الأربعاء ٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
بقلم
رسالة إلى امرئ ألقيس
أمازلتَ تبكي واقفاً عند أطلالِكْ..وملتويا ًتخشى خريطةَ ترحالِكْ..أمازالَ سرداباً خيالُك غامضادُجى الوهمِ يكسو كلّ حرفٍ بمنوالِكْ..تغيّر (قاموسُ المحيط) فلم نعدْنذوقُ الأغاني من تلاوةِ موّالِكْ..لبسنا ثيابَ الشمسِ في كلِّ كِلْمةٍفضاقَ فضاءُ الليلِ في طقسِ أقوالِكْ..لنا في الهوى أرجوحةٌ وحدائقٌوأنتَ تُخيفُ الزهرَ في ضِرسِ زلزالِكْ..مضى عصرُك المجهولُ من دون رجعةٍوغطّى قميصُ البوحِ أسرارَ سروالِكْ..مضى شعرُك الباغي فكانَ ضلالةًيباعُ رخيصا مثلَ رقْصةِ خلخالِِكْ..فمن قالَ للأشعار إنّك روحُهاوإنّك سلطانٌ على رأسِ أجيالِكْ..إذا كنتَ موجودا تكلّمْ وهاتِِناولو (رنّة) تحكي خصائصَ (نقّالِكْ)..قصائدُك العصماءُ شاخَ لهيبُهاوشاختْ حروفُ الجرِّ في جَرْس صلصالِكْ..(كجلمود صخرٍ) كان شعرُكَ جامداومازالَ ليلا باردا فوق أوصالِكْ..فطرتَ ببيتٍ، يا أمرأ القيسِ، جاهلٍوشعرُك دوما هلَّ من غير شوّالِكْ..لماذا ركبْتَ العمقَ في كلِّ رحلةٍوخلّفت أمواجَ الخفايا لأطفالِكْ..كتابُك عنوانٌ لوجهٍ مُظلَّلٍوسُكنى الزوايا ذكرياتٌ لأمثالِكْ..وعنكَ لسانُ الشعر يكتبُ شعرَهبأنّك لم تمنحْ زكاتَك من مالِكْ..ظننتَ كثيرا أنّ عشبَك باسقٌوكنت تريدُ الشمسَ عبدا لإجلالِكْ..غرورُك مسمومٌ سقاك عباءةًوصارَ كوجهِ السحرِ وهماً لإشعالِكْ..شربتَ نبيذَ العشقِ من كأسِ ماجنٍفصارتْ نساءُ الحيِّ قمحا بغربالِكْ..لقد غابَ من عينيكَ وجهُ (عُنيزةٍ)ليشرقَ حبُّ الذاتِ في روحِ شلاّلِكْ..* * *نسيتُك حقّا.. ما تكونُ ؟ أشاعرٌ ؟فلستَ بربِّ الشعرِ.. أخرجْهُ من بالِكْ..وإنسَ سنينَ القحْطِ.. فالشعرُ ماطرٌأنا لن أُجاري ما أريدُ بمكيالِكْ..