الجمعة ١ تموز (يوليو) ٢٠٠٥
بقلم منير محمد خلف

قيامة الأًصوات

ظمئتْ حقولُ القلبِ،

واتّشح الصباحُ

بدمعِ أمي،

لا تبادرني القصائدُ بالتحيةِ،

والمسافةُ بين قلبينا

كرمشِ الروحِ

للعين التي لبستْ فساتينَ السُّباتْ.

ظمئتْ خيولُ الشعرِ في قلبي

إلى امرأةٍ

تؤانس وحشتي

في ليلِ هذا البحر،

يُوجِعُني تململُ نجمةٍ

في سقفِ روحي،

لا سماء تعيدُ لي صوتي المخبّأَ

في تضاريس الشتاتْ.

هل غابَ نبضُ الفجرِ

عن قصبِ الهواءِ

وزجّ بومُ اليأس

صوتَ قيامةِ الأحزانِ

في ثوب المدينةِ،

واكتفى بوقوفِهِ المشؤومِ

فوق جدار صوتي..؟

.. لم أكن متأمّلاً شكلي

ولافتةَ الخسارةِ

في جدار القلبِ،

لم أعبأ بشيءٍ،

كنتُ في المقهى

وكان الخوفُ يقطرُ

من مراياهُ الملولةِ.

.. تاجُه فردوسُ أنثى

لا تجيءُ،

ولم أكنْ

حتى تحاصر نظرتي كل الأماكنِ،

والزوايا لا تخبّئُ غير أعباءِ المكانِ،

وقامةَ الذكرى،

دخانَ الروحِ

فنجانَ الفضيحةِ،

فلتَقُمْ يا كل شأني:

جرحيَ المفتولَ

حول الساعدِ المنسيّ،

.. يا قبطان روحي!

فلتُقِمْ جدرانَ قلبي

لا تجرَّ دموعَ خيبتنا..

وغنِّ

كي نهاجرَ نحو أنفسنا

وننسى كل آياتِ التعبْ.

لا دمعَ في قلبي

ولا شرفات كي أبكي عليّْ!

لا أرجوانَ على المخيَلةِ الذبيحةِ

بعدما اغتالوا عصافيرَ اشتياقي

أوصَدوا بابَ انعتاقي

أحرقوا دمعَ العنبْ.

أهملتَ نفسكَ

وانسحبتَ من الخصوبةِ

من حقول الشعرِ

من سهرِ الفراشاتِ..

.. الأماني

من ثمارِ الفرحة الأولى

وطعمِ الذكرياتْ.

قد نلتقي يوماً

على باب القيامةِ!

لا تقل خبّأتَ نارَكَ أو دمارَكَ

في كهوف القادمين إلى الحياةِ،

.. ولا تقلْ شيئاً

فرَحْمُ الشعرِ

لا ينوي مُفارقةَ الحمائمِ،

والرحيلُ يصافحُ الموتى

ويُلقي في مجالسهم

خطاباً كستنائيّاً

ونهراً من ثغاءٍ
لا يمتُّ إلى الحياةْ.

هل نحن نشرب آخر الأنخابِ

نفتكُ بالمرايا

أم تبعثرنا شظاياها،

وتُدخِلنا بلا أملٍ

إلى قاع المدينةِ

تحت زيف القلب

ترضعُ من أصابعنا

حليبَ كلامنا؟!

هل نحنُ خنَّا بعضَنا

أم نحن في نفَقِ الحياةِ،

ولا وجودَ

لمن تؤرّخُهُ الفلاةُ بأنجمٍ

سقطتْ على كتف السبايا؟

هل نحن نجتثّ الودائعَ

بارتكاب الحزن في قفصِ البلادِ..

.. الموتُ صوّبَ نحونا أسماءَهُ

والموتُ علَّقَ صوتَهُ

في سقفِ غربتنا..

ونامْ.

أنآ لستُ

أعلمُ أيّ بارقةٍ

ستأخذني إليها،

أو ستأخذني إليَّ،

أنا الملثّمُ بالمواعيدِ العتيقةِ،

لا أرى غيرَ انتظاري

حاملاً جرح الوصايا

وهو لا يدري

بأن القلبَ محبرةُ الوداعاتِ الكثيفةِ،

غيمة الحزنِ المريرةُ،

دُمّلُ الأوقاتِ

ينزفُ خضرةَ الحسراتِ

في قلقٍ ينامُ

ولا ينامْ.

يا حزنُ قد مزّقتنا!

وحمَلْتَنا تيهاً على تيهٍ

وغلَّقْتَ المواعيدَ الجديدةَ والسلامْ.

جرّبتُ حزنَ الأرضِ

قلّدني الهواءُ

نجومَ خيبتنا المباحةِ

واستراحْ.

يا أَلْفَ صوتٍ في دمي

يا صوتيَ المخنوقَ

يا قمري المحاصر بالذبولْ!!

يا قطرةَ الفرح الملوّنِ!

لستُ أعلمُ أيَّ تاجٍ أرتدي

كي أمنحَ الدنيا مكاناً لائقاً

بأنوثةٍ لا تنتهي في راحتيكِ..!

.. أحبُّ أن أُشفى من الماضي

ومن صوتٍ يداهمني

وينصبني على عرش الأفولْ.

أهلاً بها..

وقفَتْ على قلبي

وصاحتْ مِلْءَ كفّيها: أحبكَ،

إنني ما زلتُ

أعشقُ خضرةَ الشهداءِ

في عينيكَ

أختصر الحياةَ

بقبلةٍ معسولةٍ

بندى القفولْ.

أنا لا علاقةَ لي بهذا اليأسِ،

لستُ أنا الذي أهملْتُ صوتي،

لمْ يكنْ عمري محاطاً

بالحياةِ وبانهمارِ الصبحِ

في ليلِ الكلامْ.

خبّأتُ في غرفِ الرياحِ

طيورَ صمتي

والتحمتُ مع الظلامِ

ولستُ أعلمُ

كيف أصحو

أو أنامْ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى