السبت ٢٣ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٣
بقلم أسامة محمد صالح زامل

انتصار الجُرح

كثرَ السّؤالُ من الأحبّةِ فجأةً
واشتاقَ لقياكَ الّذي لم تلتقِ
وجرى المديحُ وقد أذِنْتَ لنهرهِ
حرَجًا بفتحكَ كلَّ سدٍّ مُغلقِ
حتّى تمنّتْ أن تراك مسامعٌ
نادتْ بأنّ الخضرَ لمّا يرتقِ
خفقَ الفؤادُ كمضغةٍ بالرّحم إذ
نُفخَتْ بها روحٌ بُعَيْدَ تخلّقِ
نطق الحنينُ به لهم بتلهّفٍ
وهو الذي مِن بَعدِهِم لم ينطقِ
لكنّ جرحًا شاخَ أقلق راحهُ
نطقُ الحنينِ وخفقُ قلبٍ أخرقِ
والجرحُ طالَ غيابُه ام أدبرتْ
أجيالُه فمتى يُحدِّثْ يَصْدُقِ
وصراعُ قلبٍ أخرقٍ وحنينهِ
مع جرحِه رهقٌ إذا لم يُزهقِ
فهوى النفاقُ بهم أمام غنيمةٍ
ضاقتْ بهِ وبفضحِه لمْ تقْلقِ
حربٌ بهمْ بين النّفاقِ وأمِّهِ
تُهدي السلامَ لحصنِك المُتَشَقّقِ
سلمٌ عنى نصرًا لجرح وانكسا
رًا للحنينِ وقلبِك المُتحرّقِ
والجرحُ همْ والقلبُ أنتَ وما جرى
فيهِ حنينًا مع دمٍ مُتدفّقِ
كيف اجتماعُ الصدقِ فيهم والنفا
قِ؟! سؤالُ عقلٍ فيهمُ لم يَعلقِ
"صور الأحبة في الصدور ملائكٌ"
لَجَوابُ قلبٍ منهمُ لم يُعتقِ
ظفروا كما ظفروا لأوّلِ مرةٍ
حين انحنى لهواهِمُ القلبُ الشّقي
وكأنّ من يذقِ الهزيمة من هوىً
يصْعُبْ عليهِ قبولُ طعمِ تفوّقِ
يا قلب حتّام انكسارك كلّما
جوبِهتَ بالأحبابِ بعد تفرُّقِ
حتّام يبقى جرحُهم في بيتِك ال
المنحلِّ مثل مُحاربٍ متخندقِ
ما أن تمرّ بك المواضي والهوى
حتّى يهبّ بجيشِه المُتفَيْلقِ
متذرّعًا بجفائها متسلّحا بنفاقها
متخلِّقًا مغزى لحُكمٍ مُطْلقِ
ليعيدَ سلمًا إن يدُمْ في مهجةٍ
فهلاكها في طورِه المُتحقّقِ
حتّام يندفعُ الحنينُ وكلّما
برزَ النفاقُ بدا كفاقدِ لُقْلَقِ
سعدَ الذي قهرَ الجراحَ فؤادُه
ومنَ الخداعِ حنينُه لم يشفقِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى