الاثنين ١٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم
طعنة في الأوراق
حَراك في الكلام.شاعرٌ كالكلام يفرّ إلى مدينة قديمة...يفوح لونُ الجمال بين أصابعه،النّساء يضفرْن الأشعّة على النّوافذو يزينّ فراره من الصّخب الدّاكنإلى الغيم.إلى الكلام...هناك يُدَقّ على اللّسانكما يُدقّ على جرس نحاسيّ في المعابد.حَراكُ في عمقه...كأنّ كلبا ينبحُ خلال القلبْكأنّ صدًى ييْبس دوائر بيْضاء.طعم القهوة مؤنّثٌ هذا المساء.حَراكٌ،تمرّ أصابُعه باهتة–امرأة رحلتأخرى ترحلُتنتهي القصيدة،يمرّ إلى هذيان الشوارعويدرك عند شجرة ما وحدة ماريشا عالقا ...يمرّ من شارع إلى....سيجارة.أزرقٌ رحبٌ وسيجارة أخرى.يشبهه الدّخانُيشبه عُنق امرأة قد تولدْ.حَراك...على الشبابيك يُصلَبُ البصرتتهافتُ هاماتٌ من الرّيححكاياتٌ صغيرةٌ تمرّ سريعاماذا لو يحاول اتجاها فارغاتتعفّنُ الغمامات فوق الرّصيف"مريمُ" تموء خلسةيدهُ تُدقّ على الألفأخرى على الياءْهذا الكرسيّ من عظمه.المساميرُ مغروزة في جلده الصّامت.الكرسيّ للحائرين أمام قمرلم يعد لسماء الزّرع.تموء "مريمُه" الشّخصيّةوكلّ الألوانبيته الشّعريّمربّعاته المحاصرة برائحة قهوة الجند الصّاخبينْ.يشخص وجهه في الساعة العاطلة...قد يجدُ حكاية للشّفة الواقفَة.تُذبح سبّابتُه في الاتجاه الأماميّ"يخشخش" القصب في مكوّنات السّؤالو تُحمل المدينةُ في عجلات القطارات.و على سطح الورق مسيح هذا اللّيلو لا تولد "إلوا"*دمعة له ودمعة للحائرينمن أجل القصائدوالأقمار القادمَة.ناك من يسْترق اللّمس للضّوءهناك من يفسّر عتمة قلْبهكما يُفسّر الحلمُ.هناك من يصعدُ حثيثافي متجمّد الحروفهناك من يتدلّى كالضمائر الغائبةو يستعيدُ فمًا مقشّرا من أكداس التسمية.من أبوابها المكتومةيغادرها غير مُتأكّد من ذكرى واحدةغير أن الآجر يظلّ ملتهباوعيون الصبايا تظلّ غامضةويظلّ عالقا في لون الورود.يظلّ الملمحُ هادئاطعم الملح يظلّ برّيّا في جلّ الشّبابيكوالشّريان يظلّ يحترقُ في ملمس المنهزم وجوديّا.هناك من يسترق اللّمسلوجه الجمع في وجهههناك من يصعدفي المتجمّد الشماليّ من القلب.هناك من يتدلّى ضميرافاته عصر الصّرف الذّهبيّ.قابعا في الظّل لا عصفور لهدوئه،يقْفز من نبضة إلى حجرويوارَى ...كالمطعون في أوراقه.أطال المشْيَولم يفهمْ شيئا في الوجه.البناية القديمة على الجبين،المسْمار المغروز ناحية الحليب في الذّاكرَة.أكنتَ ما على المرآةفي المرآة أمامي؟أم ما علق على النّافذةناحية الهزيمَة؟أطال المشيَلم يفهمْ ما يجولُ في وجع رائحة تأتيمن ورقة تتهاوى شمال الظلّأما الجنوبفدائما بلا إيقاعدائما يحرسُ صنما طعن في الألْوان.أطال المشيَمن الطاولة الهرمةإلى وجه في هامش العابرين.من " الحزين"...إلى...."لم يفهم العابرين".يغادرهالن يذْكرَ بلّور امرأة واحدة،يغادرها...يرجع المزلاج على مجاز المدُنلن يذكر سوى بلّور امرأة وحيدة...تضجّ القصيدة حتّى الرّكبتين.هناك من لم يفْهمهناك من هم استجمعوا سؤالالمجابهة ناقوس يُقرع فجأة.إلهنا المطرود من الدّوائرومن غيمات الدّار،كيف نعطيه الظلال المثقوبة لخياطتهاوالحكايات الصّغيرة؟مكدّسا بالحانة لا يفهمُ ،يخلطُ بين الابتسامة والكأس.لا يعرف أ لكيْ يذكرَها يقبّل الكأسأم يكسرها تلك اليد الحزينة؟مكدّسا بالحانة...كأنّ المدينةَ تترك الشّوارع.كأنّ المارّين شوارعُ تترك المدينة.كأن رأسه المنسية على النافذةطيْر يائسمن سنبلة في الهواء.لا يزال ينتظر موعدا قديمالا زال يكنس الرّوح من يمامات مُرّةمن فراشات الظلمة الموحشةْلا زال فرس يركض فوق الطّاولةلا زاليحاولإنهاءالّليل.[1]