

تضيق علينا الحياة فنمتلئ بها
(من يوميات الحرب)
هدنة بين غارتين.. فرصة لالتقاط الأنفاس على أعتاب الآخرة.نتفقد ما تبقى من أطرافنا على قيد اللهب. لا وقت للجنائز.. أيها الشهيد اخدم نسفك بنزفك.لا وقت لرفع الآذان. لا وقت لرفع الدعاء. كما لا وقت لرفع أرجل النساء.كل الدروب حمراء. كل العيون. كل الوجوه.. حتى وجه السماء.يدغدغني النزيف فالتفت إلى موطئ الألم الجديد..شظية في الساق اليسرى. وأخرى على ظهر ساعدي الأيمنشمعتان ودمعتان.. تؤكدان إصابتي بالنجاة من زغاريد لا يسمعها أحد سوايفأخجل من موتي المؤجل إلى ما لست أدري. وعلى ما لست أدريتضيق علينا الحياة فنمتلئ بها.. نحن مرضى بالحياة.على حافة الموت نلوّح بأرواحنا لجميلات ينتظرن تحت مظلة الأمل فجراً جديدا.فحين تنتهي الحرب سنخرج من تحت أنقاضنا بكامل أناقتنا بعد أن نغسل جراحنابماء العدل والسلام. لنكتب لحبيباتنا أجمل قصائد الحب وأروعها.
(من يوميات الحرب)