الخميس ١٣ أيار (مايو) ٢٠١٠
بقلم
عَشاءُ العِشْقِ الأخِيْر..
1-رحلتُ إلى حَتفِ قلبي، كمِثلِ رحيلِ الفرَاشِ المتيّمِ بالضوءِ والهمهَماتْ..وَمِثلِ رَحيلِ النوارسِ عَن بحرِها، باكياتْرحيلي، رحيلُ البُروقِ قُبيلَ زوابعِهَا الرّاحلاتْ..رحيلي، هروبُ الندَى واحتضارُ الوروْد،ونزعُ السنابلِ سيقانَهَا في دُنوِّ المَــوَاتْ..خُذيني، أيَا امْرَأةً، فيكِ أنتِ تخافَتَ لوْنُ الغمـَـامِوَسَهْمُ السّماءِ وقوسُ قُزَح..وحلّ الدُّجى عارياً من بنَفسَجهِ، مُوْغِلاً في القتــَاموهذا الغمَامُ الخَجوْلُ يُسميّكِ سيّدة العاشقــاتْ..وهذا الرّماديُّ يغمز أزرقُهُ- شغفاً - لوْنَ عينيكِ،يسْرِق أحمرُهُ وَردَ خدّيكِ ،وأسودُهُ ـــــــــــــ يا لشَعرَكِ، هذا المُعانِدُ..هذا المُقيِّدُ قلبي بَينَ نَحْرٍ وجِيْد..سأكسِرُ قيدي وَكلَ المَحَار،ليرحَلَ لؤلؤُ قلبي إليكِ، قليلاً قليلا..فأُشرِقُ فيْكِ فلا تَغرُبينْ..أو اغرّبُ عَنكِ لكَيْ تَشرقينْ، صباحاً أصيــلا..سماءًا تُظاهِرَ كلَّ المَجرّاتِ، أوْ لا تكوْن..زوابعَ يَخنقهَا الصّمتُ مختبئاً في الكَلام،ومُستتراً، غائباً في غُيومِ الجنــونْ..2-هواءُ الرّمادِ تناثرَ بيْنَ السّوادِ وَبينَ البيَاض،فيكتملانِ قليلاً، ويفترقانِ قليلاً قليلا..ويَصْطرِعان على عُتمةٍ مِن غُبار ..يَهُزّان جِذعاً لتأتي، بألوانِها الزاهياتْ، الثّمَار..طِيْري إليّ، سِراعاً لنطْويِ الفراسِخِ قبلَ الفِـراق،فإني انتظرْتُ طويلاً طويلا..قدوْمَ الأهلّةِ بعدَ المحَــاق ..فكلّ الملاذاتِ ملّتْ لواذي ،وكلّ المســالكِ ضَاعَتْ هَباء،وكُلُ المطَالعِ ضلّتْ سَبيْلا..وأنبأني نادلٌ أنّ كلّ الحَوَانيتِ عِندَ المسَاءِ اسْتبيحتْ،فلا خَمْرُ تُسكَبَ، لا غانياتٌ يُغنينَ لي أغنياتٍ نَبيْلة ،لا نواطيْرُ تدفع عنّي عواءَ الثعَالِبْ..نامَتْ فنامتْ عليهَــا جُيوشُ الطّحالِبْ..إلاّ قليلا..3-اِمْلأ كأسيَ وهْمَاً قليلا..وليــلاً طويلاً بَهيْــما..قُبيلَ افتراع ِ الشموْسِ، قبيل انفِضاحِ الرّؤَى، في الطيوْفِ القديْمَة،وقبلَ افتراسِكِ عِشقي، وقبلَ انكساري قليلا،ذرَفتُ دموْعي قليــلاً قليلا..عليكِ، تُرَى قدْ بكيْتُ، أمْ اني بكيْتُ العُيونَ القتيلة ؟هذي التي حمّلّتني كُنوزَ الضياءِ، حُمُولاً ثقيلة ؟هيَ الأدركَتْني قُبيلَ غُيومِ الحِكايةُ،قبيلَ قُدومِ الصّباحِ إلى شهْــرَزادْ،لتسرُد مِن مَطرٍ عابثٍ قطرةً، إنْ تزيدَ قليــلا..سيَسْرقُ أنداءَها - شاهِراً سَيْفَهُ – شَهْريارْ..4-في رجوْعي اليـكِ، تفتتَ صَخرُ الطّريقْ،وَدلّتْ عليــكِ الرّمالْ..دعِ الرّملَ يُنبيءُ عَنكِ،فكُلّ الورودِ تنــامَ إجاباتُها قبلَ طرْحِ السّــؤالْ ..دعِ الصّمتَ في هلوَسَاتِ الكَلامِ يُحــدّث عنكِ،فأنتِ النقيضُ المُوازي، وأنتِ السّــرابُ الحقيــقْوأنتِ النّــدَى لاهباً في أُتونِ الحريــقْ..وأنتِ الكلامُ الذي لا يُقال..5-سألتُكِ صَحْوَ الكَلامِ : اشرقِي في عُـكَاظ القَصيدْوصُبّي النّــدَى في بَهَــار القوَافــِي،ورُدّي إلى قهوتــِي طعمَهَــا والنّشيدْ..فإنّ مُعلّقتي فيْـكِ، مَنسيّةٌ في المنَافــِيوإمّا سَــرَى نبْضُ قلبـِـكِ نَحـْــوي،هَرَعتُ إليكِ نقيـّـاً وَحَافِــي..خُيُولي تُكتّم أنفاسَـهَا في الهَزيْعِ الأخيرِوتطوي إليــكِ المَــدَى والفيافــِي..فإن مئآبي اليــــكِ،متابي لديـــــــكِ،عشــائي الأخيرَ هُنــاكَ، وأنتِ طوافِـــي ..