الجمعة ١٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٠
بقلم علي جمعة الكعــــود

حوار أحادي مع الموت

أغنية الموت:‏
حين يغالبُ‏
إنسانٌ سكراتِ الموتُ‏
فعلى العالم‏
كلّ العالم‏
أنْ يتوقّفَ لحظةَ صمتْ.‏
ميتٌ ينهض من ميْتتهِ‏
قلمٌ يتلمَّظُ...‏
ميْتٌ ينهض من ميْتتهِ‏
فيشاغل أوراقاً‏
ويعكّرُ‏
صفوَ وصيّتهِ...‏
اقترفَ العيشَ‏
وماتَ‏
ليعلن عن توبتهِ.‏
 
***‏
ميْتٌ‏
يتجرَّد من كفنهْ..‏
تابوتُ‏
يعلم قصّتهُ..‏
جذعاً كان‏
بضفة نهرٍ‏
حين أتاهُ يوماً‏
يتباكى‏
من زمنهْ‏
الموت إلى آخرهِ‏
متٌّ كثيراً‏
وتقمّطتُ‏
بقايا كفني...‏
مزّقني الواقعُ...‏
أوغرَ‏
صدر التاريخ عليَّ..‏
عداءً ناصبَني‏
استنفدتُ العمر حزيناً‏
ولآخر موتٍ‏
رفضتْ‏
كلُّ توابيت العالم‏
تْحملني.‏
ـ حوار أحادي مع الموت‏
تُميتُ‏
تُميتُ‏
أجبْني..إلامَ انتهيتْ؟‏
حروفُ اسمْكَ المرعباتُ‏
شظايا‏
وراياتُكَ السودُ‏
تخفقُ في كلِّ بيتْ‏
فأولُ حرفٍ مآتمُ حزنٍ‏
وثاني حروفكَ ويلٌ‏
وثالثُ حرفٍ توابيتُ‏
يحملُها الثاكلِّونَ بصمتْ‏
ففي الحرب موتٌ‏
وفي السْلمِ موتٌ‏
وفي خُطَبِ ردَّتْتها شيوخُ الجوامعِ‏
يُذكرُ موتٌ‏
وفي كلِّ يومٍ‏
وفي كلِّ شهرٍ‏
وفي كلِّ فصلٍ‏
وفي كلِّ عامٍ‏
وحتّى كتابُ السعادةِ‏
بين سطورهِ‏
مختبئٌ ظلُّ موتْ‏
تُميتُ‏
تُميتُ‏
ومامن سميعٍ ومامن بصيرٍ‏
ومامن معارضَ‏
يُطلقُ صوتاً‏
ولو أيَّ صوتْ‏
فيا موتُ‏
ماذا سأفعلُ‏
والمفرداتُ تموتُ أمامكَ‏
قاتلةً‏
كلِّ ماقد كتبتْ؟‏
تظلُّ‏
تُميتُ‏
تُميتُ.. تُميتُ‏
فمن سيميتُكَ أنتْ؟

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى