع القدس يقول:
لا تسقط القدس عن صدرك
ولا أنت تكبو
إذن هو العشق الصوفي الذي يعتبر استكمالا لعشق سميح القاسم التاريخي، لهذا فإن الشاعر هنا- وقد تشرّب القدس في دمه، وعانى معاناتها - يبدو لنا وكأنه هو نفسه القدس، من غير لجوء إلى الاتكاء على رموز دينية أو تاريخية..
***
نخلص إلى القول إن "القدس" أصبحت موضوعًا في القصيدة الحديثة، وموتيفًا يتردد ويتكرر، فهي "المدينة" الخالدة سيدة الأرض وهي الرمز الفلسطيني، آنًا تستلهم القصيدة الأبعاد الدينية، وآنا تنحو منحى التاريخ لتأخذ منه نفسًا، بعبارة أخرى نظرة الماضي للحاضر.
وإذا كان بعض الشعراء قد تفاءلوا، وبعضهم الآخر قد رفضوا هذا التخاذل إزاء المدينة إلا أنهم جميعًا كانوا يعبّرون عن هذا الحزن.. وتبقى المدينة في أحزانها وفي رتابة حياتها، فقناطر المدينة هي الضلوع، كما يقول حنا أبو حنا، أو يصل العشق إلى درجة الحلول كما وجدنا في شعر علي الخليلي.
وتبقى القدس و"قصيدتها" مجالات استثمار شعري، وخاصة في المنحى الديني، ولا أظنها قد استثمرت واستوفيت بما يمكن أن يقدم هذا الترابط، ويقوي أواصره*، ذلك لأن المكان التاريخي هذا يرتبط بصورة أو بأخرى بجو أسطوري وحلمي، وهنا يمكن أن تثبت في المكان طاقة قادرة على توليد نفسها بنفسها، بحيث تؤثر في المتلقي على اختلاف مستويات تلقيه.
جملة القول :
تبدا الدراسة باستقراء الادب الذي تناول موضوع القدس وخاصة في الشعر القديم ، حيث يتبين أن هذا الشعر لم يتعد أبياتًا متفرقة هنا وهناك من غير تركيز على مكانة القدس الدينية قصرًا، ولا على المكان تفصيلا؛ إذ كان من المفروض، مثلا- أن نطالع القصائد الكثيرة والطويلة عنها في فترة صراع المسلمين مع الصليبيين، لكن محور الموضوع كان يتركّز على مدح الأيوبيين وهزيمة أعدائهم.
وظلّ ذكر القدس يرد لمامًا هنا وهناك في الشعر العربي الحديث عامة ، والفلسطيني منه خاصة، ولم أقع إلا على قصيدة يتيمة لأمين شنار؛ إلى أن وقعت واقعة السنة السابعة والستين من القرن العشرين ، فكانت قصيدة الأخوين رحباني " زهرة المدائن " – التي غنتها فيروز – في تقديري - هي ردّ فعل للأغنية العبرية "أورشليم من ذهب". وبعدها أخذنا نطالع قصائد مستقلة عن القدس ، بدأها نزار قباني في قصيدته "القدس".
ولما أن كان الشعر الحديث المستجد قد أخذ يولي الجزئيات والتفريعات أهتمامًا خاصًا ضمن وحدة الموضوعة أو رؤية الموقف، فقد بدأت تظهر قصيدة المكان التي كادت أن تكون معدومة في الشعر العربي على مدار عصوره.
وهكذا أصبحت القدس موتيفًا (MOTIF ) لقدسيتها، فكانت قصائد تشي بالتفاؤل والبحث عن الخلاص، كقصائد أديب رفيق محمود وإدمون شحادة وعبد اللطيف عقل وراشد حسين، وبعضها كان ذا طابع اتهامي حاد، ونبوءة صارخة بالألم المحدق، ولعل هذا التوجه كان قد بدأ بقصيدة مظفر النواب "وتريات" التي يتهم فيها العرب بالتخاذل أمام عروس عروبتهم، وعلى هذا المنوال نسج فوزي البكري وسميرة الخطيب والمتوكل طه قصائد رفض، وهذه القصائد - غالبًا- لا تستند إلى المقدسات الدينية، بل إنها تستصرخ أو تؤنب، وكأنها تجري على نسق الشحنات النبوئية الغاضبة لإشعياء وإرميا كما وردت في التوراة.
غير أن رموز القدس الإسلامية والمسيحية التي ترد في قصائد القدس تتجلى من خلال التعبير القومي العربي، فالشاعر المسيحي يتحدث عن الإسراء والمعراج والأقصى والمآذن والصخرة وصلاح الدين، نحو قول جمال قعوار:
فالتمسوا غير الصخرة
_ غير الأقصى
_ غير القدس
_ ضوء القدس منيع لا يفهم
والشاعر المسلم لا يجد حرجا في استعارته "الآلام" و"القيامة" للتعبير عن المأساة والهم الوطني:
كنيسة تدق في أجراسها
_ قيامة ميسحَنا يا ناصري
_ يا درب الامي أسير صابرا
_ أمشي على إيلام جرح طاهر
وقد أشرنا كذلك إلى ما وظفه محمود درويش من التراث الديني كما ورد في الكتاب المقدس ليعبر عن المأساة أو الواقع المأساوي.
وقد وصفت القدس في حياتها الطبيعية، وفي أسواقها، وفي نمطية حياتها، فكانت بهذه التلقائية- أيضًا – قريبة إلى قلب الشاعر رغم كل هم وغم، وحنا أبو حنا –مثلا- يجمع بين الواقع المعيش والواقع المتألم، وذلك إذ يقول:
باب العمود يعد للغادين فاكهة الصباح
_ والقلب يحتضن الجراح مضمدات بالرؤى
وقد يصل هذا الحب إلى درجة العشق من خلال استلهام التاريخ الكنعاني ومزجه بأصداء كهنوته، وذلك للتدليل على أحقية العرب في هذه المدينة وللرد على المدعين بها، يقول سميح القاسم في قصيدته أخذة يبوس:
"أميرة مدن الدنيا ونساء الأرض يبوس"
نخلص إلى القول إن القدس أصبحت موضوعة شعرية ورمزًا فلسطينيًا قوميًا يستخدم الأماكن المقدسة، ويستلهم التاريخ للتأكيد على حق الفلسطيني في مدينته ووجوده.
ولا بد من الإشارة إلى أن ما يسمى "فضائل القدس"لم "يستثمر" في الشعر على الصعيد الديني ولا على الصعيد الوطني، وهذا الرصيد يمكن الإفادة منه.
ثبت بالمراجع
– القرآن الكريم.
- الكتاب المقدس.
- الصحيحان.
– أبو حنّا، حنا: قصائد من حديقة الصبر، الناصرة- 1988.
– أبو ريشة، عمر: ديوان أبي ريشة، حلب- 1937.
– أبو سلمى (عبد الكريم الكرمي): ديوان أبي سلمى، دار العودة، بيروت-1989.
– اليعاد، عامي: القدس في أدب العرب في إسرائيل فترة الانتفاضة (1987-1993)، معهد أورشليم للبحث في إسرائيل، 1994(بالعبرية).
– باشا، عمر موسى: الأدب في بلاد الشام، الطبعة الثانية، المكتبة العباسية، دمشق-1972.
– بدوي،أحمد أحمد: الحياة الأدبية في عصر الحروب الصليبية، الطبعة الثانية، مطبعة نهضة مصر-1977.
– البكري، فوزي: صعلوك في القدس القديمة، اصدار الصوت، الناصرة-1982.
– جهشان، شكيب: "ثم ماذا"، ثم ماذا، الناصرة- د.ت.
– حسين، راشد: الأعمال الشعرية، إصدار مركز إحياء التراث الطيبة –1990.
– الخطيب، سميرة: القرية الزانية، الفكر الجديد، القدس-1971.
– درويش، محمود: ديوان محمود درويش، (الجزء الأول)، دار العودة، بيروت-1987.
– دسوقي،محمود: زغاريد الحجارة، القاهرة-د.ت.
– سمارة، منية: كتاب النهر والبحر وما بينهما، دار رياض الريس، لندن-1992.
– شحادة،إدمون: مواسم الغناء وجراح الذاكرة، دار المشرق-شفا عمرو-1994.
– طه، المتوكل: فضاء الأغنيات، دار الكتاب، القدس- 1989.
– طوقان، إبراهيم: ديوان ابراهيم طوقان، منشورات دار الأسوار، عكا-د.ت.
– طوقان، فدوى: الأعمال الشعرية الكاملة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر-1993.
– عبد الصبور، صلاح: علي محمود طه: قصائد، دار العودة، بيروت-1972.
– عرايدة، نعيم: هناك دائمًا أمنية، مكتبة كل شيء، حيفا-1994.
– عقل،عبد اللطيف: حوارية الحزن الواحد، مؤسسة العودة، القدس-1998.
– عيد، جوزف: الصلاة في أغاني فيروز، بيروت – 1974.
– القاسم، سميح: أخذة الأميرة يبوس، دار النورس، القدس- 1990.
– قباني،نزار: الأعمال السياسية، بيروت – د.ت.
– قعوار، جمال: زينب،الناصرة 1989
– محمود، أديب رفيق: صلوات على مذبح الحياة والموت، منشور صلاح الدين، القدس- 1977.
– محمود، عبد الرحيم: روحي على راحتي، ديوان عبد الرحيم محمود، مركز إحياء التراث، مطبعة الحكيم، الناصرة – 1985.
– مطران، خليل: ديوان الخليل( الجزء الثالث)، الطبعة الثالثة، الكتاب العربي، القاهرة – 1967.
– المقريزي، أحمد بن علي: السلوك لمعرفة دول الملوك، القاهرة- 1931.
– مواسي،فاروق: الأعمال الشعرية الكاملة، القدس – 1987.
– ميديكو:التوراة الكنعانية، دار دمشق – 1988.
– النواب، مظفر: وتريات ليلية، منشورات صلاح الدين، القدس –1977.
– صحف ومجلات:
صحيفة الاتحاد (حيفا) 16/1/1976.
مجلة الأفق الجديد ( القدس ) العدد 7 كانون الثاني 1962 .
دفاتر ثقافية (رام الله)، العدد الثالث، يونيو 1996.
مجلة الرسالة (القاهرة)، العدد 783، أيلول 1948.
مجلة الصنارة (الناصرة)، 30/3/1996.
مجلة مشارف (حيفا)، العدد السابع 1996.
مشاركة منتدى
7 تموز (يوليو) 2004, 02:04, بقلم محمد
القدس تطرق لها الشعراء من جانب واحد هو جانب الحزن الذي عم بالمدينة والمصائب التي حلت منهم من كانت نظرته المستقبلية وقرأته
للواقع بعين ثاقبة كما فعل شاعرنا العظيم عبد الرحمن محمود في قصيدة التي خاطب بها الامير " لكن بعتقد ان هذه الابيات للشاعر الفلسطيني المرحوم ابراهيم طوقان قالها في عام 1941 قبل ان يتوفى بسنوات ومنهم من عاش المأساة وعبر عنها وهو مغيب من هذه الدراشة وخاصة الشاعر" فوزي البكري" شاعر من احياء القدس عاش المعاناة وعبر عنها وله ديوان شعري بعنوان" صعلوك من القدس القديمة" عبر من خلاله عن امال والالام القدس بكل صدق وموضوعية لانه عاش التجربة
اهتم الشاعر بالقدس وتوحد مع مكانه الوحيد في هذا العالم دفاعا عن الالفة التاريخية بين الانسان الفقير بين الشاعر المرهف ووطنه
لذلك كثيرا ما جرت القدس على لسانه وخطها قلمه في متن القصائد او العناوين فهي تدخل في عنوان الديوان نفسه كما يقول فيها واصفا حالها المتدهور:
ماذا في بيت المقدس
غير الالم وغير الجوع
الموضوع تطرق بشكل لافت للنظر لنماذج شعرية قيلة في امنا القدس
بشكل بجعل الانسان يتوحد مع الارض والام والحبيبة
7 تموز (يوليو) 2004, 04:24, بقلم د . فاروق مواسي
عزيزي
شكرًا أولا على اهتمامك ، ولكنك لم تتوقف بروية على ما كتبت ، وأنت معذور ، فالمقال طويل .
لقد ذكرت فوزي البكري ، ( ملاحظة 13 ) في المقال ، بل أزعم أني الوحيد الذي أشار إليه وإلى كتابه - في هذا العصر المتنكر لكل شيء أصيل .
أما إبراهيم طوقان فهو ليس صاحب الأبيات ، بل هو عبد الرحيم محمود ( وليس عبد الرحمن كما كتبت ، فأرجو الدقة لأننا نحتاجها في نضالنا اليومي من أجل القدس ) .
هناك قصائد استجدت بعد كتابة الدراسة ، وهي تدخل ضمن الدوائر التي ألمعت إليها : التفاؤل بالخلاص
الرفض والغضب
الكنعانية والأسطورة
الحزن في الحياة اليومية
أرجو أن تقرأ ثانية ، فالرحلة إلى القدس واجب وطني ، ولو عبر الكلمات .
ولا بد من تحية إعزاز وإكبار إلى الأخ عادل سالم - صاحب الموقع الذي له ثلاثة مواقع تؤازر القضية أحدها بالإنجليزية ( أحبك يا قدس ) ويمكنك أن تقرأ مادة لي هناك أيضًا .
مع حسن الدعاء
د . فاروق مواسي - عميد كلية القاسمي
باقة الغربية ، منطقة حيفا
عرض مباشر : رد على تعليق