الأربعاء ١١ أيار (مايو) ٢٠١١
بقلم شادية عواد

رؤيا

فتاة خطى طيفها يمشي ببراءة الطفل الصغير ووشوشات فراشات الربيع تختال في كون ملئ في الخرائب، وسارت في طريق تجهله بعفوية والهام، فأشرقت بوسامة وجهها بجبين ووجنتين كالبدر في كبد السماء وعينان كبريق قطرات المطر عند سقوط أشعة الشمس على أوراق الشجر، وبأقدام تنبت أزهار الخريف متابعة خطواتها كالحمل الوديع في كون يملئه الضجيج وكزهرة تتمايل وسط الأعاصير.

فها قلبها غمره الحب في زمن تملكت قلبه غابات سكنت فيها الأسود والوحوش لتنشب مخالبها من صفوة القلوب لتتخذ من البراءة فريسة لها ومن الحب استغلال لشهواتها، وسارت على رماد الأمل حتى بلغت قلب شاب متأمله أن تجد مكان في قلبه وتجلس به، فذهبت في حجراته الأربعة باحثة عن كرسي تجلس عليه، فوجدتهن مليئات بكراسي فتيات وصيفات قلبه، فنظرن إليها ضاحكات مخاطباتها قائلات: اخرجي يا عزيزتي ألا ترين المكان مكتظ بنا؟ فعادت إلى الوراء والكرى بعينيها، وجلست خلفهن تندب غصات قلبها العذري.

ولكن في ترفه عين قد جاء تلك الشاب وقال لها: آتيني بيدك وانهضي وانظري ليس بعيون مرتعشة بل بعيون يغمرها الفرح والدهشة إلى تلك الكرسي القرمزي والرجلين العاجيين واليدين الذهبيتين والمسند الأرجواني والتاج اللؤلؤِِ واجلسي عليه فهو لك وانظري إلى تلك الفتيات فهن خادماتك قائلاً لها: استميلي على أنغام قلبي واشربي من كؤوس حبي، فأنت وحدك ملكة عرش قلبيي .عندئذ تصاعدت أصوات الفتيات تزلزل المكان وألقين بكراسيهن على عرش الفتاة، فحجبت الرؤية وعادت الفتاة إلى تلك الغابات
الممتلئة بالأسود والوحوش وبزغ الفجر وفاها يتراقص عما قال لها تلك الشاب: استميلي على أنغام قلبي واشربي من كؤوس حبي، فأنت وحدك ملكة عرش قلبي. 


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى