الأربعاء ١٣ أيار (مايو) ٢٠٠٩
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

قراءة فى نزف من تحت الرمال

نزف من تحت الرمال.. هذا هو عنوان المجموعة القصصية للمبدع السعودى العربى حسن على البطران والصادرة عن نادى القصيم الأدبى.

تقع المجموعة القصصية فى 195 صفحة من القطع الكبير وتضم أكثر من ثمانين قصة قصيرة وأقصوصة
يقول الأستاذ الدكتور (خليل أبو ذياب): القصة القصيرة و الأقصوصة هما مصطلحان لنوع أدبي واحد ينبغي أن يقوم على أقل ما يمكن من الأحداث.. حدث واحد يتنامى عبر شخصيات محدودة أو شخصية واحدة حاسمة وفي إطار محدود جداً من الزمان والمكان حتى يبلى الصراع ذروته عند تأزم الموقف وتعقيده لتأتي من ثمّ لحظة التنوير المناسبة معزولة عن المصادفة والافتعال دون اشتراط الحجم أو الطول الذي ينبغي أن يكون محدوداً بطبيعة الحال.

والقصة لها بداية ووسط ونهاية.. ومن مقومات الأقصوصة.. قصر النص ووحدة الموضوع والإنطباع والهاجس والشخصية والزمن ولحظة التنوير والكشف والتى تحمل المفاجأة أو الأنقلاب التى يقدمها لنا الكاتب.. والأقصوصة تبنى فيها لحظة النهاية منذ البداية
والقصص القصيرة جدا والأقصوصات التى ضمتها المجموعة القصصية التى بين أيدينا كتبها المبدع حسن على البطران خلال الفترة من 2002 وحتى 2006 م وللوهلة الأولى لفتت أنتباهى لوحة الغلاف والتى صممها الطفل ريان حسن البالغ من العمر ثلاث سنوات وهنا يقدم المبدع حسن على البطران إلى عالم الإبداع موهبة واعدة وجديرة بالإهتمام.

أيضا لمحت فى الإهداء عبق الوفاء الكامن والمترسخ داخل نبض المبدع حسن على البطران فقد قال فى الإهداء:
إلى من ضمتنى لصدرها.. إلى فدتنى بنفسها.. إلى من غذتنى بحبها.. إلى جدتى فهيمة.

نعم.. فنحن فى مسيس الحاجة لتأصيل قيم ومبادىء الجذور الطيبة والأعتزاز بها لأن الماضى الجميل يدفعنا للمستقبل الأجمل.

كما نلمح فى الإهداء أيضا الشاعرية الكامن لدى المبدع حسن على البطران.. وخلال القراءة الأولية للقصص القصيرة والأقصوصات التى ضمتها مجموعته وجدنا مجموعة منها ذات نهايات مفتوحة مما يدفع القارىء إلى إعمال فكره وفقا لثقافته ومخزونه المعرفى ومن ثم يكون مشاركا فعالا فى عملية الإبداع.. ففى القصة التى بعنوان (شرود) يقول المبدع حسن على البطران:

يجلس بجانب الشجرة يحتسى القهوة.. غارقا فى تفكير عميق.. حجارة صلدة ترمى بالقرب منه.. محبس من الألماس يغطيه الماء الذى يتساقط من أعلى الجبل.. يحاول أخذه.. لايستطيع.. قوة هائلة تمنعه..
ويقول فى قصة بعنوان (حقيبة):
يحمل معه حقيبة صفراء.. الفصل غايته بعد أن سمع قرع الجرس.. الطلبة فى حالة تهيؤ للدرس.. بدأ الشرح.. فتح حقيبته الصفراء.. التفت خلفه.. لايوجد طلبة.. الفصل فارغ.. الباب الخلفى مفتوح..
أما فى قصته القصيرة جدا أو أقصوصته (الباراشوت) يقول المبدع حسن على البطران:

صرخت بصوت عال.. ناولنى الباراشوت لكى أهبط على قمة الجبل.. صحت من نومها عارية بجانب السرير وفى يدها ورقة عنب..

المجموعة القصصية (نزف من تحت الرمال) للمبدع السعودى العربى حسن على البطران فى مجملها تحمل أدوات وأليات فن القصة القصيرة والأقصوصة وتؤكد على موهبة عربية صادقة سوف تؤكد الأيام صدق ماكتبناه هنا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى