ضَعْ يديكَ الواهنتينِ على خدِّها
واصدعْ بما ترغب
أدرِ الوجوهَ وجهاً وجهاً
وحاول أن تراها
وحين تراها حاولْ أنْ تُغمضَ
عينيكَ الذابلتين
اخلطْ كلَّ الوجوهِ الضاحكةِ
والباكيةِ
العابسةِ والمكتئبةِ
جمِّع شتاتَ روحكَ أيها الفارسُ
فخيارُكَ الأخيرُ صمتُكَ
ومحرابُكَ مُهرتُكَ المحاصرةُ
الوجوهُ تدورُ
كأنّما يمتدُّ المشهدُ بين الأرضِ والبحرِ
بين البحرِ والسماءِ
بين السماءِ والمطرِ النازفِ
من عينيكَ
الوجوهُ تتقلصُ
والشاطيءُ الأزرقُ يزبدُ
والريحُ فوق المدى تُحركه
أعطِ الروحَ لها
والجسدَ للأديمِ
أطلقْ مُهرتَكَ الجامحةَ
انتظرها إنْ تأتِ
واحلمْ بها إن مرّتْ كطيفٍ
يمر في دورانٍ محيرٍ
أيها الفارسُ لازلتَ حتى في عزلتِكَ
تخلقُ مداكَ المتسعَ
وتحظى بالأمل
فضعْ يديكَ المحتضرتينِ على
خدِّها
واكتفِ بالحزنِ
والرحلةِ إليكَ عبرَها
فلعلها تذكركَ يوماً
فينبت سيفك
وتحظى روحُكَ بإشراقةِ البعثِ
والعبورِ