الأربعاء ١٠ آب (أغسطس) ٢٠١١
بقلم
عَائِشَة... وَحْيُ الْقَصِيد!
فَرَدُوا جَنَاحَ الإِفْكِ وَاغْتَالُوا النَّدَىفَتَلَوّنَتْ جُدُرُ الْقُلُـوبِ تَمَـرّدَاوَهَجُ الْعُـرُوشِ تَنَفّسَتْ جَمَرَاتُـهُكَيـداً تَسَوّرَ جَمْعَهمْ فَتَـعَبّـدَالَمَّا رَأَوا ثَبَجَ الْبُحُـورِ مُهَادِنَــاًرَقَصَ الْغَرِيقُ عَلَى السّفِينِ مُعِرْبِدَافَنَرَى مِحَشّ النّارِ يَلْهَجُ بِالْهَبــَاءِ وَيَكْتَسِي ثَوبَ التّغَنّي بِالـرّدَىتَبّتْ أَيَادِيهِمْ بِمَا جَرَحُـوا شِفَـاهَ الْوَرْدِ إِذْ نَزَعُوا مِنَ الطّهْرِ الْيَدَاهَبَطَ الْبَشِيرُ بِأَنْجُـمٍ قَدْ فُصّلَـتْفَاضَتْ بِهَا الآيَاتُ وَابْتَهَلَ الصّدَىمَنْ ذَا الّذِي رَسَمَ الْجَمَالَ مُنَغّمـاًبِفُـؤَادِهَا، تَشْدُوهُ نَجْماً فَرْقَـدَافي مَعْـرَكٍ ذَاكَ الزّبَـيرُ وَطْلَحَـةٌرَفَعَا الْغُصُونَ عَلَى الْجِبَاهِ وَأَيّـدَا [1]جَاءُوا لَها قَبْلَ اشْتِعَالِ رَمَادِهِـمهَمّتْ بِقَلْبٍ حَالِمٍ كَي تَخْمِـدَاأَلْقَتْ لَهُم شَالَ الأُمُومُةِ عَلَّهَــاتُبْقِي السّيُوفَ قُبَيلَ أَنْ تَتَجَـرّدَاجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَنْفَرُوا، فَارَتْ كَوَانِينُ الَْوَغَى، عَقَّ الْفُؤَادُ وَأَصْلَـدَاعَقَرُوا الْبَعِيرَ إِذِ النّفُـوسُ تَغَرّبتْوَهِيَ الْبَتُولُ تَقُودُ سِلْمـاً أَمْـرَدَاوَأَبُو تُرَابٍ سَيفُـهُ يَجْثـُو لَهـَاأَوصَى بِـهَا أُمّـاً رَؤُوماً تُفْتَدَىهِيَ عَائِشُ الْعِطْرُ النّمِيرُ تَضَوَّعَـتْبَينَ الشّعُوبِ لِمَا تَرُومُ مِنَ الْهُدَىوَالْبَدْرُ غَـادَرَ بُرْجَـهُ لَمَّـا رَأَىحُلْوَ الشّمَائلِ إِنْ تَحَجّبَ أَوْ شَدَاوَالْعُذْرُ حَطَّ مِنَ السّمَاءِ مُـزَلْزِلاقَالَتْ كَمَا يَعْقُوبُ صَاحَ مُـرَدّدَاصَبْرٌ جَمِيلٌ لا عَذِيرَ لِخَوضِهِـمْوَالإفْكُ يَجْرِي فَوقَ بَحْرٍ مُـزْبِدَارَحَلَتْ مِنَ الأَرْضِ الّتِي خُضْتُمْ بِهَاوَلْتَمْلؤُوا أَحْشَاءَكُمْ صَدَأَ الْمُـدَىلا يَجْرِمَنّ فُـؤَادَها شَنَـآنُ قَـومٍ قَدْ بَنَوْا لِلنّيـلِ مِنْهـا مَعْبَـدَافي كُـلِّ وَهْـنٍ يَعْبَثُـونَ بِآيَـةٍوَتَشَوّكُوا، وَلِكُلّ خَدْشٍ مُنْتـَدَىفي نَهْرِها تَمْشِي الْقَصَائِدُ تَرْتَـوِيوَدَقاً تَنَزّلَ مِنْ عَلٍ رَشَفَ النّـدَىغَرْثَى مِنَ الأَهْوَاءِ، وَالْحُزْنُ انْتَشَىفي صَدْرِهَا وَالصّمْتُ طَالَ وَأَقْعَدَاخُلُقٌ يَفِيضُ بَهَـاؤُهُ بَـينَ الْحُـرُوفِ وَسَمْتُهَا وِرْدُ الْفَقِيهِ إِنِ اجْتَدَىهِيَ أُمّـةٌ كَالنّخْـلِ في بَيْدَائِهَــاوَالْعِذْقُ فِيها لا يَرَى رِيحَ الْعِـدَىشَطْرُ الشّعِيرِ خَبِيزُهَا وَالْجُوعُ كَـانَ رَدِيفَـهَا، أَنِسَتْ بِهِ حَتّى بَـدَانَهَلَتْ مِنَ الْعِطْرِ الّذِي مَلأَ الضُّحَىشَمْساً فَمَا أَفَلَتْ وَأَضْحَتْ مَـورِدَافَضْلُ الثّريـدِ عَلى الطَّعَامِ مِثَالُهَـاتَنْسَى الْعَجِينَ إِذَا تَخَلَّـتْ للْنّـدَاتَجْرِي عَلى عَطَشِ الْجُنُودِ بِسَقْيِهَاأُحُدٌ رَأَى جُرْحاً هُنَـاكَ تَخَـدّدَا [2]بَرَكَاتُ آلِ قُحَافَـةٍ، مِنْ عِقْدِهَافَإِذَا الصّعِيـدُ لِمَنْ تَيَمّمَ مَنْشَدَارُسِمَتْ عَلى قِطَعِ الْحَرِيرِ مِنَ السّمَانَجْمَاتُهَا تِسْـعٌ تَغِيـظُ الْحُسّـدَاأَينَ الْمَبِيـتُ وَعَينُـهُ تَرْنُـو لَـهَافي بَيتِـها وإلى الرّفِيـقِ مُغَــرِّدَاوَتَكَحّلَـتْ شَفَـةُ الأَرَاكِ بِرِيقِـهَاثَغْـرُ الرّسُولِ إلى السّوَاكَ تَوَقّـدَاوَتَوَسّدَتْ أَنْفَاسُـهُ هُدْبَ النّـدَىوَاخْتَارَ مَنْ طَلَبَ اللّقَـا مُسْتَشْهِدَافَرَشَـتْ نَمَارِقَ قَبْرِهَا وَتَحَزّمَـتْلا زِينَةٌ تَخْطُـو لَهـا أَوْ عَسْجَدَاوَهَبَتْ لِمَنْ طَلَبَ الرّقَادَ بِصُحْبَـةٍمَعْ وَالِدٍ لَهَفـاً يُجَـاوِرُ أَحْـمَدَاهِيَ بَسْمَةٌ حَطَّتْ عَلَى خَدّ السّنَـاطُوبَى لِمَنْ تَرَكَ الْمِـرَاءَ مُفَـرّدَا