تحاورني القطيفُ حوارَ غيثٍ |
فأحيا ضمنَ منطقِها العجيبِ |
وتنسخني فواصلُها فضاءً |
فينبغُ بين عالمِها الرَّحيبِ |
وتبعثني لها تاريخَ عشقٍ |
يُصلِّي عند جوهرها الخصيبِ |
وتدخلني مراياها سؤالاً |
ولنْ يحيا السؤالُ بلا مجيب |
تذوِّبُني القطيفُ فلا أراها |
سواها ذابَ مِن طيبٍ لطيبِ |
أضأتُ بها الحياةَ لكلِّ معنى |
يُرتِّلُ صولةَ البطلِ المُهيبِ |
تُسابقني فيغمرُني هواها |
مِنَ الأحضانِ والشَّغفِ المُذيبِ |
تلامسُني فينهضُ كلُّ جذرٍ |
بقُبلتِها ومبسمِها الرَّطيبِ |
وكيف تعيشُ أصدائي حيارى |
وممشاها الوصولُ إلى الحبيبِ |
قطيفُ إليكِ قد أشرعتُ قلبي |
وليسَ لهُ بصدرِكِ مِنْ مغيبِ |
ومَنْ يهواكِ لا يلقى صداهُ |
بمحورِ ذلكَ القلقِ الرَّهيبِ |
قطفتُكِ وردةً مِنْ كلِّ نبعٍ |
وما لكِ في الروائعِ مِنْ نضوب |
وكلُّكِ مِنْ هوى قيسٍ وليلى |
عناقٌ للبعيدِ وللقريبِ |
شربتُـكِ فارتوتْ كلُّ القوافي |
وإن فاضتْ نقاطي باللَّهيبِ |
وظلُّكِ لم يكنْ إلا صلاةً |
تَضيءُ مِنَ الشَّمالِ إلى الجنوبِ |
وأنتِ مِنَ النوابغِ جودُ نخلٍ |
وما هو منكَ بالبُعدِ الغريبِ |
وأنتِ مِنَ الخليجِ جمالُ دُرٍّ |
تفتَّحَ عنْ صفاتِ فتىً لبيبِ |
قطيفُ تسلسلي في كلِّ نبضٍ |
بفكرٍ ناضجٍ حرٍّ رحيبِ |
حملتكِ بين أضلاعي وقلبي |
كواكبَ ذلك الألقِ العجيبِ |
ولي منكِ الدَّواءُ لكلِّ شيءٍ |
وما لي بعد حضنِكِ مِنْ طبيبِ |