الجمعة ١ تموز (يوليو) ٢٠٠٥
بقلم
بح يا دم العراقي بالنشيج
موسى حوامدة
مات الشاعر العراقي عقيل علي , مهملا ومرميا في شوارع بغداد , مات مهجورا في محطة الباصات , مات وهو يحمل قصيدة في جيبه يشيع فيها العالم ويرثي الحياة , تبدى بموت عقيل زمن رديء من الثقافة العربية التي يسجن فيه الشعراء ويموتون جوعا ونسيانا , فهناك من ينقلون للسجون ويحكمون بالموت بكل الانواع , هذه صرخة في واد ميت .
بح يا دم العراقي بالنشيج , بح بالعويل على خطى أنكيدوبح بالحرائق والنار,تكلم بتلك اللغة الآشورية المعلقة عند قبر تموزتكلم بهذيان جلجامش لزهرة الخلود التي رماها في دجلةبح يا جسد الشاعر بالهزيمةبح بالنقمة والضياع عند محطة الباص وفي سيارة الإسعاف الشاخصة لنقل الخردةاعتن يا دم العراقي بماء الخليجزده طميا وشعرا وخوراعلقه على غبار جيكوروفي حديقة البريكانفوق سرير السياب في الكويتفي منافي بلند والبياتي وسعديفي موت رعد وجانفي تجاعيد الصايغفي نشيج سركونفي صمت نازك وتلاشي مهديفي بيارق الحسين والحسنفي دم السلالةفوق كف الخيانةعند عتبات النجفتحت سعف البترول المحترقفي سجن (أبو غريب)في حريق الوشاياتبح يا نجيع الموت بالفاحشةقُدْ عشتار من يديهاقدمها وجبة لهولاكو المخصيعلقها زينة على مقابر الرملجدارا في زقورة بابلقدمها تبغا للمرتزقةزود دم الضحية بعطر الجناةكل الجناة من نبوخذنصر حتى مطلع القصيدة .اليوم تنكسر حجر السماءتنكسر حديقة الحريةتنز جثة الشعر دما حراما,مرارة النشيدلم تحمل نشوة القصيدةبياض الموتينام في أرض الرافدين .*طوبى للقتلةطوبى للقبورطوبى للمومساتفي كل العصورطوبى لدم الحروف وخيانة الريح .