الثلاثاء ٦ آب (أغسطس) ٢٠١٩
بقلم محمد غاني

لندقق النظر فنعرف قيمة الشيء

في كثير من الاحيان نقوم بزيارات لاشخاص نعرفهم، يقدمون لنا الاكل في اطباق عتيقة قد لا نقدر قيمتها الا ان سمعنا شهادة اجنبي في حقها، قد نقرأ ورقة تاريخية دون ادنى اهتمام معلقة في جدران منزل احدهم بينما ان قرأها متخصص في التاريخ او في الاركيولوجيا لذهل من تواجدها في ذلك المكان عوض وضعها باحد المتاحف.

هكذا حالنا ليس مع الوثائق التاريخية و المزهريات العتيقة و الديكورات القديمة، بل حتى مع كتبنا و تراثنا الذي يحوي العديد من والدرر الجواهر الثمينة التي ينبغي اعادة قراءتها ووضعها في سياق جديد حتى توظف خير توظيف في مسيرة نماء عقلياتنا و افكارنا في تناغم شديد مع واقعنا المتطور المتجدد.

تدقيق النظر ينفع اكثر في قراءة الإيمايلات المتواردة على صندوق بريدنا الالكتروني، فعدم التمعن فيها قد يضيع فرص حضور مؤتمر أو محاضرة ما، كما قد يظهر عدم اهتمام بامر ذي اهمية، أو قد يتسبب في سوء فهم لأمر ما، لذلك فقراءة بتمعن و تدقيق، قد تكون سببا في نجاح مبهر و سبق و فوز محتوم.

عدم التدقيق قد يتجاوز العين الى الاذن، ذلك ان الإصغاء الجيد ايضا له دوره في الوصول للمطلوب و عدم الإصغاء بشكل حسن قد يكون عائقا كبيرا لتحقيق الأهداف، فان عدم التركيز عند الإستماع على مكالمة مهمة قد يفوت رمزا سريا لدخول تطبيق ما، أو قد يفوت موعدا مهما كمقابلات التوظيف مثلا و غيرها.

عدم الانتباه اثناء القراءة أو الاصغاء قد يفوت الحفاظ على علاقة ما بسبب سوء الفهم الذي يمكن ان يحصل بين شخصين طلب احدهما قرضا من الآخر، لم يدقق الثاني في المبلغ فارسل مبلغا دون المتوقع، فتوهم الاول عدم المبالاة بشخصه مما سبب قطيعة كبرى بين الاثنين... وهكذا.

ان التدقيق و التركيز قنطرة تواصلية بليغة ليس فقط بين الاشخاص بل ايضا بين النية و تحقيقها، لذلك تجد الجرائد اكثر الهيئات اهتماما بالتدقيق اللغوي لمعرفتهم اكثر من غيرهم باهميته التواصلية مع القراء في ارسال رسائلهم الصحفية الاخبارية.

فقدان التدقيق في الاشخاص و الهويات قد يتسبب في أخطاء قاتلة كتفويت رحلة مهمة او خلط بين الأنساب او تسلم مبالغ مالية مغلوطة المستلم، الى غير ذلك من الأعطاب التقنية التي يمكن تفاديها إما باصغاء جيد او قراءة متمعنة.

تتجاوز القضية سليمي البصر و جيدي السمع الى الصم و البكم فهم بدورهم محتاجون في مجالهم للتدقيق و التركيز فكم من اشارة قد تفهم مغلوطة ان لم يصاحبها تركيز المتحدثين بها، بل وقد تتسبب ترجمة مغلوطة لها في المحاكم لإدانة أبرياء، ولكن في الأخير كم هي جميلة وسائل الاتصال الحديثة التي مكنت هؤلاء الفئة من التواصل فيما بينهم بهواتف مرئية و تطبيقات خاصة يتم تحميلها من اجل تفاهم أفضل فيما بينهم بلغة الميم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى