الاثنين ١٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٨
بقلم عبد الله الحميدي

حاتم الطائي من خلال شعره

نحن فى شهر رمضان الكريم وكل عام وأنتم بخير وموضوع هذه المقالة هو سيد كريم عاش فى القرن الخامس الميلادي. سكن وقومه في بلاد الجبلين (أجا وسلمى) التي تسمى الآن منطقة حائل، شمال وسط السعودية. توجد بقايا أطلال قصره وقبره وموقده الشهير في قرية توارن في ضواحي مدينة حائل. وكانت تسمى حائل سابقا «مفتاح الصحراء» لأنها المعبر الرئيسي للمتجهين شمالا وجنوبا في شبه الجزيرة العربية كما تلقب حاليا بعروس الشمال أما عن سبب تسميتها فهناك آراء عديدة في تفسير السبب. الحائل لغة ه والحاجز الذي يحول دون مكان وآخر أ ويحول بين شيئين أ وأمرين.

إن وقوع حائل على الضفة الغربية لوادي «الأديرع» يجعلها حائلا بين سكان جبلي «أجا» و«سلمى»عندما يسيل الوادي. فى حائل رسوم صخرية ونقوش أثرية، وبالأخص المصنف منها بالثمودي. وصل عدد النصوص في أحد المواقع الأثرية بالمنطقة حسب أخر إحصائية رسمية أعدت من قبل الفريق الأثري التابع لوكالة الآثار والمتاحف بوزارة التربية والتعليم بالسعودية إلى 5431 نقشا ثموديا. العالم الفنلندي جورج والن زارها سنة 1845م وألف عنها كتابا أسماه «صورة من شمال جزيرة العرب»، كما زارتها الإنجليزية الليدي آن بلنت عام 1879م وكتبت عنها كتاب أسمته «رحلة إلى بلاد نجد»، والأمريكي مايكل بارون الذي نال شهادة الدكتورة من جامعة ميتشيغان عن رسالته في«تاريخ حائل». الباحثان الكندي وينت والأمريكي ريد قاما بزيارة منطقة حائل عام 1970م وتمكنا الاثنان خلالها من تصوير 205 نقشا تاريخيا كان أغلبها ثموديا حيث يعود تاريخ بعضها وفقا لدراستهما إلى القرن الثامن والسابع قبل الميلاد.

إن زائر منطقة حائل يستطيع يرى تاريخ ممتد لأكثر عشرة الآف سنة. كمنطقة "الحائط" و"جانين" مرورا بمنازل حاتم الطائي و"درب زبيدة" ومدينة "فيد" التاريخية. بالإضافة إلى الأماكن الطبيعية مثل الج ووالسلف وقرية عقده في جبال أجا وفوهة بركان طابه ومواقع أخرى في جبال سلمى وكذالك جبال رمان وجبال العلم والجبل الأبيض إضافة إلى مناطق جميلة في الحرات وفي صحراء النفوذ الكبير. في أواخر عهد الدولة العباسية وبعد أن دخل على اللغة العربية كثير من التحريف والعجمية أخذ علماء حائل على عاتقهم حماية اللغة وتقويمها وتدريسها بحيث كانت حائل مقصدا لطلاب العلم. ذُكر فى التاريخ أن بعضاً من القبائل البائدة من أيام عاد وثمود كانت تسكن في منطقة حائل ويؤيد أصحاب الآثار من خلال وجود بعض النقوش والكتابات الأثرية هذا التاريخ.

أخبار بلاد الجبلين (حائل) متصلة منذ أيام العماليق والعرب البائدة الى موجات القبائل من الحجاز واليمن الى الشمال العدنانية كأسد وتميم وغطفان والقحطانية وعلى رأسها طيء.

ويكنى حاتم أبا سفانه وأبا عدى وقد أدركت سفانه وعدى الإسلام فأسلما، كان حاتم يدين بالنصرانية التى دان بها بعض عرب الجزيرة. وه ومن كبار شعراء العرب، له ديوان واحد في الشعر. وكان جواد يشبه شعره جوده ويصدق قوله فعله وكان حيثما نزل عرف منزله. قد ينحر في اليوم عشرا من الإبل فأطعم الناس واجتمعوا إليه وأحبوه.

أين مكانه فى حائل؟

توارن: وهي قرية تقع بين ضفاف وادي في عمق السفح الشمالي الغربي من جبل ‏أجا وعلى بعد 55 كم شمال غرب مركز مدينة حائل الآن. وترجع شهرة توارن إلى الكرم ‏العربي الشهير ‏حاتم ‏الطائي ‏حيث يوجد بمدخل القرية حصنا لا تزال أطلاله واقفة ويقال أنه كان قصرا لحاتم ‏وفي وسط القرية يوجد بها أطلال قصر من الطين وبالقرب منه مقبرة صغيرة ‏تحتوي على قبرين مفرط في طولهما إذ يبلغ طول أحدهم 9.5 متر والآخر 7.25 ‏متر ويعتقد أهالي القرية أن الأخير ه وقبر ‏حاتم ‏الطائي.‏ ذكر البعض أن منازل حاتم وقبره فى "تنغة" الواقعة في بطن وادي حائل وليس فى توارن.

كذلك يحفظ التاريخ العربي خصالا وبطولات وأشعار عرفت حائل بها ومنها الكرم الذي يتجاوز الحد المعقول والذي كانت تمثله قبيلة «طي» التي انحدر منها حاتم الطائي الذي يضرب به المثل.

ورغم أن البحث عن المناطق الأثرية بالمنطقة سواء الظاهر منها للعيان أ والمطمورة تحت أنقاض الأطلال أ والمدفونة تحت الأرض لم يكن كافيا ويحتاج إلى وقت وجهد كبيرين فقد تجاوز عدد المواقع الأثرية المكتشفة بمنطقة حائل والمسجلة رسميا لدى وكالة الآثار والمتاحف بوزارة التربية والتعليم السعودية حتى الآن أكثر من 65 موقعا وقد تم بالفعل تسييج بعضها وحراستها من قبل الوكالة ذاتها حرصا منها على بقاء هذه النقوش والمعالم الأثرية بعيدا عن متناول العابثين وكشواهد حية على ثراء تاريخ حائل بالحضارات.

في مكان غير بعيد من مدينة حائل وبالتحديد نح و30 كيل ومتر على طريق حائل - الحفير تقع قرية الآثار التاريخية أ وما بات يعرف بقرية الأساطير الحاتمية «توارن» حيث يوجد بين أحضان جبال بلدتها القديمة كريم العرب حاتم الطائي.

الذي كان ولا يزال بطل الكرم والبذل والعطاء التي يتغنى بها جميع العرب من المحيط الى الخليج. ويرصد مكارمها وقصصها الموثقة الرحالة والباحثون والمؤرخون في كافة أصقاع الأرض. فه وبالفعل والمجاز أسطورة.

موقع قبر حاتم الطائي في منطقة حائل حيث يشاهد الزائر بعض البساتين الظليلة والأجواء المعتدلة والمياه العذبة والقلاع الأثرية المنتشرة في محيط المكان. كما سيجد الزائر للموقع تعاون كبير بين الأهالي ناهيك عن الحفاوة المعهودة بأبناء القرية لكل زائر لموقع قبر حاتم وقلعته التاريخية. وهذا ما تحقق بالفعل خلال جولة فريق جريدة «الرياض» اليومية السعودية في قرية «توارن» حيث بادر الأهالي بتقديم واجب الضيافة العربية في حين أصر الشيخ بادي دويلي العضيباوي أن السير بسيارته الخاصة التي كلف ابنه «عبدالله» - حارس قبر حاتم – بمرافقة الفريق إلى الموقع والعودة مجدداً الى منزله حيث القصص والأساطير والحكايات التي لا تمل عن «توارن» وكريمها العربي الأصيل.

وبالفعل فقد توجه الفريق بمعية عبدالله الى القرية القديمة التي تبعد ما يقارب سبعة كيلومترات جنوبي المخططات الحديثة لتوارن حيث البساتين وسلسلة الجبال الشاهقة والقلاع الأثرية القديمة وبيوت السكان الطينية الموغلة في القدم.

وما إن سار الفريق باتجاه قبر حاتم حتى بدأ عبدالله بسرد المعلومات التي يعرضها ويتـناقلها الرواة عن المواقع الأثرية والقلاع الجبلية والكهوف الغائرة وسط الجبال مقدماً شرحاً تفصيلياً عن محتويات كل موقع ومسمياً تلك المواقع الأثرية بمسمياتها المعروفة والمتوارثة عبر الأجيال فقد بدأ بقلعة «أصفر» مروراً بقلعة «زميل» و«ترجم» وحتى بلوغ قلعة حاتم الطائي التي تتربع على أعلى قمم جبال تلك المنطقة والمبنية من الصخور الجبلية والمواد الطينية التقليدية والتي روعي في تصميمها محاكاة النمط المعماري السائد آنذاك مع توفر مظلات عالية وحصون مرتفعة ومراقب ممتدة تستخدم على ما يبد وفي استدلال الضيف على المكان لتقديم واجبات الضيافة العربية له أياً كانت ملته أ ووجهته. وبعد أن الوصول الى قرية «توارن القديمة» عبر طريق صحراوي غير معبد ويفتقر للخدمات، ظهر سور مقبرة بدائي وكأنه لم يخضع لأي أعمال صيانة أ وترميم منذ عقود حيث بدت التصدعات تنهشه من كل جانب وأبواب المقبرة كأنها لم تعرف مادة الطلاء.

على أية حال، فقد ولج الفريق سريعاً عبر بوابة المقبرة باتجاه قبر حاتم - كما يعتقد - الذي امتد لأكثر من (6) أمتار طولاً وبجواره قبر أمه.

بلغ طوله ما يقارب (4) أمتار ونحن في غاية الدهشة من سر إطالة القبر كل هذا الحد فيما ظهرت القبور المجاورة في نفس المقبرة بأطوال بني البشر المعتادة! والتي أُشير إلى أنها قد دفنت قبل عهد حاتم بوقت بعيد.

وتوارن قرية صغيرة من إحدى قرى منطقة حائل، أكد مؤرخون من المنطقة، إنها، أي القرية، الواقعة وسط وادٍ تُحيط بها جبال «أجا» الشامخة من جميع الاتجاهات، وتبعد عن المنطقة الأم حائل مسافة تقدر بثلاثين كيلومتراً، عاش ومات بها حاتم الطائي. وتضم القرية القديمة قصوراً بُنيت من الحجر والطين، لم يبق منها سوى أطلالها، لتعرض جنباتها للهدم في وقتٍ سابق، يظهر نهاية الوادي قصر حاتم الطائي، في منظرٍ لا يُعبر بصورته الحالية عن قاطنه سابقا، والذي عُرف عنه عدم انقطاع الضيوف عنه.

يجاور القصر مقبرة قديمة حديثة البناء شرع بابها على الدوام أمام السياح، إلى أن بلغ الأمر شق طريق وسط المقبرة يؤدي لنهايتها، لما تحويه المقبرة من آثار أقدام كثيرة، لتقف خير شاهد على ذاك الزمان. وتحوي المقبرة ضريحين مفرطين في طولهما، إذ يبلغ طول الأول 9.5 متر والآخر 7.25 متر، شُيدا على الطريقة الإسلامية، حُددا بحجارة مرصوفة على جنباتهما حديثا.

الضريح الأول، لحاتم الطائي، في حين قيل إن الضريح الآخر واختلفت حوله الأقاويل، إنه لأمه أ ولزوجته، فيما تحتوي قرية السفن في حائل، ضريح ابنة حاتم الطائي «سفانة»، ويقال إن القرية سميت بهذا الاسم نسبة إلى سفانة ابنة كريم العرب. ورغم وعورة الطريق إلى توارن، وبعده عن أقرب طريق معبد إلا إن القرية تشهد إقبالا من السياح، وخصوصا في أوقات الإجازات من جنسيات مختلفة عربية وأجنبية. وفي ذات السياق، أوضح لجريدة «الشرق الاوسط» اليومية، سعد الرويسان، مدير وحدة الآثار والمتاحف بمنطقة حائل، أن قرية توارن مسجلة لدى وحدة الآثار والمتاحف، ولم يتم عمل أي تنقيب اثري بالقرية، مؤكداً أن دراسات وبحوثا سابقة أجريت على ذات القرية، أكدت أن حاتم الطائي عاش في قرية توارن، وه وما قاد إلى الاهتمام بها من قبل الجهات المسؤولة عن التراث في السعودية، في حين أشار إلى دراسة حراسة البيت والقبر، من قبل حارس تم تعيينه من قبل وحدة الآثار والمتاحف. ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» دالي محمد، مالك قصر حاتم الطائي حالياً، أن نحتا على صخرة في أحد أركان القصر، عُثر عليها، أثبت أنه القصر الذي كان يقطنه حاتم الطائي، مشيراً إلى أن النحت عبارة عن وصية من حاتم الطائي لابنه عدي، وه وما يأتي خلاف روايات الأسلاف، التي تؤكد غير تلك الحقيقة. وقال دالي إن القصر الطيني توارثه قاطن والقرية، مضيفاً «إننا سكناه سابقا، وقمنا بإضافة وإزالة العديد من الغرف له».

وبين دالي أن هناك شواهد حية وراسخة من أمد بعيد على ثراء هذه القرية، إضافةً إلى وجود دلائل تؤكد أن حاتم الطائي عاش ومات في القصر ذاته، ومن الآثار التي تؤكد ذلك، الضريحان، وبئر ماء شُيد على شاكلة بناء قديم جداً، عُرف باسم بئر الشيخ وه والذي كان يستخدمه حاتم الطائي، ويجاور القصر من الجهة الجنوبية.

وشدد دالي على أن قرية توارن غنية بالنقوش والسدود الأثرية التاريخية، والبوابات الحجرية عند مداخل الأودية التي كانت تستخدم قديما، مشيراً إلى أن الأسلاف، ذكروا ان العمل بها كان لتنظيم عملية الدخول والخروج، لأقوام عاشوا قبل الإسلام، بحسب دلالات نقوشهم وآثارهم التاريخية.

وجريدة "الوطن" توجهت للمواطنين الذين يتحدثون عن ملكيتهم للبيت والأراضي ‏المجاورة له حيث ذكر دالي الشمري أنهم توارثوا القصر (يقصد البيت) أباً ‏عن جد وه ولحاتم كما تناقل آباؤنا وأجدادنا الروايات، وأضاف أننا كنا نسكن ‏في القصر الطيني سابقا وقمنا بإضافة وإزالة العديد من الغرف له حيث إن ‏القصر لم يتبق منه إلا برج واحد وما يؤكد لنا أنه لحاتم الطائي أننا عثرنا ‏على وصية من حاتم الطائي لابنه عدي منحوتة على الصخر في أحد جنبات القصر".

‏وأضاف الشمري أنه لم يسمع بأن لحاتم قصرا غير هذا وكذلك القبر حيث كانت "توارن" هي المكان الذي كان يحتمي فيه حاتم من غزوات الأعداء.

‏وفي سؤال جريدة "لوطن" اليومية السعودية، حول كيفية أن قبر حاتم في اتجاه القبلة على طريقة المسلمين ‏بالرغم من أن حاتم توفي قبل الإسلام؟ أجاب الشمري أن ما نقله لنا آباؤنا ‏وأجدادنا يؤكد أن عدي بن حاتم ه ومن قام بتحويل اتجاه القبر إلى اتجاه ‏قبلة المسلمين وأضاف أن القبر الذي يجاور حاتم من الجهة الغربية ه ولأم ‏حاتم نافيا ما يتناقله الكثيرون من أنه لسفانة ابنة حاتم الطائي وموضحا أن ‏قبر سفانة في قرية السفن والتي تقع على طريق حائل ـ جبة ومعروف عند أهالي ‏السفن وتمت تسمية السفن بهذا الاسم على سفانة وهذا ما أكده لـ"الوطن" عدد ‏من أهالي قرية السفن.

‏وأردف الشمري أن من الآثار المعروفة غير القبر والبيت لحاتم وجود بئر قديم ‏يعرف ببئر الشيخ وه وواضح للعيان وه ولحاتم ويجاور البيت من الجهة ‏الجنوبية, وطالب الشمري بالاهتمام بهذه المواقع وكذلك حفظها من لصوص ‏الآثار ورصف الطريق المؤدي لبيت حاتم الطائي لجذب السياح والذي يشكل ‏الطريق المؤدي للبيت الهاجس الأكبر لهم حيث يفد كثير من السياح له حتى ‏العمالة لهذه القرية الغنية بالآثار والتي إذا ما اهتم بها ستكون مقصدا ‏لسياج من الداخل والخارج والمهم توصيل عدد من الخدمات من أهمها خدمتا ‏الهاتف والجوال لافتقار القرية لهما وكذلك الحاجة الملحة لهما.

‏من جهة أخرى أكد سعد الرويسان مدير الآثار والمتاحف في منطقة حائل ‏لـ"الوطن" أنه من المؤكد أن حاتم الطائي قد عاش في قرية توارن ولكن الذي ‏لم يتم تحديده ه ومكان البيت والقبر بسبب عدم توفر المعلومات الأثرية ‏الدقيقة عن قرية توارن حيث إنها سجلت لدى إدارة الآثار في وزارة التربية ‏والتعليم ولم تجر عليها حتى الآن التقنيات الأثرية.

‏وأردف الرويسان أنه تجري حراسة البيت والقبر من قبل حارس تم تعيينه من قبل ‏إدارة الآثار والمتاحف حراسة دائمة, وشدد الرويسان أنه عدم إجراء الدراسات ‏والتقنيات الأثرية لم يكشف عن خفايا الموقع وحقيقة ما يشاع حوله.

عرض الدكتور الأنصاري مقدمة حول موقع منطقة حائل ملمحاً لاختلاف الباحثين حول أصل تسمية حائل وتباين آرائهم حولها ومن الآراء التي عرضها الأنصاري وجود حائل على ضفة الأديرع الذي عند سيله يحول بين اتصال سكان الجبلين.

ثم تحدث عن حائل قبل ظهور الإسلام مؤكداً أن شمال غرب الجزيرة ارتبط بصلات وثيقة مع حضارات الرافدين مثل الآشوريين والبابليين وكانت حائل ممراً لقوافل التجارة في عصور مختلفة خاصة في أيام مملكة معين ومملكة الأنباط وكان لقبيلة طي التي تسكن حائل علاقات مع دولتي المناذرة في الحيرة والغساسنة في جنوب بلاد الشام وكانت الوثنية ديانة قبيلة طي الغالبة ومن معبوداتها الفلس ورضا ورغم ذلك فقد اعتنق بعض من طي المسيحية ومن الطائيين الذين كانوا على الدين المسيحي وقت ظهور الإسلام رافع بن أبي رافع الطائي وعدي بن حاتم الطائي. ثم استعرض الدكتور الأنصاري شخصية حاتم الطائي الذي ارتبط اسمه بحائل وقال: كان سيداً في قومه واشتهر بالكرم الذي لا يعرف الحدود مستعرضاً قصة زيارته للنعمان بن المنذر ملك الحيرة بصحبة أحد أبناء عمومته ويدعى أوس بن حارثة.

ثم انتقل للحديث عن جبة وقال انه وثق فيها 12موقعاً للرسوم الصخرية التي ترجع للعصر الحجري الحديث الأول مؤكدا أن رسوم الأبقار في تلك المنطقة تربط بالظروف المناخية السائدة آنذاك في الجزيرة العربية، وقال ان المباني الحجرية الدائرية تدل على استقرار السكان في مجموعات صغيرة بعد انقطاع الأمطار، ووقف من خلال عرضه لبعض صور النقوش في جبة عند نقش لمركبة ذات عجلتين وقد كتب حولها "ها مركبه" باللغة الثمودية. ثم تناول الدكتور الأنصاري طريق الحج ملمحاً إلى درب زبيدة ومؤكداً أن "فيد" كانت ولاية من ولايات الدولة الإسلامية أسند ولايتها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى زيد الخير بعد إسلامه. أضاف السيد الأنصاري أن أعمال المسح الأثري كشفت عن وجود أكثر من مئة مبنى ما بين خانات ومنازل واستراحات ومساجد بالإضافة إلى العديد من الآبار والبرك والأحواض ويأتي في مقدمة المكتشفات قصر خراش والمطاحن الحجرية والقطع الفخارية والخزفية، وختم الدكتور الأنصاري محاضرته بالحديث عن العمارة التقليدية في المنطقة مستعرضاً قلعة عيرف وقصر القشلة وبرجي برزان.

كان حاتم سيداًً طويل الصمت، وكان يقول: إذا كان الشيء يكفيكه الترك فاتركه. فه وجواد، كريم، فارس، شاعر وراوية. وحسب الزركلي ضاع معظم شعره وله ديوان مطبوع.

ومما يدل على شرفه وعفته، قوله:

ولستُ، إذا ما أحدَثَ الدّهرُ نكبَة ً
بأخضع ولاّج بيوت الأقاربِ
 
ولا أشتري مالاً بِغَدْرٍ عَلِمْتُهُ
ألا كلّ مالٍ، خالَطَ الغَدْرُ، أنكَدُ
 
إذا كانَ بعضُ المالِ رَبّاً لأهْلِ
فإنّي، بحَمْدِ اللَّهِ، مالي مُعَبَّدُ
 
يُفّكّ بهِ العاني، ويُؤكَلُ طَيّباً
ويُعْطَى، إذا مَنّ البَخيلُ المُطَرَّدُ
 
كلوا الآن من رزق الإله، وأيسروا،
فإنّ، على الرّحمانِ، رِزْقَكُمُ غَدا
 
وإنّي لعَبْدُ الضّيفِ، ما دام ثاويا
وما فيّ، إلاّ تلكَ،من شيمة ِ العَبدِ
 
وفى فروسيته يقول:
 
أخ والحرب، إن عضت به الحرب عضها
وإن شمَّرت عن ساقها الحربُ شمرا
 
وإني، إذا ما الموتُ لم يكُ دونـــــهُ
قَدَى الشّبرِ، أحمي الأنفَ أن أتأخّرَا
 
وله الشعر الرائع الشارح لنفسه:
 
أماوي! ما يغني الثراءُ عن الفتى،
إذا حشرجت نفس وضاق بها الصدرُ
 
وقد عَلِمَ الأقوامُ، ل وأنّ حــاتِماً
أراد ثراء المال، كـان لـه وفــرُ
 
ولا أظلِمُ ابنَ العمّ، إنْ كانَ إخوَتي
4 شهوداً، وقد أودى، بإخوته، الدهرُ
 
عُنينا زماناً بالتّصَعْلُكِ والغِنــى
كما الدهر، في أيامه العسر واليسرُ
 
كَسَينا صرُوفَ الدّهرِ لِيناً وغِلظَة ً
وكلاً سقاناه بكأسيهـما الدهـــرُ
 
فما زادنا شأواً على ذي قرابة ٍ،
غِنانا، ولا أزرى بأحسابِنا الفــقرُ
 
ومن جميل شعره الذى يدل على جميل خصاله:
 
أُشاوِرُ نَفسَ الجُودِ، حتى تُطيعَني
وأترُكُ نفسَ البُخلِ، لا أستشيرُها
 
وليس على ناري حجاب يكنها
لمستوبص ليلاً، ولكن أنــيرها
 
فلا، وأبيك، ما يظلَّ ابن جارتي
يَطوفُ حَوالَيْ قِدْرِنا، ما يَطورُها
 
وما تشتكيني جارتي، غير أنها،
إذا غاب عنها بعلها، لا أزورها
 
سيبلغها خيري، ويرجع بعلها
إليها، ولم يقصر، عليَّ ستورها
 
وقوله:
 
أُقَصِّرُ كَفّي أنْ تَنالَ أكُفَّهُمْ
إذا نحن أهوينا، وحاجاتنا معا
 
وإنّكَ مَهْما تُعْطِ بَطْنَكَ سُؤلَهُ
وفَرْجَكَ، نالا مُنتهَى الذّمّ أجمعَا
 
وقوله الذى يدل على حكمته وحُسن خلقه:
 
يرى البخيل سبيل المال واحدة،
إن الجواد يرى، في ماله، سبلا
 
إن البخيلَ، إذا ما مات، يتبعه
سُوءُ الثّناءِ، ويحوي الوارِثُ الإبِلا
 
فاصدقْ حديثك، إن المرء يتبعه
ما كان يَبني، إذا ما نَعْشُهُ حُمِلا
 
لَيتَ البخيلَ يراهُ النّاسُ كُلُّهُمُ
كما يراهم، فلا يقرى، إذا نزلا
 
لا تعذليني على مال وصلت به
رحماً، وخير سبيل المال ما وصلا
 
اللَّهُ يَعْلَمُ أنّي ذ ومُحافَظَة ٍ
ما لم يَخُنّي خَليلي يَبْتَغي بَدَلا
 
فإنْ تَبَدّلَ ألفاني أخا ثِقَة ٍ
عَفَّ الخليقة ِ، لا نِكْساً ولا وكِلا
 
أما والذي لا يعــــلم الغيب غيرهُ،
ويحيي العظام البيض، وهي رميمُ
 
لقد كنتُ أطوي البطن، والزاد يشتهى،
مخافة، يوماً، أن يقال لئيـــمُ
 
وما مِنْ شيمتي شَتْــمُ ابنِ عَمّي
‏وما أنا مُخْلِفٌ مَنْ يَرْتَجيني
 
‏سأمْنَحُهُ على العِلاّتِ، حتى ‏أرى،
ماوِيّ، أن لا يَشتـــَكيني
 
وكلمة ِ حاسد، مــن غير جرم،
‏سَمِعتُ، وقلتُ مرّي، فانقِذيني
 
‏وعابُوها عليّ، فلــــَمْ تَعِبْني
‏ولـم يَعْرَقْ لها، يَوْماً، جَبيني
 
‏وذي وجـــهين، يلقاني طليقاً،
‏ولــيسَ، إذا تَغَيّبَ، يَأتَسيني
 
‏نظرتُ بعينـه، فكفكفت عنــهُ،
‏محافظة علــى حسبي وديني
 
فلُوميني، إذا لم أقــــْرِ ضَيْفاً
‏وأُكـْرِمْ مُكْرِمي، وأُهِنْ مُهيني

? - 46 ‏ق. هـ / ? - 577 م أ و578 حسب الإعلام للزركلي. وذكر أن حاتم مات فى السنة الثامنة من مولد الرسول عليه الصلاة والسلام. حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج الطائي القحطاني، أب وعدي.‏ شاعر جاهلي، فارس جواد يضرب المثل بجوده. كان من أهل نجد، وزار الشام فتزوج من ‏ماوية بنت حجر الغسانية، ومات في عوارض (جبل في بلاد طيء(‏.

ومن الأدباء القدماء الذين إهتموا بشعر حاتم، كما ذكر الزركلي، محمد بن عمران بن موسى، أب وعبيد الله المرزباني، الإخباري والمؤرخ والأديب. أصله من خراسان. ومولده ووفاته ببغداد. له كتب عجيبة، أتى على وصفها ابن النديم، منها (المفيد) في الشعر والشعراء ومذاهبهم، نح وخمسة آلاف ورقة، و(الازمنة) في الفصول الاربعة والغيوم والبروق وأيام العرب والعجم، نح وألفي ورقة، و(المونق) في تاريخ الشعراء، نح وثلاثة آلاف ورقة، و(معجم الشعراء - ط) القسم الثاني منه، و(الموشح - ط) و(أخبار البرامكة) نح وخمسمائة ورقة، و(شعر حاتم الطائي) وغيرها. قالوا إن هذا الأديب كان جاحظ زمانه.

وأخباره مشهورة. وهذه قصة عجيبة، روى محرز مولى أبي هريرة قال: مر نفر من عبد القيس بقبر حاتم ونزلوا عنده، فقام إليه رجل يقال له أب والخيبري فرجّ قبره برجله فقال أحدهم: ويلك ما تصنع إن تعرض لرجل قد مات ؟ قال: إن طيئاً تزعم أنه ما نزل به أحد إلا قراه، ثم جنهم الليل عند القبر فناموا، فقام أب والخيبري فزعاً وه ويقول: واراحلتاه، فقالوا له: ما لك ؟ قال: أتاني حاتم في النوم وعقر ناقتي بالسيف وأنا أنظر إليه وأنشدني شعراً حفظته وه وهذا:

أبا الخيـبري وأنت امرؤ
ظـــلوم العشيرة شتامها
 
أتيت بصحبك تبغي القرى
لدى حفرة قد صدت هامها
 
أتبغي لي الذم عند المبيت
وحولك طيء وأنعـــامها
 
فإنا لنشبع أضيـــافنا
وتأتي المطيّ فنعـــتامها

قال: فلما قاموا فإذا ناقة الرجل تكوس معقورة ونحروها، وباتوا يأكلون، فقالوا: قرانا حاتم حياً وقرانا قبره ميتاً.

يوجد الكثير المقول والمكتوب حوله، وحول كرمه، وضيافته، والشيء المؤكد أن الرجل كان كثير السخاء تفتخر مدينة حائل به. بالإضافة لعدد من الأبطال والشعراء البارزين، ومنهم زيد الخير الطائي (الذي كان اسمه زيد الخيل وغيَّره الرسول صلى الله عليه وسلم الى زيد الخير)، وحيان بن عليق، ورويشد بن كثير، وقيس بن جروة، والطرماح بن عدي. وأشهرهم جميعًا الشاعر الفارس الراوية حاتم الطائي.

وكتب الأدباء المعاصرون أن لكل حضارة أبطالها الشعبيون الذين حوِّرت قصصهم لتصبح ذات أبعاد وظلال أسطورية. مثل كالهون الإيرلندي وأرسط واليوناني وديفي كروكيت الأمريكي، ومثل حاتم الذى انتقلت قصصه عبر الأجيال لتصبح قصصًا محبوبةً خاصة فى العالم العربي، وإفريقيا، والهند، وإندونيسيا. وتتركز تلك القصص على كرمه الأسطوري.

المستكشف الجغرافي والمترجم الإنجليزي ريتشارد بيرتون،1821- 1890 والذى كتب ثلاثة وأربعين مجلدا فى الإستكشاف وثلاثين مجلدا فى المترجمات، وصف شخصية حاتم الطائي بالكرم حتى بعد موته. فحاتم تجسيد للكرم البدوي الأصيل.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى