الخميس ١٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٣
بقلم فيصل سليم التلاوي

ليلة العيد

كتبت هذه القصيدة قبل خمسة عشر عاما، يوم كان نتنياهو في ولايته الأولى، وكانت الجزائر هي البلد العربي الوحيد المضرج بدمه، وأعيد نشرها اليوم وقد عاد نتنياهو لموقعه، وأقطار العرب في معظمها قد صارت مضرجة بدمائها التي تسفك بأيدي أبنائها، الذين يخربون بيوتهم بأيديهم.

ياليلة العيد كـــم هيَّجتِ أشجانـــــا
وكم توهج فيكِ الشــــــوقُ نيرانـــا
إني حننتُ إلى صحبٍ وأفئــــــــدةٍ
تعانقت فــــــي ظلال العيد إخوانا
فيما مضى كنت بالأعياد منتشــيًا
وكنت ُ أســعدَ خلق الله إنســـانــا
لا كنتَ يا عيدُ حيث العقد منفـرطٌ
ولســـــت تجمع أحبابا وخلانــــا
لا الدار داري فأشدو في مرابعها
ولا الـــرفاق ولا العيد الذي كانا
بلا فلسـطين لا عيدٌ يطيب لنـــــا
ولا ارتضينا جنان الخلد أوطانا
 
مهاجرون بأرض الله لـو رحبت
ضاقت علينا وقد ضنت بمنفانـا
جراحنا راية في الريح نُشرعها
ونلثم الجرح مهما الجرح أدمانا
عيوننا تســلب الجلاد هيبتــــــهُ
فيستحيل جبان القلب حيرانـــــا
وخلفنا قد تنادت أمةٌ ، وعَلَــتْ
بيارقٌ تحمل اسم العُربِ عنوانا
دانت جحافلها العدوان وانتصرت
إذ أشبعتهُ بياناتٍ وإعلانــــــــــا
ولعلعت مهـرجاناتٌ مدويــــــةٌ
وصيّرت شـــهداءً كل قتلانــــا
يا أمـــــةً أصبح التنديدُ مدفعها
من الكلامِ حباها الله بركانـــــا
إنا لفي زمنٍ باهت به شَـــجبَ
بكثــــــرة الأخواتِ إنَّ أو كانا
قذائفٌ من بنات الضادِ نرسلها
عنيفةً خرقت للخصــم آذانـــــا
ما همَّها غاصبٌ في القدس دنَّسها
ولا تنادت لبحــــر الدم في قانـا
ولا كأن " نتنياهــو" يُمرِّغُها
أنفاً، وتشرب كأس الذل ألوانا
أين السلام الذي في زعمهم صنعوا
والراعيين، إخال الذئب يرعانا
هذا الهوان الذي ســـاقوه مهزلةٌ
وليس صنّاعُهُ في الناس شجعانا
ياليلة العيدِ قــد هيّجتِ لي شجني
وعُدتِ بي مُدنفَ الأشواقِ ولهانا
أُســائل العيد هل مَــرَّت نسائمهُ
على الجزائر أو طافت" بوهرانا"
سل " البليدة" ذات الحُسن وا لهفي !
هل عيّدت واكتست ورداً وريحانا
سل " المِدِّية" في عليائها انتصبت
منيعةً، شمخت عزاً وبنيانــــــــا
عن الدماء التي في ساحها سُفِكت
زكيةً، سُفِحت ظلماً وعدوانـــــــا
عن المجازر ما أبقت على أحـــدٍ
أو ميّزت بينهم شيبًا وشبانــــــــا
قد كان لي في ثراها ملعبٌ خَضِلٌ
ما زلت أذكرهُ شُــــكراً وعِرفانا
حيِّ الجــــزائر والثم كِبرَ دمعتها
وتــربها - هانت الدنيا وما هانا-
هانت فرنسا وجرّت ذيل خيبتها
من بعد أن شبعت خزياً وخذلانا
لا عدت يا عيدُ إلا والسلام على
ربوعها عمَّ ودياناً وشـــطآنــــــا

 ما بين الأقواس (الجزائر ، وهران ، البليدة ، المديّة) أسماء مدن جزائرية
20/1/1998


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى