قَلْبِي الْمُعَـذَّبُ فِي هَـواكِ لَمْ يَعـْشَـقِ امْـرَأَةً سِـواكِ
ما زالَ يَـأْخُـذُنِــي لأَوَّلِ لَحْـظَـةٍ فِـيْـهَـا ارْتَـآكِ
وَيُـعِيـدُنِـي فِي نَشْـوَةٍ لِشُـعُـورِهِ حِيْنَ الْـتَـقَاكِ
لِـتَـوَقُّـفِ الْكَلِـمَاتِ فِي حَلْـقِي أَمَامَـكِ وَارْتِـبَاكِي
لِعِـتَـابِـهِ لِجَـوَارِحِـي لَمَّـا وَقَفْـتُ بِـلا حِـراكِ
لِـتَعَـجُّـبِي كَيفَ ارْتَمَى فِي لَـهْـفَةٍ بَيْـنَ الشِّـبَاكِ
لِتَـبَـاحُـثِـي مَعَـهُ التَّـفَـاصِـيْـلَ الصَّغِيْرَةَ فِي لِقَاكِ
لِـتَـلَـذُّذِي بِشُـرُوحِـهِ كَيْـفَ اسْـتَبَدَّ بِـهِ جَـوَاكِ
يَـرْجُو وَأَنْـتِ لَهُ الْمُـنَى لَوْ كَانَ جُـزْءاً مِنْ مُـنَاكِ
قَلْبِي الْمُعَـذَّبُ كادَ يَقْـــــتُـلُـهُ الْحَنـِيْنُ إِلَى رُؤَاكِ
تَشْـكُو الدُّرُوبُ طَـوَافَـهُ مُـتَـوَهِّـماً فِيـها خُـطاكِ
ما عاشَ بَعْـدَكِ لَحْـظَـةً إِلاَّ وَيَـطْـمَـعُ أَنْ يَــراكِ
ما زالَ يَنْسِـجُ فِي الْهَـوَى قِـصَـصاً أَنَا فِيْـهَا فَـتَاكِي
وَعَـلَى جَمِـيعِ جَـوَارِحِي حَظَرَ التَّحَـدُّثَ عَنْ جَـفاكِ
ما زالَ يُـرْغِـمُنِـي عَلَى إِنْشَـادِ شِـعْرِي فِي هَـوَاكِ
مُـتَـوَهِّـماً أَنَّ الْهَـوَى قَـدْ دَسَّ شِـعْرِي فِي رُقَـاكِ
يَـرْضَـى فِـعَالَكِ كُلَّـهَا وَيَـرَاكِ أَجْـمَـلَ مِنْ مَـلاكِ
كَيـْفَ احْتَرَفْـتِ عَذَابَـهُ وَهُوَ الْحَـرِيْصُ عَلَى رِضَـاكِ
وَلَوِ اسْـتَطَـاعَ بِنَفْـسِـهِ مِـنْ كُـلِّ ما يُـؤْذِي فَـدَاكِ
هَـذَا الْهَـوى الْجَـبَّارُ قَدْ أَضْـحَى طَـرِيداً مِنْ حِمَـاكِ
كَيْـفَ انْتَـزَعْتِ عُرُوقَـهُ وَهُـوَ الْمُسَـافِـرُ فِي دِمَـاكِ
كَيْفَ اقْتَلَـعْتِ جُـذُورَهُ قَسْـراً وما انْهَـارَتْ قُـوَاكِ
كَيْـفَ انْتَهَـيْتِ لِحَـدِّهِ وَغُصُـونُـهُ فَـوقَ السِّـمَاكِ
قَلْبِي الْمُعَـذَّبُ مَا انْتَـقَى إِلاَّ الرَّدَى يَـومَ انْـتَـقَـاكِ
ما اسْـتَعْطَفَـتْكِ جِرَاحُـهُ إِلاَّ وعـادَ كَـمـا أَتَــاكِ
ما أَعْجَبَ الْقَلْـبَ الرَّقِـيقَ عَلَى قَسَـاوَتِـكِ اصْـطَـفاكِ
شَـكَتِ الْقَسَـاوَةُ صَبْـرَهُ وَبِـلُـطْـفِـهِ عَنْهَا جَـزَاكِ
مـا ثَـارَ رَغْـمَ شُـهُودِهِ صِـوَرَ انْصِـهَارِي فِي لَـظَاكِ
وَيَـثُورُ ضِـدِّي جاحِـداً صِـوَرَ الْتَّجَـافِي مِنْ جَـنَاكِ
أَضْـحَى لَهِـيْبُ غَرَامِـنِا وَرَقـاً تُـمَـزِّقُـهُ يَــدَاكِ
قَلْبِي الْمُعَـذَّبُ قَـدْ سَـلا جَبَـلَ الْعَـذابِ وَما سَـلاكِ
مـا زالَ يَـرْعَى فِي دَمِـي وَلَـعَ الْوُصُـولِ إِلَى نَـداكِ
مـا زالَ يُـغْـرِيْـنِـي بِـأَلْـوَانِ السَّـعَـادَةِ فِي دُنـاكِ
يا قَلـْبُ صِرْتَ بِأَضْـلُعِي خَصْماً يُعِـينُ عَلَى هَـلاكِي