الأحد ٩ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم
مقبرةُ الرّومَانِ
على حافة الوادي مقبرة رومانية قديمةيمرّ الأحياء ملامسين الجماجم في صخب.يمرّ أحياء من تلك المقبرة.وينبت صبار في تلك المقبرة.وهناك وردة تثقب نصف جمجمة وتتمايل.الرّومان ينامون خارج قبورهموبلا جرارهم المزيّنة.تطل محاجرهم مظلّلة من عمى التربة البيضاء.قبور الرومان الحجرية وجرارهممليئة بالماء في بيوت الأحياء المارّين في صخب.الرّومان ينامونرغم طفلة صغيرة تحاول إعادة نقوشهمعلى الجرار ذات الألوان الفاترة.محاجر الرومان مليئة بالظلّ.وجماجمهم لعب أليفة وملساءلأطفال يتراكضون في المقبرةالمقبرة التي على حافّة الوادي.بالوادي تتعالى أصوات الصّباياالصّبايا المليئات الصدور.المملوءات بالأناشيد.هن يتلاصقن على حافة البئر الرومانيّ القديم.على الحافة تُحفر قصص الصّيادين الرومانيين الجياع.لا زالوا يطلقون سهاما متوترة على غزالة انمحى جلّهاولا زال ريقهم سائلايبلل أعلى البئر الدّائريّ القديم.الصّبايا رثات الثياب والأصواتساخنات الأيادييتلامسن ويتغامزنيتركن ماء البئر الرومانيّ القديم يبلّل أنصافهم السفلىالصّباياسيحملن ذاك الماء لملء الأحواض أمام الدّورالأحواض المستطيلة التي هي قبور الرّومان الحجريّةالرّومان شعب أنصاف الجماجم المطلّة في عمى التّربة البيضاءهناك ورود تثقب الجماجم وتتمايلبينما يمرّ الأحياء صاخبين فوق الورود والجماجم.الطفلة أتمّت ترتيب النقوش على الجرار في ركن البيت.رسمت الغزالة الرمادية والصيادين الجياعوالسّهام المتوتّرةذوي الرّيق المُختلط بالماءفي بيوت الأحياء.يتعالى صدى ضحكات الصّبايا الساخنات الأياديالفائرات.يقهقهن على مرأى الظلّ المعبّئ لمحاجر أنصاف الجماجم.الجماجم لعب الأطفال المتراكضين في المقبرة الرومانية القديمةالتي على حافة الوادي.الطفلة الصّغيرة تعانق الجراروتتأمل جدّتها المنتظرة لشيء مايأتي من الباب.