المرأة في ألف ليلة
لعله لم يحظ من الشهرة و الرواج كتاب مثل كتاب "ألف ليلة و ليلة" فكل الشعوب قرأته و كل الشعوب أيضا أضافت له ما يتناسب مع ثقافتها و صبغت قصصه بطابعها الشعبي، و أهم ما يلفت النظر فى الكتاب هو قيامه على محورين الأول أن المرأة خائنة و الرجل صاحب الجبروت قرر الانتقام من كل بنات الجنس البشري بأن يستمتع كل ليلة بواحدة و يقتلها مع شروق الشمس إلى أن جاءت البطلة الحقيقية للقصة و التى كان فى استطاعتها أن تحفظ حياتها و حياة كل بنات جنسها بأن صرفت عين الملك المنتقم عن قصته الصغيرة التى سببت له عقدت حياته و حملته فى رحلات طويلة عبر الخيال مع كل قصة ترويها له عن الحياة و صروفها و ظروفها ما يمكن أن يلقاه الإنسان من هموم و ما يمكن أن يمر به بسبب الخيانة و لكنها كانت دوما كأى مرشد نفسي تعمل على تقوية الدوافع الايجابية فى شخصية الملك الخامل الذي انصرف عن شئون مملكته و أن تجعله يقبل الحياة بما فيها من اطضداد و هي فى كل قصة تحمل له مع المثل السيء عن البشر أكثر من مثل جيد يدعم في نفسه ما ينقصها و يقوي لديه الشعور بالثقة فى فرج الله و عونه و الثقة فى أن هناك الصدق و الاخلاص بين الناس كما أن هناك الكدب الخيانة .
و لم تنس – شهرزاد و كل من كتبوا القصص على لسانها أن يضعوا للمرأة دورا إيجابيا في كل قصة من القصص حتى فى القصص التى جاءت تحمل اسماء الرجال مثل "عبد الله البرى و عبد الله البحري " نجد أن القصة محورها الاساسي هو أن الخباز يساعد الصياد على فقره بالمال و يمده بالخبز و لكن الدعم المعنوي يأتيه من ابنته الكبرى أمينة التى دوما كانت تقول له ان الفرج يأت بعد الشدة و كلما ازدادت الشدة تكون البشارة بقرب الفرج و عبد الله البري يجد فى كلامها السلوى و الدافع إلى أن يخرج بشبكته القديمة إلى النهر لعله يستطيع أن يجد لأولاده ما يكفيهم و يسد جوعهم، إلى أن يرزقه الله بعبد الله البحري الذي يأتيه بجواهر من البحر على أن يأتيه هو بفواكه البر
دور المرأة هنا مؤثرا بشكل كبير على الرغم من أن المؤلف لم يجعل لزوجة عبد الله البري دور على الإطلاق فقد ماتت وتركت الاطفال و الزوج في شقاء لكنه أعطى الدور لابنتها التى ترعى اخواتها و تسهر عليهم كأمهم، و من بعد نجد أن السلطان عندما يصل إليه عبد الله البري و من يتهمونه بسرقةالنفائس التى كانت معه و يسمع له السلطان و يعرف صدق روايته فيكافأه على صدقه بأن يزوجه ابنته و يستوزره له .
و بهذا فالزوجة هي اكتمال للسعادة و الجاه و السلطان، و فى إطار ما يدعم معنى الاخلاص و الصداقة يبحث عبد الله البري عن عبد الله الخباز و يعرف أن دكانه مغلق لمرضه فيدهب له في بيته، و يكتشف عبد الله البري أن عبد الله الخباز مرض بسبب ما عرفه من أن الناس أخدوا عبد الله البري إلى السلطان كلص و يشعر عبد الله البري بحب صديقه له و يكافأه بأن يزوجه ابنته أمينة و ربمايقتصر دور المرأة هنا على أنها مكمل لسعادة الرجل .
و لكن عندما ننظر لقصة مثل "على شارو الجارية زمرد " و فى هده القصة فللمرأة دور كبير للغاية بل هي الحكمة فى كل شيء على عكس الرجل الذي انزوى دوره الحكيم و الخيّر في شخصيتين فقط الأولى هي شخصية والد على شار الذي يموت فى الصفحات الأولى من القصة تاركا لولده تجارة عامرة و الكثير من النصائح التى امده بها و هو على فراش الموت و التى لم يلتفت لها على شار و بالتالى أضاع ما تركه له والده و اصبح معدم يمشي فى الطرقات على غير هدي بعد أن تنكر له كل من اظهروا الصداقة له عندما كان لديه المال، و يسير على شار فى طرقات المدينة حتى تسوقه قدميه إلى سوق النخاسين فيجد الدلال ينادى على بيع جارية اسمها زمرد و هي بطلة قصتنا الحقيقية التى تتسم بالجمال و الصاحة و تعرف الكتابة بالسبعة ألسن و تحفظ القرآن و تقول الشعر و تتقن تطريز القماش و تعمل من الكثير من الاشياء الجميلة كما يقول سيدها الذي اعطها حق اختيار من تباع له و زمرد ترفض أن تباع للشيخ الكبير و ترفض أن تباع للقصير و ترففض أن تباع للأعور و تسخر من كل واحد منهم، إلى أن يصل الأمر ان يقول لها سيدها انظرى فيمن حولك من ترضين ان يشتريكى و تنظر زمرد فى كل من حولها إلى أن تستقر عينها على الشاب صاحب الوجه الصبوح فتقول للدلال قبلت بهذا و لا أقبل غيره و لكن ثمن الجارية وصل إلى ألف دينار و على شار لا يمكلك و لا دينار واحد و عندما يتوجه الدلال له يعرض عليه شراء الجارية يطرق إلى الأرض كاسف البال و تأتي الجارية لتقول له لم لا تقبل أن تشترينى يقول له أنه لا يملك الألف دينار ثمنها فتسأله أن يشتريها بتسعمائة فيقول لا أملكها فتقول له اشترينى بثمان مئة فيعتدر انه لا يملكها أيضا و تظل تنقص له السعر مئة بمئة إلى أن تقول له اشترينى بمئة فيقول لها و لا حتى المئة امتلكها فتقول له كم تنقص مئتك فيعترف لها بالحقيقة انه حتى لا يملك دينار واحد و فى هده اللحظة تعطيه زمرد كيس به ألف دينار فى غفلة ممن حولهم و تقول له اشترينى بتسعمئة و احتفظ بالمئة تنفعنا فى المعيشة و يفعل على شار ما قالت له الجارية و يدهبا لمنزله فتجد أن المنزل بائس و ليس فيه أى فراش و لا أى من مستلزمات الحياة فتعطيه ألف دينار أخرى و تقول له اشتري الفرش بثلاثمئة دينار و يحضر الفرش فتقوم على ترتبيه بعد أن تطلب منه أن يدهب لشراء الطعام و عندما يعود يجدها قد رتبت المنزل و هيأته على أفضل ما يكون .
لا يخفى هنا ما للمرأة من دور لا يغفل فى حصافتها و قدرتها على التدبير بل انها هي التى تحدد له ما يدفعه و القدر المناسب من الثمن و هو يزعن لذلك اقرارا لها بخبرتها، و الأكثر من ذلك تبدأ زمرد في عمل المفارش بما يحضره له على شار من القماش و الخيوط بناء على طلبها، و و تعطيه ما صنعت ليبيعه فى السوق لتاجر و تشترط عليه ان يكون تاجر لا عابر سبيل حتى لا يحل بهم الشقاء .
بعد ان دام بهم العيش فى هناء ماشاء الله، تأتي الطامة على يد رجل شرير و بسبب غفلة على شار الذي باع المفرش دات مرة لعابر سبيل الذي بلحقه حتى المنزل و يخدره و يأخد مفتاح المنزل و نكتشف بعد ذلك انه متواطئ مع العجوز الذي رفضته زمرد و أبت أن تباع له و يأتي العجوز و يخطفها، و على الرغم من أنه استطاع ان يأخدها لمنزله الا انها ظلت على محبتها لعلى شار .
يفيق على شار و يكتشف النكبة فما يكون منه سوى النحيب و البكاء بشكل سلبي إلى أن يسوق له القدر امرأة أخرى هي العجوز التى تساعده كأمه و تعمل على تطبيب جرحه و تسعفه مما اشرف عليه من الهلاك .
بعد أن يهذا و يحكي لها القصة نجد منها الحصافة و الدكاء فتطلب منها أن يحضر لها صندوق و يضع فيه بعض حاجيات النساء لتعمل دور الدلالة و تدور على المنازل و تدخل كل البيوت لعلها تجد حبيبته فى منزل من المنازل و بالفعل تجد العجوز الطيبة حبيبته زمرد و تخبرها بالخبر و تقول لها أن حبيبها سيأتى فى الليل جوار النافدة و تعطيها حبل لتدلى من النادة لحبيبها و يدهبا يعيدا .
تعود العجوز و تحمل البشري لعلى شار الدى ما كان منه ان دهب ليستحم و يتعطر و يتجمل و قرب الليل دهب جوار النافدة و جلس و لكن النعاس غلبه فنام و يمر به اللص جوان الكردي الذي يسرق عمامته و ملابسه و بينما هو واقف تتدلى زمرد من النافدة فيحملها اللص و يدهب بها جاريا فى سرعة الريح .
ها هي زمرد تواصل رحلة شقاءها ثانية بسبب غفلة على شار و اللص الذي اخدها بعيدا عن حبيبها، تركها اللص مع والدته التى على الرغم من أنها أم للص إلا أننا نلمس فيها لمحة من الطيبة فهي تتحدث مع زمرد فى هدوء و تعطيها ما تنام عليه و عندما تنظر زمرد فيما اعطتها لتضع رأسها عليه تجد انها ملابس جندي، فتسألها ما هده الملابس فقالت لها أم اللص ان ابني احضرها و قال لى أن احتفظ بها حتى يعود .
تعرف زمرد ان الملابس لجندي قتله اللص جوان و ترى جواد الجندي فى الخارج و بعادتها و دكاءها تقرر ان تهرب فتحتال على أم اللص حتى تنام و ترتدي ملابس الجندى و تأخد جواده و تجري فى الصحراء إلى أن يعيها العطش و تكاد تفقد الوعي و تترك الحصان يمشي كيفما شاء، حتى يصلا إلى وادي به الكثير من الخضرة فتشرب من ماء النهر، و تأكل من ثمار اشجار الوادي، ثم تبحث علها تجد من الناس من تأنس به، و بعد قليل تجد ان هناك الكثير من الناس التى تبدو عليهم العظمة و الفخامة مجتمعين و عندما تصل إليهم يهشون لها و يبشون و يحمدون الله على سلامتها و يوضحون لها أمرهم أن مدينتهم الآن اصبحت بغير ملك و أن من عادة هده المدينة أن تولى عليها أول غريب يأتي من هذا الطريق التى جاءت منه .
أدركت زمرد أن القوم ظنوها رجلا، و تقبل الملك و تبقوم على رعاية شئون المدينة و الحكم فتجزل العطاء للجند و يفرح الناس بحاكمهم الجديد، و تحاول زمرد أن تعرف خبر حبيبها، و لكنها تخشى ان ينكشف امرها، فتحتال لذلك بأن تعمل وليمة و تدعوا لها كل سكان المدينة و كل عابر سبيبل فى مطلع كل هلال، و يمر الهلال تلو الهلال و مع كل هلال تقام وليمة الملك الدى يجلس فى صدر المدخل ليستطلع الناس، و جأة رأت وجه العجوز الدى خطفها و تجعل الجند يحضرونه و توبخه دون أن يتعرف عليها و تأمر بقتله، وفي و ليمة أخرى يأت اللص جوان الذي سرقها، فتأمر الجند بأن يحضروه لها، و توبخه و تأمر بقتله، و في النهاية يأت حبيبها الذي طالما انتظرته و يكاد قلبها يقفز ليعانقه لكنها تخشي ان ينكشف امرها امام رعيتها، ثم تطلب ان الجند أن يحضروه بلطف و رفق و عندما يمثل بين يديها تتلطف له و بعد نهاية الوليمة تحضره للقصر لتستضيفه ثم تصارحه بحقيقتها أنها هي حبيبته التى اعياه فراقها و اعيتها الحيل للعودة إليه، و فى الصباح تحتال للخروج من المدينة و تعود إلى مدينتها و تسكن منزل على شار و ينجبان الأولاد وترعاهما السيدة العجوز.
و لا يخفى هنا دور المرأة الرائد فى كل مراحل القصة فهي التى امدت البطل بالمال ليشتريها و هي التى عملت و هي التى تولت الحكم و قادته و هي العجوز صاحبة الحيلة الطيبة أو حتى أم اللص التى تتبرم من سلوك ابنها بينما دور الرجل ينحصر فى البكاء على محبوبته فهو إما الرجل المهمل او العجوز الشرير أو اللص قاطع الطريق الذي يعيش من السرقة .
و فى قصة أخرى من قصص ألف ليلة و ليلة " نعمة و جاريته نعم " أول ما نلحظه في هده القصة هو التوازن بين دور المرأة و الرجل و هذا التوازن الذي نلحظه ليس فقط فى العدد و الكم من حيث عدد شخوص القصة الذي يكون متوازنا كل رجل فى القصة تكاد تقابله امرأة بل و الادوار أيضا متوازنه بحيث لا نجد عنصر يطغى على الآخر من حيث الأهمية أو من حيث ما قد يوصف به من الايجابية أو الخير أو الشر.
القصة تبدأ برجل و زوجته التى انجبت له ابنه الذي سماه نعمة الله، يرى جارية تباع فى السوق و على يدها ابنتها التى يظهر عليها أمارات الجمال على الرغم أنها ما دالت رضيعة و يقرر هذا السيد أن يشتري هده الجارية و بالفعل يشتريها و ينتقل بها إلى منزله حيث يجد ابنة عمه التى فيم يبدو هي زوجته و يدور بينهما حوار متوازن تكبر البنت التى سموها "نعم" و تشب فى صحبة ابنه الذي اسمه " نعمة الله " و كالمعتاد تنشأ بينهما علاقة الحب و يقبل الأب الواسع الفكر – كما وصفته القصة – بأن يتزوج ابنه من الجارية و يعتقها، و تمر بهم الأيام و ينتشر خبر الجارية نعم و ما لها من جمال و دكاء و القصة إلى هنا متوازنة كل التوازن و كل عناصرها يتسمون بالخير .
و لكن عندما يصل خبر نعم و ما أتصفت به من الدكاء و جمال الصوت و غيره مما يتصف به بنات عصرها إلى والى المدينة يظهر الشر و المتمثل فى القصة فى شخصين هو الوالى الذي يعمل على اختطاف الفتاة من زوجها و المرأة العجوز الشريرة التى تعودت أن تساعد الوالى فى مثل تلك الأمور و هنا يجب أن نلحظ أنه عنصر نسائي شرير و آخر رجالى.
تتمكن العجوز الشريرة أن تخطف نعم من منزل زوجها بعد أن تغريها بالخروج معها للصلاة فى المسجد، و يتم نقل الفتاة كهدية إلى قصر الخليفة، و الزوج هنا على الرغم من حداثة سنه إلا ان دوره يتسم بالايجابية بعض الشيء فقد تحرك و استغل علاقات والده حتى رفع شكاية باختفاء زوجته إلى الوالى، الذي هو أصل البلاء و نجدهم فى مشهد قصير الشاب يصف نكبته فى فقد زوجته و الوالى المخادع يطلب رئيس الشرطة و يعنفه و يطالبه بإيجاد المرأة العجوز التى غررت بالزوجة و خرجت بها من منزلها و لا يخرج الزوج من حتى يعده الوالى بإنه سيعمل على استعادة زوجته له، و هنا نتدكر دور الزوج فى القصة السابقة الذي لم يخرج عن النحيب و البكاء بل و كان هو داته سبب فى شقاء زوجته لكن فى هده القصة نجده يحاظ عليها و يعيب على امه ان تركتها تخرج بمفردها
تمرض الفتاة لبعدها عن زوجها و يمرض الزوج لفقد زوجته، فيبحث له ابوه عن طبيب يظهر لنا الطبيب الماهر الطيب الذي يعمل التوازن مع دور المرأة الشريرة فى القصة فالمرأة قد اعتادت كما تصفها القصة ان تحيك الخطط الخسيسة لتنفد رغبات الوالى نجد الطبيب البارع الذي يعرف الطب و التنجيم و يعرف الطالع و الرمل و حادق فى كل هذا و الأكثر من ذلك انه أمين .
بعد أن يكتشف أن المريض ليس به من علة تحتاج لدواء بل هو مريض نتيجة لافتقاد زوجته يعمل على ان يرجع له هده الزوجة و يتفق مع والده أن يصحب نعمة الله فى رحلة لعدة مدن عسى أن يتحصلا على طريق للزوجة المخطوفة و بالفعل يمده الأب بكل مستلزمات الرحلة و يخرج الطبيب و نعمة الله من مدينة إلى مدينة إلى أخرى و طوال الرحلة يهتم الطبيب بالفتي الطيب و يعمل على رعايته بل و يتخده كابنه و يقول له لا تنادينى سوي بوالدى و أنا لن أناديك سوي بابنى، هذا الموقف يكشف لنا أمرين الأول هو حسن رعاية الرجل للشاب و حفظه له، و الثاني هو فهمه لما قد يلاقون من مخاطر فى الرحلة و خاصة بعد اقامتهم فى عاصمة الخلافة و لدا فضل ان يكون الفتى ابنه، و الرجل فى كل هذا يحافظ على الولد و ينصح له، و هو يمثل التوازن الحقيقي مع المرأة الشريرة التى خرجت بالفتاة و غررت بها و خطفتها .
ثم تعود بنا القصة عودا لطيفا فى جو من الاثارة و التوتر إلى الشخوص الطيبين الذي يغلب عليهم الخير فاخت الخليفة تظهر علي شخصيتها ملامح الطيبة و تعامل الفتاة المريضة بلطف و تحاول ان تهدئ من روعها و كذلك الخليفة رجل طيب على الرغم من اعجابه بجمال الجارية إلا أنه لا يغتصبها و لا يحاول أ، يرغمها على معاشرته بل هو يحزن لمرضها و يعمل على طلب الدواء لها
و تظهر العجوز الطيبة القائمة على رعاية الفتاة فى قصر الخليفة و التى تدهب لتبحث عن دواء عند الطبيب الدى نزل بالمدينة حديثا و اشتهر بالمهارة هو و ابنه، و ترى الفتى و يحسن اباه معالجة المريضة و يتم الاتصال بين الزوج و زوجته من خلال كتابة اسمه على علبة الدواء و تتحسن حال الجارية، و عندما تنكشف علاقتهما للمرأة العجوز تخاطر لكي تساعدهم و تعمل على ترتيب اللقاء بينهما و تساعد نعمة الله على الدخول لقصر الخليفة و الوصول لمقصورة الوالى و نجد نعمة الله قد ارتدي ثياب النساء و لا ننسى الجارية زمرد فى القصة السابقة عندما ارتدت ثياب الرجال، و نتيجة لخطأ بسيط يدخل نعمة الله لحجرة اخت الخليفة بدلا من دخوله لحجرة نعم زوجته و عند انكشاف امره نجد ان اخت الخلية سيدة كريمة تعمل على ان تعيد الزوجة لزوجها، و تجمع بينهما فى مجلس تغني فيه نعم و على الرغم من أن الجو يحاول ان ينقلنا قليلا من التوتر إلى بعض من الفرح و السرور إلا أننا ما زلنا نترقب كي ستكون نهاية هدين الزوجين و كيف سيتمكن الزوج من النجاة بزوجته بعد تجرئه على دخول حريم الخليفة و نجد ان غناء نعم و صوتها الجميل يسوق الخليفة لحجرة اخته، و يرى الخليفة ان الجارية نعم قد تماثلت للشفاء و يسعد بذلك بل و يقبل أن تكون الجارية الجديدة – التى هي فى حقيقة الأمر زوجها نعمة الله – بجوارها فى مقصورة أخرى ما دام ذلك يسعدها كما قالت له اخته، و لكن المجلس لا ينتهي قبل ان تحصل لهم الاخت الطيبة الحصيفة على براءتهما و خلاصهما و ذلك بأن قصت على الخليقة قصتهما و طلبت منه الحكم يها بل و قالت له ان هده القصة التى قرأتها تقول ان الرجل دخل بيت الملك بحثا عن زوجته و قد عرف الملك ذلك، فنجد الخليفة الطيب يعيب على الملك سوء تصرفه و عدم احسانه فى رعيته و يقول انه كان من الواجب ان يحسن للرجل و زوجته و يعتبرهما ضيفين فى قصره، و بالتالى تكشف له اخته حقيقة الأمر و يعفو عنهم الخليفة