

بين الإسكندرية وبيني ...
(1) صباح الياسمين
السماء التي أراها بين عينيكِتخوماً من الألوانراقها وجهيَ الذي يتلو لعينيكِ أبيات شعرٍالسماءُ تحملُ اسمكِولونَ عينيكِوطراوةَ شفتيكِكلما راقبتها زرقاء صافيةًأراني وقد أرسلتُ قُبلاتي الحارةفتشيرين إلى خدكِ الأيمنِثم الأيسرِثم تستكينُ شفتاي على جبينكِفأعرف حينها أن الليلَ الذي عسعسوالصبح الذي تنفسمقبلان مدبران معا ليسكنا قلبيويتوجاكِ بباقة وردٍوعنقودٍ من الياسمينوأسمع همسكِ بين اللحظة والأخرىيقتربُ من دمي بأريج يتناثر مُلقياً سلامكِلكل الكائناتوالخلاياوالكون: صباح الياسمين يا حبيبي(2) العاشقانمرةً مرةً أعدل قامتيوأفتح شُباكاً صغيرا تطير حوله يمامتانعَلِقَ بمنقارهما قلبٌ كبيرٌوحين أرسل نظري إلى البحرِوهو يهدرُ من ورائهما في مداه الأزرقِيتهدلُ موجُهُ في قلبيويحمل نسيمُهُ ضحكةً عاليةًحسبتها لجنيات البحرِإذ بتراقصن فوق صفحته المتماوجةوأطَلَّ الفنانُ يرسمُ ظلال المدىبفرشاة من الرملِ والأجنحةِقلبٌ يتدلى على شاطيءٍ مبتسمٍيحملاه منقارا نورسينيتهادى حتى يقتربُوكنت مشدوهاً أعدل قامتيحتى إذا استويت رجلاًأبصرت قلباً كبيراًتحملاه يمامتانومن ورائهما نورسانوبحرٌ وجنياتٌ حسناواتٌووجهينا وقد تعانقافعلمتُ حينها أنناأنا وأنتِأنتِ وأناأنا أنتِأنتِ أناعاشقان عاشقان عاشقان(3) الإسكندريةفوق كوبري ستانليوفي لورانورشديوسابا باشاكلما مررتُ وجدتنيأشم خرافات الصياد العجوزحين سأل السمكَ :هل تراني حين تغوصُ بعمق الماء؟أو حين تفرحُ بالهروب من شِباكِ الصيد؟أو حين تلوكك بجعاتُ البحر؟أو حين تتراقصُ فرحا بأمواج تترى؟كلما مررتُ بالكورنيشوالمنتزةومحطة الرملوالمعمورةوالمنشيةوجدتني أمسك دفتراً مبتلاً بالعشقِوعيناي تراقبان في لهفةٍلحظة ذهبت ولن تجيء(4) ذكرىكنت أواعدها برسالة على الهاتف النقالسأراكِ صباحاً من العاشرة والنصفحتى الحادية عشرةثم أفيق في الحادية عشرةوبضع ثوانيلأسترجعَ الذكرى(5) شجرة وارفةيا محمد ،لحمُكَ شِعْرٌودمُكَ كونٌوروحُكَ تمتد من الإسكندريةحتى مارسيلياما أنتَ بدونها؟وكل كونكَ وهبته لها؟بينكَ وبين لا مارتنوبول فاليريوفيرلينتمتماتُ العشقِوشجرةٌ تمتد من سريركَ حتى شاطيء بحيرة فورجيهمبسوطةٌ بين قلبكَ وقلبهاقم وقف على قدميكَفمنذ قدمت إليك في ليلةٍ باردةٍحولت بعصاها السحرية جراحكَحتى انكَ لا تذكر منها غير حكايةٍتسير في خطٍ مستقيمٍ من روحِكَحتى تمر خلال عامٍ واحدٍوتتهيأ معكَبين الشعر والموسيقى والأملفتغلق حاسوبك تماماوتخلدُ في جنتها الوارفة