لا صحّ في أيّكم
لا صحّ في أيّكم عقلٌ ولا جسدُ
ما صدَّكُم عنه إلا الحقدُ والحسدُ
وظنُّكم أنّه لولا تعاطفُكمْ
معْه لما تمّ في درسٍ له عددُ
وظنُّكم أنّكمْ في الكون وحدكمُ
وأنّ خِربتَكم فيهِ هيَ البلدُ
أعْماكُمُ اللهُ عن أرضٍ قد اتّسعتْ
من كلّ حيٍّ علا فيها لهُ رصدُ
يستنظرون تجلّيه بليلهم
شعرًا لهدْيِ السّما فيما عنى عضُدُ
أقسمْتُ أنّهمُ لولا اليقينُ بهمْ
كانوا لهُ دون أنْجامِ السّما سَجدوا
ما أنتمُ غيرَ أحقادٍ بها احترقتْ
جسومُها إذ شكاه فيكم الأودُ
ما ظلّ منها سوى الأحقادِ تتّقدُ
يحسُّها من دنا منها فيَبْتعدُ
والنّورُ من وجههِ في الكونِ منبعثٌ
لأنجمِ الكونِ من أنوارهِ مدَدُ
وعن مثيلٍ له أرحامُكمْ عجزتْ
وإن ربا المالُ فيكمْ وامتلتْ مَعِدُ
وقولُ أكبرِكم لا قولُ أصغرِكمْ
أنّ النساءَ لديكمْ لم تعُدْ تلِدُ
وخيرُهُ في الورى لكنّ أكثرَهُ
فيمن سوى الله عونًا ما لهُمْ أحَدُ
ما جازَ بابًا لبابٍ أجلَ منفعةٍ
لكنْ ليرضَىْ العليّ الواحدُ الأحدُ
يمشيْ إليهم عجولٍا غيرَ مُنتظرٍ
إشفاقَهمْ أنْ يُباديْ بالسُّؤالِ غدُ
غيرَ مُباهٍ فلا تدريْ الشمالُ متى
اليمينُ مُدّتْ ولم تُدْرِكْ يدَيهِ يدُ
وتبْخلونَ عليهِ بالسّلامِ وبا
بُهُ بأوجُهِكمْ ما زالَ يَنفرِدُ
ويحمدُ اللهَ أن آتاهُ غيركمُ
فشبلكُمْ خرِفٌ وشيخُكمْ ولَدُ
وجُنّ أعلمُكم والنّاسُ قد رشَدوا
وانْحطّ سيّدُكم والنّاسُ قد صعدوا
والنّاسُ من دونِكمْ عادتْ لبارئها
ولم يزلْ فخرَكمْ تيسٌ هو الهدَدُ
والنّاسُ ألوانُهم شتّى وهمْ دولٌ
ولونُكمْ واحدٌ لكنّكمْ قِددُ
عوائلٌ وربوبٌ دون تيسكمُ
رغم الخِلافِ لأجلِ الجهلِ تتّحدُ
ألبسْتمُ الجهلَ إذ أحييْتُموه طقو
سًا كي يُرى أنّه للدّينِ يستنِدُ
لكنَّه الجهلُ، فضّاحٌ لصاحبهِ
إذا ابتلى عالِمًا منهُ بدا لدَدُ
يصيرُ حِقدًا ولا يبقى له جسَدُ
لكنْ يظلّ دخانٌ واسمُهُ الحسَدُ
وأُشهدُ اللهَ أنْ لو لمْ تبُرْ عربٌ
ما كفّ لي قلمٌ عن ذمّكم ويدُ