الثلاثاء ١ تموز (يوليو) ٢٠٠٨
بقلم
الجرار
للجرار الفارغة رنين الوعد بالماء.لها عنق المنتظر لمكوّنات غد مرتو.أنصتي للريح تغني من فوهتهاوتلعب في وحشيّة حول عنقها.أنصتي للغد المنشد في بطنهاتلك الجرار التي على ظهور النساء المتتالياتهنّ يتبعن خيطا رقيقا نحو النبع.هنّ متمايلات في المنحدروعليهن الجرار توقّع مشية العطشى.العين عروس موشاة بالكروم.السقاء السقاء.ماء وحكاياتهنّ.رنين القلائد النحاسيّة.حفيف الأخراص المتحركة كساعة شهيّة.الابتلال الابتلال.يقطر ماء من كلّ جهةبينما تجمّع الأعين نورا واضحا يبرق في ماء العين.أعين النساء.أعين البهائم.عيون الماء.الجرار أجساد عارية منصرفة لشهوتها.الجرار المندسّة بين أفخاذ النساء المتحركات مائيّا.والنساء الناعسات على صفحة الماء,النساء جرار ذوات روح.الجرار نساء لم ينفخ أحد فيهنّ.النساء يغترفن الماء والنّور.يملئن الجرار السّاكنة.انظري للأيادي تعلو وتهبطالأخراص تذهب وتجيءالصور المنعكسة تختفي وتظهر...أعين البهائم تحوم حول الكروم.هناك فتاة تحترق بنار النضوج وحمرة الوجنتين.تلك الفتاة التي تطيل الشرود في فوهة النبع البنّية.أنصتي للماء الذاهب في بطن الفخار.الماء المبلل للأفخاذالمحمّر للوجنتين الشاردتين.أنصتي للصرصار البعيد المعدّ لأغنيته اليوميّة.أنصتي لصباح جوع البهائم.عودي للجرار التي امتلأتللنساء التي ابتلت.للفتاة التي نضجت.كلّ ذلك صمت الآن.الجرار على ظهورهن متتاليات يتسلقنفي اتجاه الارتواء.