الخميس ٢٤ حزيران (يونيو) ٢٠١٠
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

ضرب به المثل

من الشخصيات الطائرة الشهرة والمحببة إلى كل قلب والقريبة من كل فكر "أشعب" الذى اشتهر بالطمع لدرجة تجاوزت الحد ومن ثم ضرب به المثل فى الطمع فقيل: "أطمع من أشعب"

أشعب بن جُبير أسمة "شُعيب" وكنيته "أبو العلاء" عاش عمراً طويلاً وقيل أنه أدرك زمن عثمان بن عفان رضى الله عنه وسكن المدينة في أيامه وتوفى فى سنة 154 هجرية .. وقيل أنه خال الأصمعي الشاعر المعروف.

أشعب كان يتمتع بالذكاء وسرعة البديهة وكانت فكاهاته ونوادره تدور فى المجالس وكانت حياته صورة للمجتمع الذى يعيش فيه.

من مواقفه الطريف نذكر أنه ذات يوم أجتمع عليه الغلمان بالمدينة المنورة وآذاه الغلمان فقال لهم: إن فى دار فلان عرسا فانطلقوا إليه فهو أنفع لكم.

انطلق الغلمان وتركوا أشعب ولما وصلوا إلى الدار لم يجدوا شيئاً فسخروا من أشعب وسخر منهم.

وذات يوم آخر جاءته جارية بدينار وقالت له: هذا الدينار وديعة عندك.. فجعله بين طياته فى الفراش.

بعد أيام حضرت الجارية وطلبت الدينار.. فقال لها: أرفعى الفراش وخذى الولد فإن الدينار قد ولد درهما ووضعته إلى جنبه.

أخذت الجارية الدرهم وتركت الدينار ثم عادت بعد أيام فوجدت معه درهماً آخر فأخذته ومضت ثم عادت بعد أيام فلما رآها بكى فقالت: مايبكيك يا اشعب؟

قال: لقد مات دينارك فى النفاس.

قالت الجارية: كيف يكون للدينار نفاس؟

قال: أتصدقين بالولادة ولا تصدقين بالنفاس؟

ومن نوادر أشعب أيضاً أنه أراد الذهاب إلى عرس فقام البواب بمنعه من الدخول فابتعد أشعب عن المكان ليبحث عن حيلة يدخل بها.

عاد أشعب وهو يحمل فردة حذائه في يده ويعلق الأخرى داخل كمه وقد أمسك بمنديل ينظف به فمه ثم اقترب من البواب وقال له:

لقد أكلت في الفوج السابق وخرجت مسرعاً فنسيت فردة حذائي بالداخل فهل يمكن أن تتفضل وتخرجه لي؟

 قال البواب: إني مشغول الآن ادخل فأخرجها بنفسك.

دخل أشعب وأكل وخرج.

من المحبّب إلى النفس ذكر طرائف أشعب ومن المحبب للتوثيق ذكر المصدر الذي أُخذت منه الطرفة حتى إذا رغب القارئ في الاستزادة وجد ما أراد.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى