الأربعاء ٢٢ حزيران (يونيو) ٢٠١٦
بقلم سماح خليفة

حالة تمرّد

تلك الطفلة التي تسكنني لا تهدأ أبدا... ما الذي بدّل رسم ملامحها؟... أذكرها جيدا... بسيطة بريئة إلى أبعد الحدود... تبكي بصمت... تضحك بصمت... تتشاقى بصمت... تسافر أيضا في ذاكرة الجسد بصمت... دون أن تأرق أحلامي الغافية في أحضان العمر المركون في زاوية الزمن البعيد... لم تكن تجرؤ على وخز خاصرة الحنين في تضاريس جسدي المنهك... لم تتركني أنزف يوما على أعتاب قصة واهية... كانت رفيقتي المتمسكة بأذيالي الهاربة...تراقب بعينين أسيرتين ودفقات قلب منكسر كل صولاتي وجولاتي...لم تجرؤ على مشاركتي الحدث يوما...كانت للحظة ليست بالبعيدة ستشيّع ذلك النور المتسربل من تلك النافذة المشرعة على حديقة أفكاري...فجأة ودون سابق إنذار تُعلن طفلتي حالة من التمرد والعصيان غير المسبوقين...تقتحم خصوصيتي...تفتح ذلك الصندوق الأسود...وتفرغ مقتنياتي خارج أسوار الذاكرة غير آسفة على نفائسها باهظة الثمن... تبعثر أشيائي البائسة في أرجاء مملكتي الواهية...تعتلي سرير الأمنيات لتقفز بجنون الحالمين وتضحك بصدى صوت يهز جدران السجن اللئيم...وتغنّي على ألحان القيد العتيق... غير آبهة بقرار تصدره محكمة الفاشلين... فتُمسك بيدي وتعتلي جناح الفرح لتحلق في سماء المنتصرين.......تلك هي طفلتي التي أصبحت تسكنني


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى