الاثنين ٢٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٣
بقلم
المسيح
جئتَ في الزمنِ الكسيححين تمادت رموزُ الحقِ في الطغيانوتعالت صيحاتٌ تدعو إلى خوفِ الرحمنلكن الخوفَ الذي زرعوهُ في الإنسانهو خوفُ المتعالي في البنيانخوفٌ يدفعُ للنسيانوالاستغراقِ في حبِ النفسِوفي حبِ السلطانقلتَ لهم قولٌ مليحْقلتَ لهم لا تتبعوا النفسْولا أمواج الطقسْأو هبات الريحْبل اتبعوا الحق الصريحْالذي يتشكل في لب الروحْوفي هدي القلب السميحْقلت لهم أنا المسيحجئتكم بالحق الأبلجمن عند ذي الطولِالذي أمر بِبرِّ الأحوجلأذكركم بما نَسيتممِنَ الآيِّ الذي أُعطيتموبأن الرُوحَ بين جنبيكمهو مسرى التسبيحهو صوتُ الحقِ الكامنِ في أعماقِ النفسهو أصلُ الالهامِ الصادقأصلُ الإيمانومعنى البرهانوالغايةُ التي قامَ من أجلها أمرُ المعروفوحكمُ التشريعقلتَ لهم إن الدينَ الحقدين العُرفان بمعنى الإنسانلا دينٌ يبيحُ للظالمِ جرمَ الإسرافِباسمِ الغفرانويغضُ الطرفَ عن غاصبِ ثرواتِ الوطنِباسم العِرفانلا دينٌ صلفٌ يعاقبُمَنْ طلبَ الرزقَ المسلوبَ من فم الصبيانبسلبِ قمامات البَطرانعلمكِ الرُوحُ الأمينبأن الحقَ في عونِ المسكينوشفاءُ المرضى المنبوذينَ على أرصفة الأنينوإعادة الروح للمسلوبينَ منذُ سنينسَلَبَهُم مَن أحلَّ الغيلكي ينعمَ عُظماءُ الزيبجَوَاري الحيصرختَ بأحبارِ السلطانوقلت لهم ما هذا الدينبل الدينُ هو في عونِ الحيفي عونِ المحرومينَ والمكلومينودفعِ الظلمِ عن المظلومينفي وِقفةِ عزٍ تمنع الجبروتعن الأحياء المنكوبينتقدس سركَ يا عيسى يا ابنَ البَتُولفقد علَّمتَ البشريةبأن القوةَ في إظهار الرحمة للمذلولوأن العِزَ لمن عاش يجُبُّ الظلم عن المحرومينوفي قول الحق في وجه الموتورينوشُذاذِ الآفاقوفي التأكيد عبر السنينبأن الدينَ الحقُ هو الرحمةهو العدلُ هو العرفانهو دعوةٌ لتحريرِ الإنسانمن كلِ أشكالِ الطغيانطغيانُ الثروةِ والسلطانحتى طغيانَ رجالِ الدين