وقفت بين خيار وخيار
بين خيار العيش السهل والكسب الرغد
والسير في يسر وأمان
وبين ركوب الوعر عبر دروبٍ شاهقة
تتعرج فوق تلال باسقة
تحفها مزالق تنتهي في القيعان
لتحمل من غفل أو تردد إلى الهاوية
فلم أطل وقفتي
ولم أخطئ الرهان
حزمت أمري
فلم أقلّب الراح فوق الراح
بل اخترت الكفاح
قلت أمضي في الطريق الصاعدة
وأمشي مشي الحداة
لأعيش حُلما راودني مذ بلغت الرابية
قبيل بدء رحلة الصعود إلى أعالي الإباء
وبعدما حدقت ملياً في نجوم السماء
وحلمت بوقفة عز فوق القمم
اندفعت بقوة إلى العلياء
لأغرس هنالك راية الشموخ والهمم
وأعلن أن كرامة الإنسان واحدة
رغم اختلاف الأمم
وهأنذا أعلن من مكان مشرف
أن الطموح والكفاح والأمل
ليس ملكا لناس دون ناس
بل هو جوهر المروءة
ومنهل الروح الشغوف
ومنبع الإحساس
فيا أيها التائه في دروب الحياة
الحبيسُ في جسدٍ من طين
أطلق لروحك العنان
واختر طريق السماء
وارفض دواعي النفس
لتسري إلى العلياء
وإياك إياك أن تركن إلى الهوان
أو تنصت إلى الوساوس والأوهام
فتفوت فرص العمر
وتكون كالذي اختار المتاح
ولم يدرك أن رفعة الإنسان
في حياة الكفاح