الخميس ٣٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٠
بقلم
دَمْعُ الفراشة
يستطيع الكاهن أن يُطالع التفاصيل الصغيرة، إنها سرُّ قوته والحاجة إليه وهي أيضا سبب تعاسته و عذاب روحه وذوبان جسده. هاهو الكاهن قد نَظر إلى ما لا يُرى، أبصر ما لا يُشاهد. وقعت عيناهُ على دمعة فراشة على جدار، نسي أنه في قُدّاس وأن القوم ينتظرون منه كلام كل يوم، ينتظرون التراتيل المألوفة. لكنه وقع في شِراكِ دمعة الفراشة فأنطقته بما فيه.
دمعُ الفراشة على الجداروفي عِطر الياسمينصورةُ امرأةٍ تلبسُ الحبو الشعرتلبس ثوبا من الأرجوانوعقدا من المحارْ،و أنا الكاهن الذي يصنع تعويذة الخلاصأنا الكاهن الذي يعرف أسماء الأجداد والرَمَادويعرف مسالك النجومو منازل الأقمارو أخبار الليلوتركيبة الافتتانو شرابَ الموت.دمع الفراشة على الحيطانأنا الكاهن الذي يغتسل بالمدادو بالنبيذ القديمْأنا الكاهن وهذه صلاتي ترفع قرابينكمفوق الخطاياوعلى كفي من الحِناء مدائنٌ وطلاسمٌو هذا حزني في قلبي يقتلكملو أفتح نافذتي.دمع الفراشة على الحائط القديمْكل الحروف تَلَوَّنتْ بحُزنهافهل نعود إلى حيث الياسمينُينطقُ بأسمائنا كلَّ مساءْ؟يا شهوة الليلهل نعود إلى ممالك النرجس؟يا شهوة الليلهل نعود؟.