

قراءة في ديوان «أزهار لا تذبل»
أزهار مضيئة تغمر القلب شوقا..ً وأحلام تتلألأ مع هدوء الليل ونشوة الذكريات.. عبق الندى يعانق الأغصان.. دفء الشمس تعزف لحنها عبر أنسام الزهور.. في نشوة الصمت يحمل الجراحات ويختزل الوقت..
في صمتك يسكن بحريوينحسر الطوفانفي صمتك يختزل الوقتوتجتمع الشطــآنويكون وجودي في كل مكانفي صمتك يتسامى الوجدان
عن دار الفكر للنشر والتوزيع في البصرة صدرت المجموعة الشعرية الثالثة للشاعر الأستاذ الدكتور أمين عبدالجبار السلمي "أزهار لا تذبل" وتضم (18) قصيدة يستشرف الآفاق بلا خوف.. وينثر الزهور على مداخل الطريق.. بعد ان أبعدته سنين العمر فأتى زائرا ً بلهفة ٍ وشوق.. مع ظل يتبعه وحيدا ً ليعيش الماضي والمستقبل..
أفق أفق أفقها قد بدت علائم القلقتسللت من بين أعين الغسقان تبقى صامتا يقتلك القلقان تمشي مسرعا فسوف تحترق
يمـّر الليل بصمت.. ويسقم القلب الوجد.. في المنفى يعيش بزاد ذكراهم.. يحلم برسائل تجئ من الوطن.. تضنيه الأشواق الى بصرة الخير.. في دفاتره أوجاع وجروح.. فالحزن في العراق يسكن البيوت..
يا سيدي يا عابر النهاريا حامل الأخبار والأسراركنت أنا في سالف الزمانأعود عصرا ً بعد طول أنتظاريـّـلوح الصغار والكباررسائل جئ بها من العراقمن بصرة الخير ومن تعانق النخيل
في الغربة يشكو البعاد.. يغرق القلب في طوفان منفاه.. ويكتب آلاما ً تنبضُ بشوق ٍ وترحل في زحمة الدروب عبر أطياف الذكرى.. وتبقى صرحا ً تسمو مع الروح في ثناياه...
تصحر القلب حتى صار منفاهأعطيتك العهد والأيام شاهدةاذا أفترقنا فحيث الجسم مثواهاثرت فيها أغاريد ا ً تناغمهايبقى على الدهر صرحا ً في ثناياه
يتألم ويتعذب مع أحاسيسه.. يشـّد الرحال الى عالم الغربة.. يغوص في العمق البعيد.. يودع همسات النخيل مع ظلال ثماره.. تأخذه الطرقات والعبرات وهو يودع الأحبة ويصبح وحيدا ً كالقمر..
وداعا ً أيا باسقات النخيلوداعا ً أيا ناشرات الظلالوداع الأحبة والغارسيـــنولو قيض الله أن تنطقــــيلعدت بأطيافهـم أجمعيــــن
هكذا رسم لنا الشاعر الدكتور أمين عبدالجبار بالكلمات ما تعجز ريشة الفنان من بلوغ الأنتشاء الى جانب التناغم الموسيقي للأبيات كخيوط تتموج في الحان.. ونسيم الصبا أرق مثل قطر الندى يحتضن شواطئ الفرات معذبا ً ينوء بالآلام.. ويبسط يديه ليختم رحلة الوداع..