الثلاثاء ١ حزيران (يونيو) ٢٠٠٤
بقلم إباء اسماعيل

عصفوران في مهبِّ الغربة

شعر: ماجد أبو غوش(شاعر فلسطيني/ رام الله) ـ إباء اسماعيل( شاعرة سورية تقيم في أمريكا)

أدخل الآن ، في جسد الغيم
أرعى قطيع الصهيلْ
وأغاني عادت إليّ صدىً ،
و بقلبي الوجعْ
و بروحي هديلٌ
و حمْلي ثقيل!..

نفسي تقول
لنفسي
جناحي صغيرين
والصياد منذ زمن
متربص بي
وإصبعه على الزناد
والأرض تهرب
من تحت قدمي
وأنا كما ترين

في كلتا الحالتين
قتيل!

صباحكِ مسائي
ونحن
شاعر وشاعرة
يتبادلان الورد والقصائد
والتحايا
على طرفي الكرة
وقمري وجهك
وشمسك ظلي
وأنا بانتظار أن تفتحي ستائرك المغلقة
ومثل وردة فل
على عيني
تطلين!

كأني أحدث نفسي
في الحلم وفي الجنون
كأنك مرآتي
وصدى صوتي
كأنك نفسي! ..

أنثر
عن قصد
في دربك النجمات
وأعلق قصائدك
على شجر أبيض

أطلق مع الريح
قمصاني
وقصائدي
وأفتح للنار
مداخل روحي ..
فناجيني بيض
وقهوتي مرة
ومثل عواء الذئب
غنائي
جارح وحزين!

أضيء يديك
كأني نجمة صبح غريبة
أضيء يديك
كأني في الشعر
نور بهي
يطير إلى أرض
أمي الحبيبة! ..

وأحمل بكفي
شوقي وحزني
وأنثر في الشوارع
قصائدي متاريسَ
وأرسم على الجدران
بالدم وماء الورد
شموسا صغيرة!

هل يمكنني أن أطير

في هذه اللحظة

إلى الضفة الأخرى من الكون

... وأستفيض ناراً،

تخسف شرارة الموت؟

هل لي أن أجيئكم ..

ملاكا من نورٍ؟

هل تستقبلوني

كي أبللَ جناحيَّ بالخِضابْ

وأحلِّق فيكم؟! ..

آتية أنا

حمامةً حمراء

تعرف كيف تضيء

وكيف تضع أعشاشها الغريبة

على أفق من سواد!

تعالي ملاكا

تعالي

فراشة مبللة بالفرح والنشيد

المدى ضيق

وجناحاك بحجم السماء..

تعالي أغنية الصبح،

البحر ضيق

وموجك عال

وأغانيك من عسل وورد وماء! ..

*إنها آلهة الشعر

تنقش نبضها

في روحين من عذاب،

على أفق مضيء،

يبحث عن براعم طفولته

في حنايا الترابِ و الدمِ

على نجمة،

شرخت حجباً ضبابيّة

لترفرف كالندى فينا

يجيء مهدهدا كأغنية

تموج وترسم الأفق ألقا

وحضورا في الغياب!

... وأنت يا صديقة ،

جناحاك من الورد والهمس

وسماؤك

فَراش ونبيذ حلو ونحل

فإلى أين يمضي

من كان مثلي

مطوقا بالبنادق والخنادق

أين أمضي

وكل أسلحتي

أغنية وقمر وورد! ..

ربيع من الحلم،

سيعرِّش بنفسجَهُ

في هديل أحلامنا

وارتعاشة مسافاتنا البيضاء...

ستسقط البنادق

والخنادق

والمتاريس

وسنحمل الفضاء

في قمرين ينسجان الورد

والضوء

واللغة المرتعشة

في أفق

ينام فيه الوطن

على فِراش الغربة...

سيشتعلُ مساؤكَ

غيماً محملاً

بالندى والأغنيات

وسأحتفي بصوتي هنا

ومساؤك يعصف في صباحي

هلالاً تداخل في خيوط شمسٍ

وأشعل المدى! ..

... وافتحي لي أكمامك

أيتها الوردة

واملئي سمائي نجومًا

ونحلا

وزيدي صباحاتي

اشتعالا

صباحكِ مسائي

وجرحك جرحي

وما بيننا

فضاء ليلكي

وأغنية حزينة

وور دٌ وحبر!

شعر: ماجد أبو غوش(شاعر فلسطيني/ رام الله) ـ إباء اسماعيل( شاعرة سورية تقيم في أمريكا)

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى