الاثنين ٧ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم وليد السليماني

تحضيرات لندوة مغربية عن آفاق البحث الرحلي

تعتزم الجمعية المغربية للبحث في الرحلة عقد ندوة وطنية، في بحر هذه السنة، حول موضوع آفاق البحث الرحلي بالمغرب والعالم العربي والإسلامي بمشاركة الباحثين والمهتمين وذلك من أجل مراجعة العديد من الأسئلة والقضايا ومطارحة الأفكار والمرجعيات في هذا الميدان، حيث يلمس المتابع لتحولات الظاهرة الأدبية بالمغرب المعاصر، أجناسا واشتغالا نقديا وتلقيا، التراكم النصي الهام، الذي حققه النص الرحلي، منذ العقود الأخيرة من القرن الماضي إلى الآن، تحقيقا وبحثا ودراسة نقدية وعلمية وندوة وتوظيفا إبداعيا (رواية / مسرح/ سينما / تحقيق...)

وقد أصبح من اللازم، من مواقع متباينة، قراءة هذا المنتوج لأعرق النصوص الإنسانية- النص الرحلي- وأكثرها تجددا واستيعابا لتحولات النص، سواء كان أدبيا أو غير أدبي، فضلا عن تحولات المجتمع في علاقته المباشرة، أو غير المباشرة، بالنص الرحلي في ميادين عديدة انسحبت على المعرفة و التمدين والسياحة وتطور العمران وتدعيم الهوية الثقافية...إلخ.

وإذا حاولنا رسم أهم علامات هذا الانتشار النصي الذي يخاطب الجميع دون أن يحتاج إلى "كتلة قارئة" محددة، فإننا نلمس الاتجاهات التالية:

1- اتجاه التحقيق العلمي- من مواقع مختلفة- لنصوص هذ المتن الذي يكشف يوما عن يوم خصوبته المعرفية وغناه الفكري، وتنوع طرائقه التعبيرية فضلا عن المتعة والإمتاع والفائدة والإفادة(تجربة مشروع ارتياد الآفاق/ دار السويدي/ أبو ظبي).

2- اتجاه توظيفي، يوظف النص الرحلي في مجال الدراسات الإنسانية من تاريخ وجغرافيا وأنتروبولوجية ودراسة أدبية وتاريخ اجتماعي، وذاكرة ثقافية.

3- اتجاه يبحث في أدبية النص الرحلي، من حيث كونه جنسا أدبيا، يتوازى ويتقاطع مع الأنواع الأدبية السائدة، وسواء انصب هذا الاتجاه على البناء النصي وآليات اشتغاله أو انصب على سرديته، وامتداده- تأثرا وتأثيرا- في كتب الأخبار والمرويات وطرائق الكلام الشفهي والمكتوب، سواء كان هذا او ذاك، فإن الهدف في الحالتين يكمن في مقاربة النص الرحلي من جهة، وتأكيد شرعيته الأجناسية من جهة أخرى.

4- اتجاه يعالج أصحابه الأقنوم الدائم في النص الرحلي، وهو اقنوم الذات والآخر. فالرحلة، عادة، اختبار لصورة الأنا أمام صورة الآخر، ورؤية الآخر –بحكم مرآوية النص- تحيل بالضرورة على صورة الأنا. وقد ساهم هذا الاتجاه في إثراء الدرس المقارن بأبعاد عديدة، سمحت للنص الرحلي بفتح قنوات الحوار، في زمن يعرف حوار الصم، أو الحوار من طرف واحد ووحيد.

5- اتجاه تيماتيكي، أو موضوعاتي، يحاول تشخيص اهتمامات فضاء معين طرقه الرحالة، أثناء رحلته، متابعا تحولات اليومي، وما يروج فيه من أفكار وعادات وأحداث وطبائع.... وبذلك تصبح الرحلة رافدا من روافد "تاريخ الأفكار" التي تضيء تحولات المجتمع والتاريخ والإنسان.

وتأسيسا على هذه المقترحات، تقترح الجمعية المغربية للبحث في الرحلة هذه الندوة على الباحثين في الرحلة من مختلف التخصصات والاهتمامات المعرفية هذ الندوة للحوار وتبادل وجهات النظر حول طرق تناول النص الرحلي. وتوجه الدعوة أمام الباحثين في هذا المجال لمشاركتنا هذه الندوة.

ويمكن للراغبين فى المشاركة إرسال عناوين وملخصات المشاركات منذ الآن إلى غاية منتصف شهر تموز (يوليه) 2007 على العنوان التالي: صندوق البريد المركزي1147 القنيطرة.

أو على البريد الإلكتروني: rihlamrr@yahoo.fr ترفق المراسلات بالاسم الكامل والمهنة أو الصفة والبريد الإلكتروني.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى