الثلاثاء ١٦ نيسان (أبريل) ٢٠١٣
بقلم
دعني أغنّي
دعني أغنّي... طوالَ العمرِ أغنيةً | فالدّهرُ كالسّيفِ... لا يُبقي على أحَدِ |
دعني أغنّي... فلي في القدسِ مئذنةٌ | تعانقُ الشّمعَ في ترتيلةِ الأحَدِ |
ولي صديقٌ يُداويني بأغنيةٍ | ويرفعُ النّفسَ عن إسمي ومعتَقَدي |
ولي هنا حَبَقٌ... يصحو على أملٍ | ويزرعُ الحبَّ بينَ القلبِ والخَلَدِ |
وذكرياتي غيومٌ... حينَ تُمطرُني | تبني العصافيرُ أعشاشًا على جسدي |
دعني أغنّي... أنا في موطني وترٌ | قد خمّرَ اللّحنَ من يافا إلى صَفَدِ |
طعمُ الحياةِ... هنا في القدسِ مختلفٌ | مثلُ الكتابةِ فوقَ الرّملِ بالزَّبَدِ |
أسيرُ في السّوقِ كي ينسلَّ من لغتي | خيطُ الكلامِ... فأكوي قلبَ مضطَهِدي |
حجارةُ السّورِ تُغويني فألمسُها | فهل نظرتَ إلى التّاريخِ فوقَ يدي؟! |
وفي الأزقّةِ موسيقا تسائلُني | عن ساكنِ الحيِّ من حيٍّ ومُفتَقَدِ |
أهوى بلادي وإن كانت مقيَّدةً | لا يُسجَنُ الحبُّ بالأغلالِ والزّرَدِ |
ويعزفُ القلبُ أشواقي بريشتِهِ | وتأكلُ النايُ بوحَ الحبِّ من كبدي |
هنا ولدتُ... هنا أطلقتُ زقزقتي | هنا رفيقي... هنا جدّي... هنا ولدي |
هنا أغنّي... وفي كفَّيَّ نرجسةٌ | واللهُ يعلمُ كم أهواكَ يا بلدي... |