

لطفي زغلول في استضافة «القدس»
نابلس – بيروت في إطار فعاليات برنامج نهار جديد الذي تبثه قناة القدس الفضائية حل الشاعر والكاتب الفلسطيني د. لطفي زغلول ضيفا على هذا البرنامج، في طرح ثقافي تحت عنوان " فلسطين في وجدان الشعراء" حاوره خلاله الإعلامي اللبناني المعروف عصام عبد الله وذلك يوم الأحد السابع من شباط فبراير ٢٠١٠.
وقد أجاب د. زغلول عن العديد من الأسئلة التي وجهت له ومنها سؤال عن شعره وفلسطين :
" فلسطين هي الوطن، ولا بديل عن الوطن.
هي الحب والعشق والإنتماء، هي الفردوس السليب المغتصب من أهله الشرعيين. والشتات أيا كان لونه هو المنفى والإغتراب. في اعتقادي أن الشعر ذاكرة الوطن، تاريخه تراثه أمجاده تضحياته. وهذا ما دأبت عليه طوال مسيرتي الشعرية، وكرست مساحة شاسعة من قصائدي للدفاع عن هذا الوطن وقضاياه.
وردا على سؤال آخر أجاب د. زغلول :" منذ ما ينوف عن عقدين من الزمن، لوحظ أن عددا لا بأس به من الشعراء الفلسطينيين، وبخاصة من جيل موجة من الشعراء الشباب، لم تعد القضية الوطنية على أجندتهم. لم يعودوا يذكرون فلسطين ولا القدس ولا ما يمت إليهما بصلة.
باختصار لقد أخرجوا القصيدة العربية من معترك القضية والدفاع عنها، والتزموا خطوطا شعرية مغايرة، يغلب عليها الإسطورة والطلسمة واللغة المبهمة.
لقد استولت عليهم موجة أنسنة القصيدة وما يسمى تحديثها. وهكذا فإن الشعر الذي يكتبونه خال من أية روح وطنية، يعاني فقرا مدقعا في مشاعر الإنتماء الوطني.
وهذا ينطبق على معظم الشعراء العرب الذين يكتبون القصيدة الشبابية، سواء كانوا من أبناء قصيدة التفعيلة، أو تلك المسماة قصيدة النثر.
وردا على سؤال حول إصداراته الخاصة بفلسطين، أجاب الشاعر د. زغلول:
" لقد نظمت العديد من الدواوين الشعرية على شرف فلسطين والقدس والأقصى، أذكرمنها:
أيام لا تغتالها الأياملا حبا إلا أنتهيّا نشدو للوطنهنا كنا.. هنا سنكونمدار النار والنوّارموّال في الليل العربيتقاسيم وهو قيد الطبع
وهنا أستذكر ديوان المرحوم والده الشاعر الراحل عبد اللطيف زغلول تحت عنوان :
" نفح الذكرى" الذي أصدره له في العام 2004.
وقد أنهى استضافته بقراءات شعرية من ديوانيه" هيا.. نشدو للوطن"
" تقاسيم"
فلسطين حـبّـي
وقفتُ أردِّدُ في كلِّ نادِفلسطينُ كانت وتبقى بِلاديَسرى حُبُّها في عُروقي حياةًوأنزلتُها في صميمِ فُؤاديكتبتُ هَواها قصيدةَ عشقٍعلى كلِّ مرجٍ وتلٍّ ووادِوأقسمتُ باللهِ ما دُمتُ حيّاًفلن يَستريحَ عليها الأعاديلها أنا يَمّمتُ رِحلةَ عُمريوحُبّي لها كُلُّ قوتي وزاديفلسطينُ حُبّي وخفقةُ قَلبيوشَمسٌ تبدِّدُ ظُلمةَ دَربيأردِّدُ حُبّي لها في صَلاتيوأذكرُها مُؤمناً بعدَ رَبّيفلا قَبلَها أنا لبّيتُ حُبّاًولا بعدَها ما حييتُ أُلبّيسلامٌ عليها أَحنُّ إليهافبينَ يَديها تَعلّمتُ حُبّيلأجلِ هَواها أصونُ حِماهاأُضحّي فِداها بروحي وقَلبي
نشيد القدس
تَنسابُ الأرواحُ إليـكِوتُضيءُ سَناً بينَ يَديكِنَادِينا فاضَ الشَوقُ بِناوسَلامٌ يا قُـدسُ عَليكِيا قُدسُ وإن طالَ الزَمنُوغَلا في عَودَتـِكِ الثَمنُلَن يَكسرَ شَوكَتَنا الوَهـنُأو تقهَرَ هِمَّتَنا المِحَــنُبَعدَكِ ضاقَت فينا المُـدُنُوَالعَيشُ ذَليـلٌ مُمتَهَـنُدونَكِ يا قِبلَتَنا الأولَــىأَبَـداً لا يَكتَمِلُ الوَطَـنُيا قُدسُ وإن طالَ الـرَدُّالجَـزرُ سَيتلوهُ المَــدُّيا مَجداً غَنّـاهُ المَجــدُآمَنّا بِـكِ لا نَرتَـــدُّللصَخرةِ إجلالاً نَشــدوللأقصَى أَدماهُ القيدُقَد عاهَدناكِ عَلى حَــقٍّوَالعَـهدُ الحَقُّ هوَ العَهدُلَو طالَ الدَربُ إليكِ مَدىما وهَنَ العَزمُ وما خَمَداما ضَاعَ دَمُ الشُهداءِ سُدىالمَوعِدُ في أَقصاكِ غَدالَو نالَكِ مُغتصِبٌ أَمَــداأَبداً لَن يَهنأَ بكِ أَبَــداإنّا جندُكِ قَلـباً ويَـــداإنّا إسمُكِ صَوتاً وَصَدىتَنسابُ الأرواحُ إليـكِوتُضيءُ سَناً بينَ يَديكِنَادِينا فاضَ الشَوقُ بِناوسَلامٌ يا قُـدسُ عَليكِ
أحبك يا قدسأحبّك يا قدسُ.. يشهدُ ربّيبأنّكِ عِشقي.. وأنّكِ حبّيأحنُّ لأقصاكِ في كلِّ حينٍوتشتاقُ روحي إليهِ وقلبيتنسّمتُ عطرَكِ حتى ثملتُفعطرُكِ يُحيي العليلَ ويُصبيعباءاتُ زهرِكِ يا زهرةَ العاشقينَ ثراكِ.. ردائي وثوبيوطيرُكِ هيمانُ ولهانُ يشدوتراتيلَ عشقِكِ سرباً لسربِعروسٌ على صهوةِ الكبرياءِلكلِّ مُعنى ً بحبِّكِ صبِّيطوفُ بكِ المجدُ.. يختالُ بينَ..ذراعيكِ في كلِّ ساحٍ ودربِلكِ العشقُ والعاشقونَ يهلّونَ..من كلِّ حدبٍ ومن كلِّ صوبِأُجلُّكِ يا قِبلةَ العاشقينَمُضياً إليكِ أيممُ رَكبيوها أنا حينَ تنادينَ فرسانَ..مجدِكِ في النائباتِ ألبّيعصيٌّ ترابُكِ.. صعبُ المنالِعلى كلِّ مغتصبٍ.. جدُّ صعبِلنا أنتِ يا قدسُ.. لا هوَ أضغاثُ.. وهمٍ.. ولا هوَ رجمٌ بغيبِ