الأحد ٦ شباط (فبراير) ٢٠١١
بقلم
كأنّها أزْرَقْ..
تأتي..ظلّاً واحداً في بقعةِ الشّارعِ الضيّقِولا أحد..لا عبارات على الجدران لا آثار ظلالٍلا صوتَ نباحٍ ولا جَرَسْ..وحدها في غربةِ الشّارعِ العتيقِتأتي..كالريحِ دواءً للرّوحِزنداً إضافياً للمنجلِونَفَسْ..وتأتي..كما لم أكُ من قبلْكأنّها الليلُ ليلاًتلملِمُ أفواهاً باكيةًفتاتَ خبزٍأعلاماً من شرفاتِ المنازلِوخَرَسْ..لا وقتَ للمكانِلا زماناً آخرَلا جندَ يحملونَ خشباً بنادقَولا حَرَسْ..دهشةٌ كالخلقِ أخرىتكسرُ استقامةَ ضوءِ القمرِ بخطواتهاوتقتربُ..كأنّها صورةُ النّهرِ الأوّلِكأنّها فَرَسْ..ترسمُ بقلمِ الفحمِ القديمِ حكايةًعلى جدرانِ الشّارعِ الوسخِلامرأةٍ قصّتْ شعرهامزّقت جزءاّ من ثوبهاوتنتظرُ على درجٍ خشبيّما ليس تدركهوتبكي..لا ملامحَ لوجههالا تفاصيلَ لخصرهاكأنّها ارتحالٌ بين روحينِكأنّها سَفَرْ..تحني يديها بحراًوتطلقُ أصابَعهابوصلةً باتّجاه البرّ..لا ثورةَ للبحرْ..لا ثورةَ في البحرْ..إن احمرّت السماءُ يحمـرّوإن ازرقّت يغـيّـرُ جلدَهُمن الضّجَرْ..كائنٌ لم يدرِ لونه بعدْ، كيفَ باللهِ يثورُ؟وتأتي..كما رسالةُ الرّذاذِ للزّجاجِكأنّها المطرْ..أنتِ بدايةُ الأيّامِتشكّلها..كما إرتباكُ قطرةِ النّدى على جفنِ وردةٍتتفتّح قليلاً قليلاًكأنّها احمرارُ خدّكِ حين قبلتي صباحاًصباحُ الخيرِ حبيبي..وأنتِ فوضى الرّوحِ في الرّوحِإشتباكٌ له معنىمعنايَ حينَ غيابكِوأنتِ الشّمسُ في مشرِقهاووهجُ المغيبِوأنتِ السّماءُ وأزرقُهاوقطنُ الغيومِ أنتِفراشةُ الحلمِ والنّشوىفراشتي..تلوّنُ دنيايَوأنايَ ترسمهاكمن يعرفُ وَجَعَ النّايِمن أين يعزفُويُطربُوأنتِ الطّربُ الكاملُ الكامنُفي يدايَ..أنتِ انتظارُ الفكرةِ إلى حين تخمّرهاعصبُ الذاكرة..أنتِ ألذّ انتظارْ..مرآتي حين الصحوُأنتِ والنّهارْ..أنتِ بشرى العينُ للعينِحيثُ العودةُأنتِ اخضرارُ الدّمِ كزيتِ فلسطينَوأنتِ ميلادُ السنابلْ..لأجلِ جلدِكِ التّرابُ المعطّرُ بالرّوحِلأجلِ البّحرِ في عينيكِ سماءً تجمعناللروحِ أقاتلْ..