فرقة العاشقين ورحيل حسين المنذر
انتقل إلى رحمة الله يوم الأحد 17/9/2023الصوت الثوري الهادر حسين منذر" أبو علي" القادم من جرود بعلبك، والذي كان الرقم الأول في فرقة العاشقين التي سنتكلم عنها في هذا المقال.
فرقة العاشقين:
فرقة غنائية فلسطينية يعرفها القاصي والداني من الشعب الفلسطيني ولا سيما أهل المخيمات وهي برأيي امتداد للأغنية الثورية الفلسطينية التي انطلقت مع بداية الكفاح الفلسطيني المسلح عام 1965 والتي كنا نردده في سبعبنات القرن الماضي بكثرة في كل المناسبات " فوق التل ,تحت التل، عالرباعية، طل سلاحي من جراحي.......إلخ"
بداية الانطلاق:
في عام ١٩٧٧م كانت دائرة الثقافة والإعلام في منظمة التحرير تعد لإنتاج أول مسلسل تلفزيوني فلسطيني، بعنوان: «بأم عيني» وكان على الملحن الشهير المرحوم حسين نازك أن يضع له الموسيقى التصويرية، فوجدها مناسبة للبحث عن شبان وفتيات فلسطينيين مؤهلين ليكونوا نواة فرقة «أغاني العاشقين» وقد اختار حسين عدداً من نصوص شعراء فلسطينيين مثل أحمد دحبور ومحمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وصلاح الدين الحسيني ويوسف الحسون. وكان الفنان حسين المنذر (أبو علي) قائد الفرقة ويمتاز صوته بالقوة، وكان الملحن حسين نازك يلحن معظم اغاني الفرقة.
الانطلاقة الشعبية:
وكانت انطلاقتها الشعبية عام ١٩٧٩م على صالة الفيحاء بدمشق واشتهرت بأغنية (والله لازرعك بالدار يا عود اللوز الأخضر) من كلمات الشاعر المرحوم أحمد دحبور فانتشرت في ذلك الحين الأغنية انتشار النار في الهشيم وصارت تتردد على شفاه معظم الفلسطينيين وغيرهم وبعد هذا النجاح الباهر قدمت عدة أغان مثل:
ــ أبو إبراهيم ودع عز الدين
ــ يا ويل ويلكم من الشعب
ــ هدى البلبل عالرمان.
ــ هذا هو قدر الإنسان.
ــ يا حلالي يا مالي.....
إلا أن أغنية "من سجن عكا طلعت جنازة" من كلمات الشاعر الشعبي الشهيد نوح إبراهيم كانت الأشهر بعد «والله لأزرعك بالدار ياعود اللوز الأخضر».
الانتشار الخارجي:
تجولت الفرقة في عدد من العواصم العربية والأجنبية وقدمت عروضا رائعة وانتشرت أشرطتها انتشارا واسعا وظلت لفترة ليست بالقصيرة الفرقة الفلسطينية الأولى التي لا يقدر أحد على مجاراتها.
ومن الأسماء التي لها فضل في الفرقة آل هباش بأبنائهم محمد وخالد وخليل وأحمد والصبايا فاطمة وآمنة، فهؤلاء جميعهم شاركوا في تأسيس «أغاني العاشقين»، بالإضافة إلى صاحب الصوت الجبلي حسين منذر (أبو علي) وعازف العود يعرب البرغوثي والفنانين أحمد الناجي ومأمون الشايب، ومحمود نابلسي ومن الإخوة السوريين برز اسم ميزر مارديني، مها أبو الشامات، ابتسام جبري وغيرهم.
فرقة العاشقين بين مد وجزر:
تأثرت الفرقة بالواقع السياسي الفلسطيني وبالخلاف الفصائلي ففي عام ١٩٨٤ وبعد حصول الانشقاق الشهير في فتح تم تهميش الفرقة وتجفيف منابعها مما أدى إلى تشتيت أفرادها هنا وهناك بحثاً عن لقمة العيش.
ونتيجة لحب الناس للفرقة جرت محاولات لإحيائها فتم لملمتها من جديد وانطلقت إلى الأردن عام 1989م وقدمت بعض العروض ثم تنقلت لعدة عواصم خليجية ، وما بين أعوام 2000 و2007 حاولت لملمة صفوفها مرة أخرى في دمشق واستقدمت وجوها جديدة إلا أنها لم تسجل حضورا زاخما كما أول انطلاقتها.
وفي تاريخ 11/11/2010م تم إحياؤها من جديد واستطاعت الفرقة البحث عمن تبقى من أعضائها واستطاعت الدخول إلى رام الله بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية لأول مرة في رام الله أحيت حفلة بحضور الرئيس محمود عباس. كما ساهمت بأحياء ذكرى انطلاقة حركة فتح في قطاع غزة عام ٢٠١٣، وفي أوروبا إذ أضحى هناك أغلب أعضائها من فلسطينيي سورية حاولوا إحياء الفرقة وربما لسبب تباعد الأماكن مازالت تجربتهم ضعيفة، ومحبو الفرقة ما زلوا بانتظار إحياء تلك الفرقة ليعود دورها الريادي كما كان سابقاً.