رسالة إلى آذار
في زاوية الغياب تقطن
تنتظر ساعي الشوق
ليدق بابك
ويسلمك
قصيدة
من شخص
لم تره من قبل
وربما لن تراه
بأنامل الحرب المحناة دماً
تعبث بأحلامك
تلملم ضفافك عن أمواجها
تحمل نبض قلبك بين أذرعك المنكسرة
ومن حدود ضيعتك تهرب
في المساء تغتال العتمة
بمنارة الحلم المتأبط روحك
شواطئك تتمسك بصراخ مالح
حين يمر طيف الوالدة الحنون
على مخيلتك
والأخوة
من سيمشط أحلامهم قبل النوم
من سيمرر قطيع أغنياته
على أرض أرواحهم المنصتة
يا صديقي
هذه الحرب لها
ألف رأس
لا كأس فيها لخمر الجنان
للدم شُيدت أشكالها..
لا مكان للخبز
فالسنابل أعلنت العصيان
للمنجل
للفلاح
والوطن يا صديقي
أصبح من مساكن الرماد
عيناك تطلب مني
أن أرفع
يديّ إلى الرب
وأركع له
لتكون مسيحك
مخلص الحبّ فيك
من أنياب هواءٍ خرِبْ
فأنت لم تجد اتجاه السماء
من سطوة البارود والهذيان
من سيحمي روحك
وظلك المشاكس
الذي مازال يرغب بالحلم
ما الذي سيغري جبلك
وحجرته فتتها الرمل
وبأي وجعٍ
وملحٍ
ستزورك الرايات
أجب حزني