المسرح في محافظة الحسكة
صدرحديثاً كتاب (المسرح في محافظة الحسكة، مسيرة تسعين عاماً) وهوالكتاب الأول الذي يصدرفي محافظة الحسكة بسورية، يرصد فيه المؤلف تطورالنشاط المسرحي في هذه المحافظة منذ أواخرعشرينات القرن الماضي في أثناء الاحتلال الفرنسي لسورية حتى بدايات العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، في مدينة الحسكة، مركزالمحافظة، ثم في مناطقها ونواحيها:(القامشلي، المالكية، رميلان، الدرباسية، عامودا، رأس العين، تل تمر، الشدادي)، ويستعرض فيه المؤلف بعد ذلك الشهادات التي أدلى بها كبارالفنانين والكتاب والنقاد في سورية عن الحركة المسرحية في محافظة الحسكة ثم يستعرض المهرجانات المسرحية التي استضافتها محافظة الحسكة، ثم يعرّفنا بإيجازعن نفسه وأعماله ثم يختم كتابه بفصل مزدان بالصور، سمّاه (صوروذكريات) يضم صورالفنانين المسرحيين الذين تعاقبوا على مسرح محافظة الحسكة في مختلف مراحل تطوره.
بجهود المؤلف ومثابرته الدؤوبة استطاع أن يسد فراغاً بهذا الكتاب كان يعاني منه المسرح في محافظة الحسكة، فثقافة المسرح في هذه المحافظة كانت مبعثرة مشتتة هنا وهناك، لاترسم صورة واضحة عن مسرحها، اندثربعضها بغياب من كانوا أسهموا في بناء المسرح في هذه المحافظة، وظل بعضها الآخرعالقاً في ذاكرة من ظل حياً من روّاد مسرح المحافظة ، وفطن المؤلف في اللحظة المتأخرة إلى ضرورة نقل مافي الصدور إلى السطورقبل فوات الأوان ، وهي التفاتة ذكية منه ، ولم يبق من الروّاد الأحياء الذين استقى منهم المؤلف مادة كتابه إلاّ قلة ، لا يتعدون أصابع الكف الواحدة.
اتبع المؤلف في كتابه المنهج التأريخي والوصفي والنقدي ، وحرص ما استطاع إلى الدقة والموضوعية. وتأتي أهمية الكتاب إضافة إلى ما أشرنا إليه أنّه الكتاب الرائد في مجال المسرح بمحافظة الحسكة، وبذا صار في المحافظة كتاب يعد مصدراً مدوناً ها ماً، يستفيد منه كل دارس للمسرح أو مطلع، ولأنّه الكتاب الرائد في هذا المجال ، فهو في حاجة إلى دراسة ونقد لسد ثغراته وتلافي قصوره.
يهدى المؤلف كتابه إلى منظمة اتحاد شبيبة الثورة، نافذته الأولى إلى عالم المسرح، وإلى أصدقائه عصام المانع الذي علم الكثيرين حب المسرح وإلى ماهر الخولي ـ الصديق ـ هشام كفارنة ـ الشاعر- محمود خلف ـ عبد الغني السلطان ـ عامر جميل ــ الراحل عبد الاحد قومي رفاق الدرب الطويل.
يقع الكتاب في مئتي صفحة من القطع الكبير، ورقه مصقول جيد، طبع الكتاب بموافقة وزارة الإعلام رقم 102592،تاريخ الثامن من حزيران، يونيو ٢٠٠٩
وبعد الإهداء يستهل الفنان والمخرج المسرحي المعروف إسماعيل خلف كتابه بالحديث عن ذكرياته وعشقه لفن المسرح ، فيقول:
«هنا،و من خلال المسرح عرفت تاريخ كل عامود حجري في كل قرية من قرى الحسكة.
هنا قالت الفارعة الشيبانية:
أيا شجر الخابور مالك مورقاً
كأنك لم تجزع على ابن طريف
وهنا قال شاعر البلاط الأموي الأخطل:
أراعك بالخابور نوق وأجمال
ودار عفتها الريح بعدي بأذيال
وهنا أنشد أبو الأعرابي الشاعر المشهور يصف حنين ناقته إلى نهر الخابور:
وحنت إلى الخابور لما رأت به
صياح البنيط والسفين المقيرا
فقلت لها ببعض الحنين فان بي
لوجدك إلا أنني كنت أصبرا»
وجاء في الكتاب أيضا «هنا على سطح هذه البناية المهجورة أجرينا أول بروفة. في هذه القرية قدمنا أول مسرحية. على هذه الخشبة عرفنا للمرة الأولى شيء اسمه الكواليس.
وفي هذا الممر تلقينا أول كلمة نابية من متفرج، وفي الممرالآخر كان ثمة متفرج ثان يصفق لنا بحرارة .على هذا الحائط كتبنا أول مرة إعلاناً لمسرحية، وزينا أسماءنا بأحرف ملونة ولكننا نسينا اسم المؤلف المسكين. من هذه الحديقة سرقنا أول سبوت إضاءة ،في هذا الكونترول انقطع التيار الكهربائي عن عرضنا المسرحي لأول مرة، وفي لوحة الإعلانا ت هذه كان ثمة من يمزق إعلاناً لأولى مسرحياتنا، وفي هذا المسرح مسرح الحسكة الخشبة أهرقت نهراً صغيراً من قطرات عرقنا، هنا كانت الجوقة ترقص فرحاً لاستقبال الجمهور. هنا كانت قناديل الحب تفرش أضواءها لقدوم الأحبة. وهنا
في لوحة الإعلانات .... ذاتها كان الجمهور يكتب لنا .... وهو خارج من العرض
(من القلب ... شكراً )
وعندما كنا نسمع تصفيقه كانت الستارة ترقص لنا، وتغني الكواليس»
«هنا ... في هذا المكان .في مسرح الأنشطة .. وكان سابقاً يسمى .. ( مدرسة التجهيز)
سألت أستاذي الراحل فؤاد الراشد، سألته عن ذكرياته مع مسرح الحسكة .
ذكريات ... البدايات .. فقال:
هنا.. كانت لنا ذكريات عطرة مفعمة بالعذوبة والحماس والحب ..
إخلاص وعشق وتفان لخشبة المسرح، لم تكن لنا مطامع مادية،ولم نكن نبحث عن شهرة أو اضواء، الا أننا كنا نروي عطشنا، ونحقق ذواتنا.
أو قل يا صديقي ......
هي تراتيل دينية نابعة من قلوب صادقة الإيمان ....
من هنا.......... أبدأ»
مؤلف الكتاب في سطور:
– كاتب وممثل ومخرج مسرحي
– رئيس مكتب الفنون في فرع الشبيبة بالحسكة
– عضو نقابة الفنانين في سوريا
– مدير المسرح الجامعي في محافظات الحسكة دير الزور الرقة
– مدير المسرح العمالي بالحسكة اعوام 2002 -2003- 2004- 2005
– منح شهادة كاتب سيناريو بدرجة جيد من مهرجان الفلم العربي في نوتردام -هولندا
– حصل كتابه / هوية مسرح الهواة في سوريا / على جائزة وزارة الثقافة للنقد لعام2007م
– عمل عضواً للجان التحكيم في العديد من المهرجانات والمسابقات الادبية والفنية.
– صدر له مجموعتان شعريتان:
النهايات المفتوحة دار الطليعة – دمشق 1998م
كرنفالات الخيبة دار الشموس – دمشق 2006م
– كرمته محافظة الرقة – مدينة الثورة عن مجمل اعماله المسرحية في مهرجان الثورة المسرحي عام 2005
– نال الريادة على مستوى سوريا في مجالي التمثيل والتأليف الادبي عندما كان طالباً في الصف الخامس الابتدائي.
من الأعمال التي قام بإخراجها:
- الثائرون/ تأليف عامر جميل/ فرقة المسرح الجوال 1983
- الغرباء/ تأليف علي عقلة عرسان/ فرقة المسرح الجوال 1983
- شقفة دكتور/ تأليف اسماعيل خلف/ فرقة المسرح الجوال 1983
- اغنية المعول/ تأليف نصرالدين البحرة/ فرقة المسرح الجوال 1984
- ـ قصة حمدة/ تأليف عمر الفرا / فرقة المسرح الجوال 1984
- أخرج فيلم بعنوان (( الجندر )) لصالح اليونسيف
الجوائز التي حصل عليها:
حصل على العشرات من الجوائز أبرزها:
– جائزة أفضل مخرج عن مسرحية الفراعنة من جديد في المهرجان الفرعي الاول بالحسكة عام 1986
– جائز أفضل مخرج عن مسرحية رحلة حنظلة في المهرجان الفرعي الثاني بالحسكة عام 1987
– جائزة أفضل مخرج عن مسرحية حدث في بابل في المهرجان الفرعي الثالث بالحسكة1988
– جائزة أفضل عرض عن مسرحية عن هول ماجرى في مهرجان المسرح الجامعي بطرطوس 2008
– حصل على المركز الاول في دورة الاخراج التي اقامتها وزارة التربية ومنظمة الشبيبة عام 1990
– حصل كتابه /هوية مسرح الهواة في سوريا / على جائزة وزارة الثقافة مسابقة النقد عام2007م
– حصل نصه /صراع اللوحة المهزومة /على المركز الرابع في مسابقة المونودراما العالمية
– حصل نصه /سوناتا الانتظار/ على جائزة أفضل نص في مهرجان الشباب الرابع بطرطوس
– كرّم من قبل السيد وزير الثقافة تقديراً لعطاءاته وإسهاماته الإبداعية في10/4/2009في طرطوس
– نوّهت الهيئة العربية للمسرح بنصه (نور والذئب المغرور) وأعدّته من أفضل خمسة نصوص قدمت لمسابقة مسرح الطفل.