الاثنين ١٧ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم
كيفَ الحديثُ؟
(1)لا تسألينى..من أنا؟أو أين فى تلكَ البلادِ مكانى؟اعتدتُ دوماً..أن أعيشَ بلا أنا..واللانهاية دائماً..عنوانىلا أرضَ..لا أسماءَ..لا تاريخَ لى..فأنا بناءٌ.. ضائعُ الأركانِ(2)عمرى تبعثره السنونُ..فلا أرى..فى الكونِ منه..سوى خيوطَ دُخْانِقلبى يمزقه الأنينُ..فينزوىبين الضلوعِ مخاصِماً أزمانىالحزنُ يا أختاهُ شَلَّ مشاعرىلا تسألينى..عن مدى أحزانىفالحرفُ يخرجُ من ضلوعى..حائراً...ويموتُ كالأغرابِ..فوق لسانىجفَّت ينابيعى..وماتت روضتى..وتقازمَ الإحساسُ فى وجدانى(3)يوماً...تسلقتُ السحابَ...فلمْ أرَ...بعد التسلقِ...غير ما أبكانىيوماً...غزوتُ الشمسَ...فى علْيائها...وجلعتُ ما بين الضياء مكانىوالآن أجلسُ...والجليدُ يحيطنى...غصباً رضيتُ..بذلتى وهوانىالآن أجلسُ...والأسى زنزانتى..والخوفُ قيدى والبُكا سجانىوأنامُ كالنمرِ الجريحِ..وترتوى...من نزف جرحى...أحقرُ الجِرذانِ.(4)ما عدتُ أقدر...أن أقودَ سفينتي.فى عرضِ بحرٍِ..تائهِ الشطآنِبحرُ الحياةِ...أضاعَ مني دفََّتى...والموجُ أطفأ - هازئاً-نيرانىفى عالمِ الهَذَيانِ...لا تتسائلى...كم ذا يُكابدُ عاشقٌ ويعانىلا تعجبى مِنّى...إذا يوماً... أنا..بعتُ الحياةَ...محطِِّماً أوثانى(5)لا تسألينى أن أبوحَ...فلم يعد...فنُ الحديث الآن فى امكانىكيفَ الحديثُ...وما وجدتُ بعالمى...غيرَ القلوبِ الصمِِّ والعميانِكيفَ الحديثُ...وفى ضلوعى جمرةٌ...وكتائبُ الأشواكِ فى شريانىودماءُ أحلامى...تسيلُ كأنها...نهرٌ حزينٌ...دائمُ الجريانِينسالُ فى كلِ الدروبِ...كأنه...ثوبٌ على وجهِ البريةِ..قانى(6)لا تسألينى... من أنا؟؟فأنا..... أنا..ألفٌ ونونٌ..ثم ألفٌ ثانىلا تبحثى خلفَ الحروفِ..فما بها...من عالمِ الأحياءِ أىُ معانىهى أحرفٌ جرداءُ..ضاعَ بريقها....صارتْ فراغاً...ميتَ الألوانِكفنتُها بالصمتِ...ثم دفنتُها....فى أعمقِ الأعماقِ...من جثمانى.