الاثنين ٥ شباط (فبراير) ٢٠١٨
بقلم رواء الجصاني

جميعُ العراقيين«سائــرون» (2-2)

للأسباب المعروفة، طغت في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي في الاونة الاخيرة، مفردة"سائرون"لتشيع حماسة، وتزيد من شهوة الكتابة، وتحرك اجواءً هنا، وتشعل خلافاتٍ هناك، ولا نزيد في الوصف لكي لا ننحاز او نتهم بالانحياز، وذلك ليس في خاطرنا، الان على الاقل...

وعلى نهج"خير الكلام.."هذه تلميحات مقصودة مرة، وعابرة في حال اخرى، علّها تفيد وأن جاءت مكرورة في كتابات وايجازات سابقة.. وهكذا نحن سائرون في ما بدأنا واستمريّنا،ونزيد هنا، بعض تساؤلات واختيارات، عن"سائرين"الى الفلاح والاصلاح، وغيرهم من السائرين على درب الهيمنة والفساد، وكم هي الفواصل والمسافات بين اولئك وهؤلاء... وكما جاءت – قبل ايام - لقطات على هذا السبيل في القسم الاول من هذه المادة، دعونا نكمل هنا بلقطات اخرى وربما هي هذه المرة اكثر آفصاحا وطراوة، وطربا، بل وحتى ضربا!!!:

راح السائرون يستحثون الخطى، اسرع وأشد مع اقتراب الانتخابات الموعودة، بالتغيير، أوالثبات!.. ومعها تشتد المرارة كلاماً وكتابة ومشاعر مشتعلة الأوار...

وهكذا فالعراقيون اليوم سائرون جميعا دون توقف وذلك دأبهم منذ قرون!.. كلُ على النهج الذي اختار فثبت عليه، أوانقلب.. منهم سائرون نحو مراجعهم وقبلتهم، وقبائلهم، ومنهم نحو أفاق ألاحلام بالازدهار..

ومن السائرين العراقيين دون هوادة، وأكثر من غيرهم: المثقفون على مختلف نحلهم ومشاربهم. مثقفو السلطة أو الشعب، وقد لا يستطيع البعض التمييز بين اولئك، وأولاء، فقد تداخلت وتشابكت المقاييس والمعايير في عراق اليوم، ودون رحمة!.

وهناك وهنا سائرون الى المنابر، وسائرون الى البنادق.. وكل محمّلٌ بعدته وعتاده: اراء وفلسفة خاصة وعامة، او اقتباسات من (وكوبيديا) و(غوغل) وأراشيف السنين، بل العقود والقرون، الخوالي..

ثم، بيننا، ومعنا، سائرون الى التسامح، أو العنف. وكذلك الى الثورية، او السلمية... والجميع متمسكون بما آمنوا به، صدقا واقتناعاً، او زيفا وبراءة وتبسطا..

وإذ يشتبك المسير، ويتشابك السائرون، تعلو الفجاجة في النقاش، وبما يسمى حرية الرأي والتعبير.. كما راحت تترسخ هنا وهناك حوارات موضوعية، هادفة..

ولأن الامور كذلك، فكم سعى سائرون ان يكون لهم دورا في الحياة والواقع، بأي ثمن وعند اي كان... بينما يخاطب سائرون آخرون، الناس، بالصمت، بلاغة.

ومن الطبيعي والحال هكذا في مجتمع"يخشى اللصوص فيذبح العسسا"ان (تشمخ!) قيّم التخلف بأبشع صورها الشمولية عند سائرين.. وأن يتصدى لها – بالمقابل- سائرون مضحون منورون..

وما زالت امام جموع من السائرين، قيم ومبادئ وصفات تفيض بالانسانية... كما لجموع اخرى مواقف خارج المألوف، ومباذل لا ترتجى..

ومن بين السائرين من يردد"وكنا كالزروعِ شكت محولاً، فلما أستمطرتْ مطرت جرادا".. وآخرون سائرون مناهضون مؤمنون بـان الامور بعواقبها..

ومنهم من يقول بان"الصبرَ مفتاح الفرج".. وسائرون في الجانب الآخر يقولون:"لا تصبروا، ان الصبور على الاذى يتبلدُ"..

وبين هؤلاء وهؤلاء، هناك سائرون في الوسط، ويدافعون هم ايضا عن وسطيتهم، دون ملل أو كلل..

أما نحنُ – وسأزعم اننا الاغلبية - فسائرون ايضا.. ولكن الى حيث لا ندري- ولا المنجم يدري- الى اين!!!!..وودون ودون هوادة.وكنـــا) كالزروعِ شَكـتْ مُحولاً،

فلما أُستمطِـرتْ مطـرتْ جَـرادا!على ذمة الجواهري عام 1944:

(وكنـــا) كالزروعِ شَكـتْ مُحولاً،
فلما أُستمطِـرتْ مطـرتْ جَـرادا!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى