
معلقة ثانية.. على جدران العروبة تحت ظلال حصار غزة

حكاية هدى والذئب الإسرائيلي
يا أيها الأطفال!في عالمِ العروبةِ الغافي على الضلالفي عالمٍ محنطِ الرجالقد جئتكم من وطنِ الجراحأوغلَ في دمائه السفاحوصال في أوصالِه.. وجاليا أيها الأطفال!قد جئتكم.. أحكي لكم حكايةليست منَ الخيالحكايةً.. حروفُها تسبحُ في الدماءِ..فالدماء قد كان نزيف جرحها..حبر حكايانا.. ولا يزالوالمطر المدرار.. يروي عطش السهول والجباليصحو ترابها على الدماءتغفو سماؤها على الدماءوالحال ذات الحال في الجنوب والشماليا أيها الأطفال!قد جئتكم.. أحكي لكم حكاية..تعلم الأجيال.. كيف تصنع الشهادة الأبطالوكيف يصبح الفداء غاية..وراية.. تحملها الأجيال للأجيال فالأجيالوآية.. يقرأها الأبرار في الأسحار والآصاليا أيها الأطفال!فلتعذروني إن أكن أسهبت.. والحديث طالفإنما خلاصة الحكاية..تكون في النهايةهدى صبية فلسطينيةومثلها الآلاف والآلاف والآلافيمسون.. يصبحون..تحت رحمة الجلاد والسيافكانت هدى.. تلهو مع الأطفالتبني لها بيتا من الرمالتسأل موج البحر : هل يأتي نهار..لا يعود فيه محتل ولا احتلالوكل طفل في بلادي..كل يوم.. يسأل السؤالوفجأة.. داهمها الذئب من البحر..من البر.. من الجو..فلون المدى بالموت والخرابفي لحظة لم يُبق من أحبابها..أيا من الأحبابلم يبقِ من هدى سوى..ملحمة تجترُّ في آهاتِها..الأشجان والأحزان والعذابوهذه شريعة الذئابشريعة الأدغاليا أيها الأطفال!تصوروا.. تصورواأن العروبة التي بوعدها.. قد بشروارجالها من وعدهم.. تحررواتغيروا.. تحجروا..ناموا على هوانهم..ما عادت القدس.. ولا الأقصى..ولا الصخرة من أوطانهم..لم يعد الدم الفلسطيني في حسبانهمعيونهم.. لا تذرف الدموعقلوبهم.. لا تعرف الخشوعلا يذكرون الله.. في ضلالهمإستمرأوا لغيره الركوعيا أيها الأطفال!ما كنت يوما أدعيولا ذرفت في مهب الريح غالي ادمعيلكنها الحقيقة..إن فلسطين يتيمة.. فلا أم.. ولا أب..ولا شقيق واحد لها.. ولا شقيقةيا أيها الأطفال!آباؤكم.. لا يأبهون بالدم المسالالدم في نزيفه شلالالحال في صروفها زلزالآباؤكم.. تغيرت دروبهم..تفحمت قلوبهم.. تسرطنت جيوبهمفلم يعودوا يوقدون شمعةأو يذرفون دمعةأسى على مصير شعب آمن يغتالعلى فلسطين.. على الأقصى الذي..ما عاد في حسبانهم..له يشد.. ثالث الرحاليا أيها الأطفال!عذرا لكم.. فقد تكون قصتي..ليست بذات بالفي عالم العروبة اللاهث خلف المالالقابع اليدين والرجلين في الأغلالمن شرقه لغربه.. مقطع الأوصاللكنني رغم الأسى.. ناديتكم.. ناشدتكمفأنتم الوعد.. وأنتم معقد الآمال