(1)
البحر ملتف على قلبي
تنساب في موجه عصفورة تعشقني
تعرفني منذ التقت دمعة أغرقت
كل الخرائب داخلي
واستباحت مساحة بيضاء
كنت أظنها تقاوم شرخا يتفاقم في شراييني
البحر يستحم بين أصابعي
ويداعب خصلات أهدابي
ويمد في نفسي جسرا للعبور
فالأعبر الأن وأستريح
البحر يفتح أبوابه العميقة
ويسير أمامي بابتسامة رطبة
يرفع لافتات الترحيب
ويستكين لحظة
ثم يسير منتصرا بحروف تعبة
(2)
أيها الرابض بين عينيّ
وساج على صخرة الفوضى
أيها الرائع في حزنك
وماض إلى هذا التاريخ الجديد
لقاؤك بالبحر حياة
فاغتنم لحظة قد لا تعود ....
(3)
تتراقص غيمة حائرة
تسّاقط قطرات من النور
والخيمة في رملها ثكلى
ترفض أن تنتمي للمدى الملون
وتتعب حين يأتيها الغيث قطرة قطرة
حين تلتف عاقدة حبلها على بصري
أحس أنني مفتقد
وأنني إذ لامستُ أوتاد الخيمة
لا أعبأ بقطرات الغيمة
وأساوم عطشي بالسماء الملونة
والنوارس المتقدة
والخريف الحزين
(4)
حبيبتي معي وأفتقدها
حين ترى عيني محترقة
لا تشتكي الفرقة
فقط تقرأ سطورا سطورا مبعثرة
وتشتهيني بحرا
فألتقيها بين منقار نورس شارد
يغني حين يجن الغروب :
عروسك أنتَ أيها الولهُ الفطن
خذها بيمينك واحتوي شرودها
فقد تفتقدها
حين تجدها
(5)
يتزاحم في رأسي كل الذي كان
وأشتكي للبحر تضارب الموج في صدري
أستمر حين يبيح لي محاراته في التوحد مع كل الذي كان
يواعدني على مقهى داخل الروح
فإذن بي لا أجدني
وأعتصم بما تبقى من كراسة المطر ، والغيم
والعصافير على صفحة البحر
ومقاومة العطش
وأسبح مخترقا كل ما يدور برأسي
فأعرف ، ولم أكن أعرف
أن الذي يسرف لا يترف
ويخفت قليلا تلاطمُ الموج
ليسمع سرا أودعته روحي حين أرادت أن تعانق البحر
وهو هائج غشيم
أو حينما ترفق بقلب حزين
فأعرف أن كل هذا الضجيج برأسي
لن يرحم تقلبي الأحمق
أو يعطيني إشارة صريحة بمحاولة أخيرة للبوح
وقد باحت نوارسُ البحر بسري الأكبر
(6)
يا أنت
أيها الصامت في عمق نفسك
الباكي كشتاء مولع بالماء في عيني
توقف عند حافة البحر
واغمس قدميك الضامرتين في الرمل
وادخل خيمة أوتادها أنت
وغيمتها أمنياتك المتبخرة
واحفظ كل هذا البوح
حتى لا يضله الطريق
أو يرحل مثلما تطير النوارس أمامك تختال بأوراقك المعترفة
واعترف أن الهزيمة كادت ترويك قطرة قطرة
وأن الحب الذي اشتهيت معلق على جناحيك المفرودتين
في وجه العاصفة
هل تحمل روحا خائفةْ؟
أم تنتهز فرصة لقائك بالبحر
لتحفر بين أمواجه عشقا أغلى من حزنك
ومن كل الذي يمر عليك كشريط سينيمائي ملفق
لا أنت فيه تجيد دور البطولة
ولا هو يستهويه تصفيق المارة
أو غمزات الجمهور المندهش
...................
تتثاقل عيناك الآن وتركن في معطفك المرتعد
وتقبل وجه البحر
وتشكر هذه اللحظات الحاسمة
للقاء حميم بينك وبين البحر