الأحد ٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم
بورتريت: حوارٌ في سفر
في الطريقِ الطويل الممتد خللَ الوديانِ والتلال،تلك المتثائبةِ وهي تمسحُ عن وجهها طلّ الصباحتلك المكتسية خضرةَ الحقولِ النضرةِ حيناًأو قتامة الشجيراتِ وهي تقفُ بثباتٍ كالأسوار،أو تتراصّ كغابةٍ تخشى ذيوعَ أسرارها..في الطريقِ الطويل؛تذكرتُ امرأةً هنديةًأطلّتْ ذاتَ ذهولٍ من طياتِ النسيان،بل الكتمانِ،..بل الانتظارِ الطويلقلتُ: سأغني لكِ يا ضيفتي مواويلَعن الذي له في بلاده أحباب!عن الغريبِ يحلمُ بإياب..عن الحياةِ لا تنفكّ تذيقني ألواناً من الدهشةِ والحسرة..ضحكتْ بوجل،قالت: سامح خفريفلابد من حذر امرأة تجوب الوديان بأعشابها الدبقةفمن خللها، حدّثتني جدتي، سيظهر ذئبُ البوادي*يبكي وحدتَهُ الأبديةيطلّ من صفحاتِ هيرمان هيسة العتيقة!قلت: أتخشينه؟إذن أرجوكِ اخدعيني، أو اكذبي عليّ!فطمأنينةُ الخداعِ أهونُ من مكابدةِ اللهفةِ المستحيلة..