الثلاثاء ٢٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
بقلم
عودة الجهاد
لَوْ كُنْتَ يَوْماً يَا جِهَادُ تَعُـوْدُ | مَا دَنَّسَ القُدْسَ الشَّرِيْفَ يَهُوْدُ |
أَسَكَنْتَ في خُطَبِ الْمَنَابِرِ مُرْغَماً | أَمْ فِي قَصَائِـدَ مَلَّـهَا التَّرْدِيْدُ |
أَمْ كَفَّـنُوْكَ بِحُبِّ دُنْيَانَا الَّتِي | سَادَ العِـدَا فِيْهَا وَنَحْنُ عَبِـيْدُ |
أَنُزِعْتَ مِنْ كُلِّ الْبِلادِ فَلَمْ يَعُدْ | لَكَ في حَيَاةِ الْمُسْلِمِيْنَ وُجُوْدُ |
مَازَالَ جُرْحُ الْقُدْسِ يَصْرُخُ سَائِلاً | هَلْ حَلَّ في أَيْدِي الرِّجَالِ جُمُوْدُ |
يَا أُمَّـةً مَهْمَا رَمَاهَـا الْمُعْتَدِي | بِرَصَاصِـهِ فَجَوَابُـهَا التَّنْدِيْدُ |
أَيْنَ اخْتَفَى الْمُتَشَدِّقُوْنَ بِـنَخْوَةٍ | مَا عَادَ يَوْماً جَيْشُهَا الـمَفْقُوْدُ |
قُطِعَتْ أَيَادِيْهِمْ وَمَا شَعَرُوا بِهَا | أَمْ طَوَّقَـتْهَا بِالْـهَوَانِ قُـيُوْدُ |
يَا قُدْسُ كَمْ عَاماً تُهِيْبُ بِنَخْوَةٍ | مَرَّتْ عَلَيْهَا فِي القُبُـوْرِ عُهُوْدُ |
يَا قُدْسُ كَمْ عَاماً تُنَادِي أُمَّـةً | فُرْسَانُـهَا الْمُتَقَاعِسُوْنَ رُقُـوْدُ |
يَا قُدْسُ كَمْ عَاماً تُـحَذِّرُ أُمَّـةً | قَدْ خَدَّرَتْـهَا بِالسَّلامِ وُعُـوْدُ |
مَازِلْتُ أَحْلُمُ لِلْعُقُـوْلِ بِـيَقْظَةٍ | يُعْصَى عَلَى يَدِهَا الْهَوَى الْمَعْبُوْدُ |
مَازِلْتُ أَحْلُمُ أَنْ يَكُوْنَ بِأَرْضِنَا | في كُلِّ شِبْـرٍ لِلْجِهَـادِ جُنُـوْدُ |
أَتُرَاقُ فِي شَتَّى البِقَاعِ دِمَاؤُنَـا | بَغْـياً وَكُلُّ العَالَـمِيْنَ شُهُـوْدُ |
أَيَظَلُّ عِرْضُ الْمُسْلِمَاتِ مُمَـزَّقاً | عَلَناً وَنَحْنُ عَنِ الْجِهَادِ قُعُـوْدُ |
عُـدْ يَا جِهَادُ فَكُلَّ يَـوْمٍ حَمْلَةٌ | مَسْعُوْرَةٌ يُمْنَـى بِهَا التَّوْحِيْدُ |
عُـدْ يَا جِهَادُ فَإِنَّنِي فِي مَوْطِنِي | مِثْلُ الْغَرِيْبِ مُشَـرَّدٌ وَطَرِيْـدُ |
عُدْ يَا جِهَادُ فَمِنْ سِنِيْنَ طَوِيْلَةٍ | دَمُنَا الْمُرَاقُ يَقُوْلُ سَوْفَ تَعُوْدُ |
عُـدْ يَا جِهَادَ السَّابِقِيْنَ فَإِنَّنِي | مُنْذُ ارْتَحَلْتَ لَدَى الْهَوَانِ قَعِيْدُ |
عُـدْ يَا جِهَادَ الْمُخْلِصِيْنَ فَإِنَّنِي | أَقْسَمْتُ أَلا عَنْ خُطَاكَ أَحِـيْدُ |
عُـدْ يَا جِهَادَ الصَّادِقِيْنَ فَإِنَّنِي | بِالنَّصْرِ إِنْ لازَمْتَـنِي مَوْعُـوْدُ |
هَيْهَاتَ يَخْشَى الْمَوْتَ فِيْكَ مُوَحِّدٌ | بِكَ عِـزُّهُ وَخُلُوْدُهُ الْمَنْشُوْدُ |
أَخْبِرْ مَعِي هِـمَمَ الرِّجَالِ بِأَنَّنَا | بِكَ رَغْمَ حَاضِرِنَا الْمَرِيْرِ نَسُوْدُ |
وَاعْبُرْ إِلَى الأَعْيَادِ فِي تَارِيْـخِنَا | يَا يَوْمَ عَوْدَتِـهِ فَإِنَّكَ عِـيْدُ |