السبت ٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٢
بقلم مصطفى معروفي

حِبرٌ قربَ النايِ

شرِب الكأس الأولى
ودنا من محبرة
أخذ الدفتر
ودحا ما بين ثناياه
كلمات عاطرةً
تشبه حُبّا في مرحلة النضجِ
صباحَ الأحد الماضي
والأفْق بدا مؤتلقاً
والشمس وراء المنزل تحرسُ
خمس إوزّاتٍ
كان يغامر بالدولابِ
ويمرح صحبةَ نافذة الورد
ليحني دائرةً
ويقيس الأسماء بأكياس الحنطةِ
زوجته كانت أذكى
تاخذ حجر الليل بكفٍّ واحدةٍ
وبه ترمي البستان الصاعدَ
ناحيةَ السفحِ
كي تقضي أرَباً كان على يدها
مملوءاً بمتاهٍ ثَمِلٍ
ثم إذا فرحتْ
تسكب فوق الشرفة قوقعةً
أو تشرب ظلا ينزل من رفرفةٍ عاليةٍ
تحت جدارٍ مقتدرٍ...
حِبرٌ قربَ النايِ
يرى عصفورأ في قفصٍ يخضرُّ
ويسْكتُ
يرى النايُ الكرسيَّ يَحَارُ
فيغبط نافذةً لا يلتفتُ الصمتُ إليها
ذاك الحبْرُ يدوِّن تاريخ الحربِ
وذاك النايُ يحاول أن يصبح أحْرى بمكانته
ليس كما في السابقِ...
من قال بأن النخل له نسبٌ أزرقُ
ويحبُّ سُباتا مندلقا من زمن أزرقَ؟

مسك الختام:
يلقــاكَ بوجْـــهِ أبــي بكْرٍ
محتفـــــيأ يطفحُ بالبِشْرِ
وأبو لهبٍ هــوَ في غيبِك
يَبْرَعُ لعظامِك في الكَسْرِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى