السبت ٢٤ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٩
بقلم
لِوَصلِهِ تَراتِيل المَاء
إلهي:اليومَ عَلِمتُ كيَفَ تَكُونُ الكآبةُ بِلا سَبَبٍوالشُّرودُ أمانَةً، والحقيقَةُ رُوحًا مُتمرّدَةٍفَظَللني بِفيئِ نُورٍ يحتمِلُ وَحشَةَ الغَائِبِ.المَوت- أسطورةٌ تَاريخية اللّحظةِ، لَها الحاضرالبَاقي أبداًلَعَلي أموت لأُحيي دَقَائِقَ الماَضي، فتَبقى عَلى مَقربةٍ مِن الهَاوِيَةولا تَسقُط..مَا لِهذا الحُزن يُرتلني بِخُشُوع؟!هَل عمّدنِي عذاب تَسربَ إليّ مِن جهتِهِ الواحدَة؟هي رُوحي:تحِنُ إلى شَكلِهَا الواحِد قَبلَ غَمرها بلعنَةِ المَاءِقبلَ خَطفِ وَجهِها بِمُوسيقى أنيقة، شَاحبة، مُتألقَةُ العطرِهو الغرق.. زخات صَمتٍ مُعتمةُ بِلا شَواطئوالآن،لِي أن أُصَدِقَ أنَّ النهرَ بجريَانِهِ تَوهَانٌاختِنَاقُ عُمرٍ في رِئَتَي،جَريانٌ مُقدّر المُصاب(أيُّها النهر- كيَفَ أَصبحتَ كَثيرَ الشَّكوىلم تُزِل الماءَ مَعنى الوَجَع؟)قَالَهَا:(الماءُ: كُلَهُ بِلَونٍ واحِدٍ وأنا هُناكَ الغَريقوأنتِ هَاجِسٌ داخِلي يَمنعَني مِنَ الغَرقِفَصَبُّوا المَاءَ كي تحيطَ الغَريقَ رُقيَتُهاويمنحَنِي الله رُوحًا تُصَلي لَه..وتحِنُّ لهَاجِسها دَاخلي)وتَعود سَبع خطواتٍ لِلوراءِوتَغفلُ عمراً كَاملاً مَشتهُ باتجاهِ الغرَقِبِوَحشةٍ تتوسدُ الليل الغريبة،وأنا الغريبة..هي نَفسه: أمارّة بالظلمِ بأَصابِع تَلمَسُ الوُجودَتَنقُشُ الحَقيقَة، َتجعلَها قَصيدةً عَابرَةَ اللحَظة.لَم يَعُد مجدِياً النِّداءَ بـِ "ياء" اللَّهفَةِيَصِلُه مُلونًا بِالحزنِ تَارةً، وَبِالأمَلِ تَارةًلكنه لا يَبتَسِم..خَائِفَةُ التَّوَهان دائمًامرتعشة من هواجسَ تَئنُّ بالحَقيقَةِ الهَاوِيةمِن صَوتٍ يُنادِي.. مُرتَدَ الصَّدىتَعلم: أَنَّ دُموعَها لا تَكفِي!فَهَل يَكتَفِي؟