

الى حمص شوقا مشيتُ
(1)
على قدرٍ بأهداب الذرا تعلقتُومن سجوفِ المدلهمّاتجليتُ غياهبهاحتى اطلَّ بها الفجرُوالقتْ على الربوع شموسهافاقسمتُ من وراء الظلماتان امضي بالنائباتاتسلق على اسنتها كل الحصونالفّ بكفي شعرها كل خصلةتعانقني، اعانقها شامخة الغصونومن غصصٍ مرهقاتٍ غضابْينسل حلميخضل بين الجفونتطل كل العيونومضة ترقص في بحر من عذابْتترجرج ما بين دموع وقروحوتلال تعرفني وسفوحسافدي بالروح زحوفهاواذا ما ثويتُحمى بندّي زيدٌ وعمروحبُّ احمدَ علمنيان لا اشتكي زمنا تجاهلنيوهدى صبيةِ صدقٍ ترك لي وصيةان ارباب العروش ترجف مهابةان صبرتُمطأطئة ذلا اذا وعدتُفطفتُ على الزهور اضمّ باقات نديةوالى حمص شوقا مشيتُينشر الوفاءُ دررا سخيةفحماني من قضباني وسلمت ُفاذا نسيم من أهازيج عناقيدهايغسل كل العروق على جراح تصببتْفتعانق زهوناوكأننا تناولنا الراح اقداحا هنيةما سمعت الصوت حتى رفّ قلبيما شعرت الفيض قربيتسللتْ عبراتٌ نديةبين اشتات خيالاتي ودمعيمَنْ رايت ُ !!
(2)
فمكثت أعاتب السحرْأرجع الذكرى على احلى صورْكل جرح له النزف قدرُفسبّحت بقطرات مائها الفضيوأنصتّ لضجيج صبيانهايعانق صفونافاحسست كأن الطرفقد اصبح رهن خطانافما تصببّ الدمع هفوتُ لصحبيتاججّ النار بصدريقد كان اللقاء باهليسيفي ودرعي
(3)
يا قاسيون .. انت الشامخفي خمائلك البهيةسلام لك من عراقيجلو صباحاتهايطل على شهباءَ، يُزجي ربيعهااشمٌ يتعطر من نسائمهاطورا يبحث عن ازهارهايطوي النهار على هممدانت قطوفهابغداد لن انساها(اذا ناديت من تهوىاجاب القلب اهواها )
(4)
يا قاسيون متى نعودعلى منى ظلت عصية ؟تبقى الحبيب على الزمانويبقى الزمانجراحات، وذكرى سرمديةاوقفتُ لها قلبيالفظ فيها انفاسيواحلاما شقيةفما كنت يوما عارفادربَ غيرهالا املها، فراقاوان شدّت على الهجرهمومي العامريةيا قاسيون متى نعودعلى منى ظلت عصية ؟
هذه القصيدة مهداة لسوريا الشقيقة التي زرتها اكثر من مرة واطلعت عن كثب عن حب اهلها لشعب العراق وقضيته العادلة وللمهجرين العراقيين الذين احتضنوهم بالمحبة والاخوة والرعاية، مثلما هي رسالة حب لكل الاقطار العربية التي يرعى أبناؤها إخوتهم العراقيين المهجرين ويحملون تجاههم وتجاه مأساة بلدهم نفس المشاعر الصادقة .. أما عن حمص فهي المدينة التي سكنت فيها ووجدتها نموذجا لحب العرب للعرب ..