ذاكرة الأرض والحب
في شقة تطل على برج إيفل بباريس، عاش محمود درويش في منفاه الجديد، وكان يقول: "باريس مدينة مثالية للكتاب"، لذلك عاش في رحاب مدينة الحلم كما وصفها الأزهري رفاعة الطهطاوي في" تَخْلِيصُ الإِبْرِيزِ فىِ تَلْخِيصِ بَارِيز"، كان محمود درويش مثل طائر يشعر بسعادة كبرى تحت المطر بتعبير الصحافية اللبنانية إيفانا مارشاليان. حبه للقهوة كان يشبه حبه لوطنه، وكان يتمنى ان يعود إلى فلسطين في غضون اعوام قليلة، لكن المرض حرمه من حلمه على نحو تراجيدي.
جسد محمود درويش رؤية فلسفية عميقة للحوار الشعري مع الموت، وكان يدرك ان جسده في خطر لذلك كتب قائلا:"إذا كنت سأموت ، سأخجل من جعل أمي تبكي". و الموت لدى محمود درويش هو النفي القسري، وجرح اختفاء الوطن، وكان يصف الأمل بالمرض العضال، مادام الاحتلال الإسرائيلي بتعبير درويش هو "إعلان حرب دائم على أجسادنا وأحلامنا وبيوتنا وأشجارنا" (ينظر: Le Monde, Mahmoud Darwich, Mouna Naïm11 août 2008)
ولم يكن المنفى مجرد استعارة بلاغية في تجربة محمود درويش الشعرية، ولكنه جرح انطلوجي، وحزن لاينمحي، المنفى هو " جرح عضال؛ وحياة مشوهة" تبعا المنظور صاحب" النظرية الجمالية" ثيودور آدورنو، لذلك ورغم تغيير الأمكنة لم يتحرر درويش من المنفى، وظل الألم يلازم تفكيره وجسده. وبموجب ذلك كان درويش ضيفا على العالم، لم يكن مقيما في مسكن دائم، بل كان رحالة، وكأنه كان ينصت إلى فردريك نيتشه في قوله: "انتهى وقت الإقامة في المنزل".
محمود درويش شاعر استثنائي، عرف كيف يضع نفسه في مفترق الطرق، ليصوغ لنفسه تجربة شعرية متفردة في منجزها، ومرجعياتها الفكرية والاجتماعية، والجمالية، عَبَّر عن المنفى خارج الصدى، ورسم بكلماته، وأنساقه المجازية الوطن الذي كان يحلم به، هوية غير مكتملة، ولا يمكن اختزالها. ورغم سطوة الاغتراب، استطاع محمود درويش أن يمنح لتجربته مساحات جديدة في متخيله الشعري، ليتحول الألم بفعل هذا التأويل الشعري للتاريخ وللذاكرة، والصراع المرير، إلى فرح وحب لا ينتهي.
محمود درويش أثر لا ينمحي، فقط لأنه آمن بقدرة الإنسان ان "يصير ما يريد" حمل في قلبه تراب الأرض، وحب الأم العظيمة، وولع ريتا، حمل غصن الزيتون ومضى نحو الأبدية ينشد "وليس لنا في الحنين يد.. وفي البعد كان لنا ألف يد.. سلام عليك، إفتقدتك جدًا.. وعليّ السلام فيما إفتقد."
مشاركة منتدى
25 آب (أغسطس) 2021, 10:14, بقلم أبو القاسم
لا ينقضي عجبي من احتفاء الناس بهذا الشاعر السبّاب لرب الأرباب سبحانه وتعالى ..وفي شعره -إن صح تسميته شعرا - استهزاء بالدين وبمقام انبوة ..
إنه ملحد ، ولو أنه نال من آبائكم أو ذويكم لما طاوعتكم أنفسكم لتمجيده
ولكن صدق الله تعالى "وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه"
وحتى وطنيته مزعومة ،، فقد كان عضوا في الحزب الشيوعي "الإسرائيلي "
وهو القائل :لن أسافر ..لن اسافر..لن أسافر
ومات في باريس !
فلا دين ولا مروءة ولا أمانة ..
اتقوا الله في أقلامكم وفي الناس
فلا تكتبْ بكفّك غير شيءٍ..... يسرّك في القيامةِ أن تراهُ